الوغد

43 3 10
                                    

دلفنا للداخل وكل منا يحمل تعابير مختلفة، السيدة ماري لا تفارقها الابتسامة وديلان يبادلها هذه الابتسامة بينما ديكلن يقف صامتًا بوجه متجهم -ليس بالأمر الجديد فديكلن دائمًا يحمل هذا التعبير- أما أنا فلم أرفع عيناي عن ' ديلان' وكنت أرمقه بدهشة غير مصدقة ما سمعته منذ لحظات، هل الشخص الذي اصطحبني إلى هنا منذ شهر ونصف تقريبا هو ديلان! السيد جوزيف هو نفسه ديلان! لا استطيع أن أصدق أن هذا الشخص هو نفسه ديلان الذي فعل كل تلك الأشياء السيئة، أعني لقد رافقني ليوم كامل ولم يكن بهذا السوء، كان هادئًا ونبيلًا وطريقة كلامه كانت راقية جدًا، لا يمكن أن يكون هو فديلان في مخيلتي كان شخصًا ذو لسان بذئ وشعر مبعثر ولديه شخصية فاسدة ويرتدي سراويل ممزقة من عند ركبتيه ويدخن السيجار وينظر للعالم باستصغار، ولكن هذا...مستحيل!

هل كان يتظاهر؟ هذا يعني أنه ممثل جيد حقًا ولكن لماذا كذب منذ البداية؟ لقد كان يعرف أنني سأتزوج شقيقه، إذًا ألم يتوقع أنه قد يقابلني؟ أشعر بالانزعاج لأنه قد كذب علي حقًا لقد كنت ممتنة للسيد جوزيف(ديلان) وأردت مقابلته مرة آخرى ولكن الآن أنا نادمة حقًا على لقائه مجددًا حتى وإن اتضح أنه ليس شخصًا سيئًا إلى هذا الحد فيما بعد، أنا أمقته الآن!

طلبت مني السيدة ماري أن احضر كأس ماء لها أومأت بهدوء بينما جلست هي تتحدث معه في غرفة المعيشة.

ناولتها كأس الماء ثم جلست بجوارها وهي تتحدث معه، كان تصرفًا غير لائق مني الجلوس هكذا ولكنني كنت منزعجة حقًا وبحاجة لتفسير لكل هذا!

-سألته السيدة ماري بقلق بعد أن أدركت قدومه قبل الموعد" ألم يكن من المفترض أن تأتي بعد شهر من الآن؟ هل كدث شيء؟"

-نفى برأسه ثم أردف بابتسامة" لا أبدًا، فقط حصلت على إجازة مبكرة بشكل غير متوقع لذا فكرت لما لا أتي؟ ولكن ألست سعيدة برؤيتي؟"

-أومأت بابتسامة ولكن ظهرت بعض ملامح الحزن على وجهها ثم قالت " بالطبع سعيدة يا ديلان ولكن يحزنني أنك لم تفكر بزيارتنا أو الاتصال بنا لما يقارب الأربع سنوات!"

لم يظهر الحزن على وجهه وحافظ على ابتسامته الهادئة التي ازعجتني قليلًا، أليس من المفترض أن يتوتر حتى؟ والدته تعاتبه وهو لم ينكس رأسه بحزنٍ حتى؟

-أردف متأسفًا" اعتذر يا أمي الظروف لم تسمح لي، كنتم دائمًا على بالي ولكنني لم أملك الوقت الكافي للاتصال أو الزيارة"

ارتسمت ملامح الحزن على وجهها وذلك من حقها! ياله من كاذب لم يجد وقتًا ليتصل بهم، لماذا؟ هل يعمل أربعًا وعشرين ساعة دون توقف؟! يبدو أن الكذب يجري في دمه.

على أعتاب جلفياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن