انهيار

41 3 14
                                    

-أردفت بينما اتلفت حولي بقلق" الآن أين سنذهب؟ لا نعرف المكان، ولا نعرف أحدًا، ولا..."

-قاطعتني أرسيليا بانزعاج" بجدية أين حس المغامرة لديك؟؟ لقد قررنا الهروب لمكانٍ مجهول ليس من المفترض أن نكون على دراية بأي شيء!"

-نطقت بارتباك"ولكن..."

زفرت هي بعمق واتجهت لأول شخص قابلته لتتحدث معه وتتركني أقف وحيدة، عادت بعد لحظات وقالت موضحة فيما تشير لإحدى الشوارع القريبة:

-" هناك فندق رخيص قريب من هنا، دعينا نذهب الآن"

-سألت بقلق واضح" هل أنت متأكدة من ذلك؟"

-تنهدت بيأس وهتفت بحدة" إما أن تتبعيني بصمت أو سأتركك هنا لوحدك، أنا جادة!" ثم استدارت محدثة نفسها بصوتٍ مسموع" رباه! من الذي أشار علي بأخذها معي؟ "

لا أستطيع أن أعترض على ما قالته، إنها محقة منذ لحظة وصولنا وحتى الآن أنا لم أتوقف عن الشكوى والسؤال بارتياب حول كل شيء، ولكن بجدية هذه أول مرة أهرب في حياتي من الطبيعي أن اكون متوترة وخائفة بهذا الشكل، على عكس أرسيليا التي أكاد أجزم أنها ليست مرتها الأولى.

اقترحت أرسيليا أن نوفر مالنا -على الرغم من أنني لا أملك فلسًا- لشيء أكثر أهمية، لذا ها نحن نسير على أقدامنا لمدة لا تقل عن النصف ساعة باحثين عن فندق أو نزل نمكث فيه.

-بدون سابق إنذار وقفت أرسيليا فيما تصيح بحماس" لقد عثرنا عليه"

-التفت لتقع عياني على نزل صغير متهالك، رمقتها بغير تصديق وسألتها لأتأكد" هذا هو المكان الذي سنمكث فيه؟"

-أومأت ثم سارعت قائلة بتهكم دون أن تترك لي مجالًا للاعتراض" كوني شاكرة إن وجدنا غرفة حتى!"

ثم ولجت للداخل بسرعة غير آبهة لي، وبما أنني لم أملك خيارًا آخر، تبعتها وأنا أحتسي أكوابًا من الندم لأنني جئت معها، البقاء مع إيان ونحن متشاجران أفضل مئة مرة من الدخول لهذا المكان المتهالك!

نكانت أرسيليا تقف عند موظف الاستقبال وتقول" غرفة بسريرين رجاءً"

-رمقها الموظف بوجه متهجم وكأنها السبب في كونه يعمل هنا، ثم نطق ببرود ورسمية" الغرف المتوفرة الآن هي ذات السرير الواحد، يمكنك أن تستأجري اثنتين"

-مطت أرسيليا شفتيها تفكر بينما أنا أومأت له بالموافقة إلا أن أرسيليا أوقفتني قائلة" دعك منها، سنأخذ غرفة واحدة!"

دفعت المال واستلمت مفتاح الغرفة فيما كنت أرمقها بحنق وانزعاج، هل تريد أن تنام إحدانا على الأرض؟

على أعتاب جلفياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن