مشاعرها تغيرت

26 2 12
                                    

جلست على الطاولة المخصصة لنا بتعب بينما أغطي رأسي بيدي حاجبةً الشمس عنها، فيبدو أن من اختار موقع هذه الطاولة لم يأخذ في حسبانه أن الشمس ستكون مسلطة علينا.

-وضعت آنا حقيبة الطعام على الطاولة ثم التفت إلي قائلة بابتسامة واسعة" هل أنت متحمسة يا ميلي؟"

-هتفت بتذمر بينما أبحث عن شيء لأغطي رأسي به" كنت لأكون متحمسة لولا  أن الشمس تكاد تحرقني، بجدية من اختار هذا الموقع الاستراتيجي جدا؟" لفظت جملتي الاخيرة بسخرية.

-أردفت بينما تضع يديها على وجهها باحراج" يتم ترتيب المقاعد على حسب نتائج السنة التي قبلها، وكما ترين...نحن في المركز الأخير" نطقت جملتها الاخيرة باستحياء بينما أنا تملكتني الدهشة، إنها عائلة مكونة من ستِ رجال، ومع ذلك حصلوا على المركز الأخير؟!

-هتفت بدهشة" يال الغرابة!"

-نطقت موضحة أثناء جلوسها بجواري" حسنًا كما ترين، منذ توقف السيد فريد عن المشاركة ولا أحد يفوز في العائلة سوى إيفان، وبما أن المراكز تعتمد على النقاط التي يحصل عليها جميع أفراد العائلة فـ..." تنهدت ثم تابعت بخزي" فكما ترين هذا هو الحال"

-نطقت بغير تصديق" يمكنني أن أصدق هذا بشأن أوستن وديكلن-ومعذرة لذلك- فهما أبلهان، أما إيان وعلى الرغم من أن شكله لا يوحي بذلك، لكنني لا أعتقد أنه سيئ في الرياضة بشكل عام"

-أومأت آنا موافقة على ماقلته ثم أردفت بانزعاج بينما تكتف يديها معًا" لولا وجود أنسون ودانيال لكان قد فاز، فهما يغشان دائمًا وعلى مرآى الجميع"

همهمت دون أن أعلق بكلمة، يبدو أن دانيال هذا متوج كاسوأ شخص في جلفيا أو ربما فقط بالنسبة لعائلة باركر ولي بالاخص، أرجو ألا تتقاطع طرقنا هنا، فكوني لم أخبر إيان عنه يزيد الحمل على كاهلي.

بدأ الناس في الازدياد واتخاذهم مقاعدهم، بالنسبة لنا كان ينقصنا العديد من الأفراد فلم يحضر أحد عدا أنا وآنا وديكلن ولويس اللذان كانا يمرحان بعيدًا بينما البقية صرحوا بأن عليهم إنهاء بعض الأشغال قبل حضورهم.

بينما أنا أتأمل وجوه الحاضرين، وكزتني آنا في كتفي ثم أشارت لي بعينيها أن انظر للأمام، فعلت ذلك لتقع عيناي على شاب ذو شعر أسود يقف عند الطاولة التي تقابلنا بمسافة ليست بالكبيرة، جعدت حاجباي بعدم فهم، واستدرت برأسي لأسالها إلا أنها سبقتني قائلة ببنبرة متهكمة:

-" إنه أنسون...أنسون كورنر، أكثر شخص مقرف في هذا العالم كله! أضمن أنكِ لن تجدي شخصًا في حقارته" ثم أشارت لسيدة متوسطة الطول ذات شعرآسود هي الآخرى، ترتدي فستانًا يكاد يصل لركبتيها، جلست على الكرسي بينما ترمق الجميع بنظرة استعلاء، لتردف آنا بنفس النبرة السابقة" وهذه السيدة رولانا كورنر، والدته، تعتقد نفسها الأجمل في جلفيا كلها وكل ذلك لأن زوجها يعتبر يملك الكثير من المال!" ثم تلتها في الجلوس دافني لأقول بدهشة" دافني ابنة عائلة كورنر؟"

على أعتاب جلفياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن