-10-

87 9 5
                                    


- أنا آسفة كتير بس ما بقدر أكمل شغل هون بعد الي حكوه البنتين ؟..
قالت غالية بقهر وقد خانتها دمعة سقطت من رمس عينها ليعبس أدهم قائلا :
- بس أنا طردتهن مشان انتي تضلي ...

- لو سمحت أنا من عيلة متدينة وأي كلمة ممكن تسيئلي وتنهي حياتي .. والي صار هلأ مش شوي .. الي صار ممكن يدمر حياتي .. عن اذنك
قالت غالية بوجه قاتم من شدة حمرته والخجل يرمي بطياته على كامل جسدها .. فأخذت تتخبط بافعالها وهي تاخذ حقيبتها بتوتر وتهم بالخروج من المعمل ..

- معناها لا تطلعي من بيتكم .. طالما كتير بهمك حكي الناس وكتير بأثر على حياتك ..
أوقفها بهذه الكلمات الغاضبة فالتفتت نحوه ليردف بحدة :
- وتأكدي أنه بطلوعك من المشغل رح يحكو الكل كلام كاريس وايمان صحيح ...

تأملت كلامه للحظات فعقد ذراعيه على صدره وأمال رأسه رادفا للمرة الأخيرة أمام جميع العاملات :
- وإذا ضليتي رح يحكو نفس الكلام .. بالحالتين الناس رح تحكي

أدركت غالية بأن كلامه صحيح وأنها ستكون غبية جدا اذا تركت العمل لاجل تهمة لا أصل لها من الصحة .. فحثت نفسها على البقاء ومواجهة كل عقبة في وجهها بقوة .. فعصر الضعف قد ولى ولابد لها أن تتغير ..

لذلك مسحت دموعها ولملمت شجاعتها وعادت إلى كرسيها تجلس فيه أمام الجميع ليتنهد أدهم ويقول مخاطبا بقية العاملات بحدة :
- ما بعرف مين طلع هالاشاعة عني ... بس بتمنى عنجد يكونو كاريس وايمان مش وحدة تانية هون بالمشغل ... أنا محترم مع الكل وياريت الاحترام يكون متبادل لحتى نكمل شغل سوا  ... وهلأ لو سمحتن كل وحدة على ماكينتها

اومئت العاملات واتجهن إلى مقاعدهن ليكملن عملهن بصمت وملامح متجهمة بينما غالية تعمل بتركيز وتهمل كل من حولها .. وداخلها رعب شديد من جرأتها هذه .. فبقائها في مكان واحد مع رجل قد كتب اسمه بجانب اسمها في مشهد حب رخيص .. يعد وقاحة منها وجرأه  غير اعتيادية .

" هاد امتحان من رب العالمين ولازم تنجحي فيه يا غالية"
بهذه الكلمات خاطبت نفسها بصمت وهي تحثها على الالتزام بالادب أثناء تحليها بالقوة .. وان لا يفترق هاتان الصفتان ابدا مهما حصل .. فرضى الله يكون دائما من أولوياتها .

.........

- خلص .. نويت أطلق ..
قال أحمد بوجه عبوس لتقول نادية رافعة حاجبيها :
- لا ياماما .. لا تحكيها ..

-قرفت حياتي معها .. لسانها طويل وقليلة ادب وانا غصب عني ماسك حالي .. خايف بيوم من الايام اضربها وتموت على أيدي ..
قال بقهر لتساله نادية :
- مالها ... شو صار بيناتكم اشي جديد ؟

- بدهاش اطلب منها اشي ... وكلمتي تقيلة عليها .. شو ما احكي بتصير تشتم وتغلط ... وبس اهملها بتزيد اكتر ... عنجد قرفت خلص ...
قال مختصرا كل السيناريوهات لتجيبه والدته وهي تمد له فنجان القهوة :
- طنشها بتتغير ... ولا تنسى سيدك (جدك) وصانا عليها قبل ما يموت .. البنت يتيمة وبتضلها بنت عمك ...

قلوب قيدها الضعف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن