-1-

240 16 11
                                    


- اتركنيي .. ابعد عنيي .. بكرهك .. بكرهك ..
قالت غالية هذه الكلمات ولأول مرة تنعت زوجها بلفظ كهذا مما اشعل غيظه اكثر فحملها من ياقة البيجامة ورفعها في الهواء بوزنها الذي لم يزيد عن ٥٥ كيلو غرام ثم سفقها في السرير بقوة جعلت ارجاء السرير تهتز لتزداد معها صرخات غالية :
- اااااا .. الله لا يسامحك .. والله ما بسامحك

تزامنا مع جلوسه فوقها وهي مكورة على نفسها وذراعيها  كعلامة اكس تحمي بها وجهها خوفا من ضرباته .. ليمنحها ما خافت منه وينهال عليها بيديه ضربا في كل جزء من جسمها قد طالته يداه .. صارخا :
- ولك اخرسييي .. والله لاكسرلك راسك .. صايرة قليلة ادب وبدك مين يربيكي .. انا بفرجيكي ..

ولم تكتفي والدة عامر من رؤية ابنها ينهال ضربا على زوجته بل حركها الغيظ الكامن في قلبها لتشاركه الضرب أيضا .. وتزيد من معاناة غالية اكثر واكثر
- اااااا .. ابعدووو عنييي .. بكرهكم .. بكرهكم كلكم

كان جنون عامر يزاد كلما تفوهت غالية بكلمة وعبرت عن غيظها ويزداد معه الضرب والشتائم :
- ولك مين بتكرهي ؟ ولك احترمي حالك .. بدي العن الساعة الي جيتي فيها .. والله لاحسب الله ما خلقك ..

- مو شايفها كيف بتضربني .. طيب انت زوجي وبتضربني .. هي ليش بتضربني ؟ .. المفروض تصلح بيني وبينك ..
قالت غالية بصوت راجف من شدة البكاء وهي تبعد شعرها عن وجهها وتحاول الدفاع عن نفسها بعبارات اقل ما يقال عنها أنها مثيرة للشفقة ..

افلتها لوهلة وبقي ينظر اليها بعيناه الحمراء الغاضبة ويداه متصلبتان ومتعطشتان للاستمرار في ضربها وتمزيق كرامتها .

- بدي اموتك كمان .. مش بس اضربك .. قلبي مليان عليكي .. لو تموتي ما بتشفي غلّي ..
قالت ام عمار وهي تزجر غالية بكراهية لا محدودة .. فصاحت غالية بقهر اكبر  :
-  أنا وزوجي سوا بنحل مشاكلنا .. انتي ليش تدخلي بيناتنا .. ليييييش .. وانا شو عملتلك لتضربيني ..

- ولك تأدبي لما تحكي مع امي ..
صاح عمار وهو يندفع نحو غالية ويمسكها من شعرها وينفضها بضع مرات بينما يداها الصغيرة تمسك بذراعيه وتحاول بجهد ان تخفف من قوة قبضتيه التي كادت ان تقتلع شعرها .. وزاد شعورها بالظلم حتى صاحت :
- طلقنييي .. والله ما بضل معك لحظة وحدة .. الله لا يساااامحك .. حسبي الله ونعم الوكيل فيكم .. اتركني بدي اروح لأهلي ..

- ليش انتي عندك أهل .. ههه .. ولك حتى أهلك ما بحبوكي يا بنت نادية ..
قالت ام عامر بكره تغلغل في جذور قلبها وعامر بنفض غالية بعيدا ويصيح لها :
- انا الي رح احكي مع اهلك يجو يوخدوكي .. وحدة متلك ما بتنفعني ..

ركضت غالية لهاتفها تبحث عنه وفي خضم ذلك لمحت عيناها ابنتها الجالسة في احدى زوايا البيت تبكي بوجه مذعور ولكن مشاعرها كأم كانت في حالة إغماء من شدة الضرب لذلك لم تستطع منح ابنتها الاهتمام الذي كانت تستحقه .. وما ان وجدت الهاتف حتى اتصلت بوالدتها تطلب منها أن تأتي حالا لمنزلها وتأخذها .. بينما عامر يحاول الوصول للهاتف قبلها وخطفه من يديها :
- هاتي التلفون .. هاتيييييييه

قلوب قيدها الضعف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن