فتحت الباب لتجده على سريره ممدداً وعلى رأسه سماعاته الرأسية ، مغمض العينين وكأنه يتوه في عالم آخر غير عالمنا هذا ، صوت الموسيقى يظهر خافتاً لها من بعيد ، تنهدت ثم اقتربت ولمست كتفه قائلة بصوت هادئ :
_ أدهم ..فتح عينيه وهو يلتفت نحوها ثم أزال السماعات عن أذنيه قائلا بملامح استفهام:
_ ها ماما ._ العشا جاهز ، يلا
قالت فاومئ لها يجيبها ببرود :
_ كمان شويتنهدت مرة أخرى وابتعدت تتركه لوحده ، أغلقت الباب بهدوء بينما عاد هو لسماع موسيقاه التي دائما ما يسمعها لتشتيت أفكاره ، وكأنها سلاح يحارب فيه مرض فرط التفكير الذي يعاني منه .
وكالعادة اخذت دموعه بالجريان رويدا وذلك الشعور الغريب ينتابه مرة أخرى ، من حوله الكثيرون ولكنه يشعر بالوحدة ، لديه كل ما يتمنى ولكنه يشعر بالفقر ، هو رجل قوي وبصحة ممتازة ولكن شئ ما ينقص كيانه ولا يمكنه تحديد هذا الشئ ، حياته مملة رغم أن باستطاعته جعلها ممتعة ، حياته كلعبة الالغاز التي تنقصها أحدى القطع لتكتمل .
وبينما هو يغوص محبطا بعالمه سمع صوت اشعار رسالة تغلغل صوت الموسيقى في أذنيه ، عقله الباطن صرخ "هي" فأمسك الهاتف مسرعا وبحث في رسائله ليجد رسالة منها بددت السحابة السوداء فوقه واضائت الهالة المعتمة من حوله ، رسمت الابتسامة على زاوية فمه وجففت دموعه .
_ مرحبا
هي كل ما كتبته غالية ليرد عليها
_ مرحبا_ كيفك
سالته فرجف قلبه فرحا بسؤالها ، فسؤالها يعني أنها كسرت حاجزا بينهما وبدأت تعامله كأكثر من مجرد رجل غريب ، ووسط حماسه كتب يجيبها :
_ الحمد لله ... منيح ... وأنتِ_ الحمد لله
بفضل الله ثم فضلك أنا كتير منيحة_ دوم يارب ... وملاك ؟
_ وملاك كتير منيحة
الحمد لله
ومبسوطة كتير برجعتها لحضني_ انتو التنين بتستاهلو كل خير .
_ بس رغم فرحتي برجوعها إلا أنه اليوم وصلني خبر كتير بيقهر
_ ايش في ..خير يارب
_ اختي وقعت اليوم الصبح في بيتها
وصار عندها نزيف عالدماغ ..._ يا لطيف
وبعدين ؟_ خضعت لعملية وهلأ امي اجت تطمنا عليها
وحكتلنا وضعها منيح ومستقر ._ الحمد لله على سلامتها
ربي يتمم شفائها ._ آمين يارب
ربي يسلمك
بس في شغلة مش مرتاحة الها ._ بعرف شو رح تحكي
_ عنجد ؟ شو ؟
_ اختك متزوجة ؟
_ اه وعندها اولاد
أنت تقرأ
قلوب قيدها الضعف
Romanceظهر في حياتها كطيف حلم منسيّ واحكم على قلبها بقبضة حب حليمة ، كيرقة ظنت أنها تموت لتُخلق فراشة بين انامله ،وما لبث أن طبطب على جروحها وانشقّ من روحها كتوأم نخلة شامخة ، حتى أنعش قلبها وأعاد املها في الحياة مرة أخرى ، فأحاطته بهالتها القمرية القرمزي...