-9-

81 9 4
                                    

- لا تخافي ياختي .. المحامي ماشي بالقضية ورح ترجع البنت لحضنك ... الي عملو عامر  مخالف للقانون والمحكمة ما رح تسكت على هيك غلطة ..
قال سليم يطمئن شقيقته عبر الهاتف لتتنهد غالية وتقول بلسان راجف :
- يارب يقدر المحامي يرجعلي ياها ... والله قلبي رح يوقف من الرعبة ... ما بدي ياها تربى بعيد عني ... أنا تحملت سنين من الظلم مشانها بس ..

- لا تخافي ياختي ... وكلي امرك لله ... صلي عالنبي وخليكي قوية واحسني الظن بالله ..
قال سليم مؤازرا لها لتجيبه بصوت هادئ نسبيا :
- نعم المولى ونعم الوكيل .. اللهم صلي وسلم وبارك على خير المرسلين

- المهم طمنيني ... كيف الشغل بالخياطة ؟ مرتاحة فيه ؟ حدا ازعجك أو ضايقك ؟
قال باهتمام بالغ فابتسمت غالية بشئ من السعادة وقالت :
- الحمد لله ... كتير متوفقة بشغلي بفضل الله ... الكل بالمشغل محترمين  ... البنات حبابات وإذا في كم شب فكل واحد ملتهي بشغله وبس .

- اكيد ياختي ؟
سألها ليطمأن عليها أكثر فأجابته مشددة على اجابتها السابقة :
- اكيد والله ... لو انزعجت من اشي انت اول حدا رح اجي واحكيله سليم .

- أنا بس خايف عليكي ... مش اكتر ... واهم اشي تكوني مبسوطة ومرتاحة ... ما بدي تزعلي على هضاك الواطي نهائيا .

- وانا مش زعلانة عليه والله ... بالعكس مبسوطة ومش ندمانة اني تركته ... بس احيانا ببكي على بنتي وهاد اشي طبيعي ياخي ... الفراق صعب ولما ابكي ما بكون ضعف مني .. هاد شعور لا ارادي ما بنقدر نتحكم فيه ..
قالت وقد أدركت أن والدتها أخبرته عن حزنها على ابنتها ولربما أوضحت له وجهة نظرها هي .. فهي كلما رأت غالية تبكي لامتها على تركها لعامر وكأن دموعها إثم يجب أن تسره وتخفيه عن الجميع ...

- فهمت ياختي ... ربنا يصبرك ويرجعلك ملك على خير وسلامة ويجمعك فيها عاجل غير ٱجل ..

- آمين يارب
قالت غالية برجاء وتوسل وهي تمسح دموعها ليودعها شقيقها ويغلق المكالمة تاركا إياها مع همها لوحدهما ... فقررت أن تلجأ إلى الصلاة والدعاء علها تنال رضى الله عنها فيستجيب لدعائها ..

أنهت صلاتها وادعية ما بعد الصلاة لتنهض وتخلع اسدالها ثم تطوي سجادتها وتضعهما في خزانتها لينتهي بها الأمر جالسة على سريرها وبيدها هاتفها ... تفاجأت ما أن رأت بأن الرسائل التي بعثتها لابنتها قد تمت رؤيتها ... ولكن دون رد من ملك ... ابتسمت وتمتمت بصوت خافت:
- يروحي ياماما ... يارب تكوني بخير ..

وراقبت عل ملك ترد في أي لحظة ولكن طال انتظارها حتى اخذها فضولها إلى محادثات مجموعة المعمل ... لتجد الفتيات في المعمل يناقشن أدهم بأمور الدين ..

راقبتهم جميعا وتمعنت برسائلهم جيدا ... لتجدهم يتباحثون بصحة الأديان .. فكتبت لاول مرة كلمات جعلت أدهم يعجز عن اجابتها

قلوب قيدها الضعف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن