سر أوراق ديلان

67 2 9
                                    

-" أرسيليا أنا بحاجة للحديث معك.."
نطقها ديلان بهدوء مقاطعًا ترحيب الجميع وعتابهم لنا أمام الباب، رمقه الجميع بصدمة إلا أن أرسيليا أومأت سريعًا دون أن تنبس بكلمة وعلامات الدهشة تعتليها، أشار لها مباشرة على مكانٍ بعيد عنا قليلًا، لتترك آشلي معنا ثم تذهب معه بصمت وسط دهشتنا، ولكننا سرعان ما تصرفنا وكأن شيئًا لم يحدث، وذهبنا للداخل وألف سؤال يطرح نفسه في عقل كل واحدٍ منا إلا أننا قمعنا فضولنا هذا وتعاملنا وكأن شيئًا لم يكن.
أخذني إيان وصعدنا للاعلى بعد أن أعتذر للجميع قائلًا أننا أمضينا رحلة شاقة لذا نحن بحاجة للراحة الآن وعليهم أن يؤجلوا أسئلتهم للغد.
دلفنا للداخل بهدوء، توجه إيان للحمام بصمت دون أن ينبس بكلمة واحدة فيما جلست أنا على الأريكة أفكر فيما فعلته هذه الأيام، أتساءل كيف واتتني الشجاعة لأهرب حقًا؟ أعتقد أنني استهلكت شجاعتي بأكملها ربما كان علي أن ابقى لمدة أطول هناك، فلا اعتقد أنني قد أقدم على شيء كهذا مجددًا في حياتي.

خرج إيان بعد ان بدل ملابسه وجلس بجواري بصمت، كان الجو مربكًا حقًا، كنت أعلم أن الأمر سينتهي بنا بهذا الشكل، ولكنني لست مستعدة بعد للمواجهة!

-زفر إيان بقوة فيما شبكت يداي بقوة وأخذت نفسًا عميقًا وقلت معتذرة" أنا أسفة حقًا لجعلك تمر بكل هذا!"

-مط شفتيه ثم نطق بسخرية"ليس هذا ما توقعته بصراحة"

-سألته مستنكرة من ردة فعله " ليس هذا ما توقعته؟ ماذا تعني؟"

-" أعني اعتذارك... تعلمين انسي الأمر لقد كنت أحاول تلطيف الجو ولكن يبدو أنني سازيد الوضع سوءًا كالعادة"

-أجبت باقتضاب" حسنًا... "

الجو يصبح مربكًا أكثر فأكثر! لقد ظننت أن الاعتذار وحده سيكفي لحل الأمر، ولكن يبدو أنني بحاجة إلى لتوضيح الأمور هذه المرة، لقد أخبرتني أرسيليا أن علي محاولة الثقة به وقد أيدتها بالفعل إلا أن أنني نسيت أهم شيء وهو 'كيف أفعلها؟' من الصعب أن تضع ثقتك في شخص لا تعرف عنه شيئًا، مجرد شخص أمضيت معه شهرين... لحظة متى نبدأ أساسًا بالثقة فيمن حولنا؟ حتى وإن علمت كل شيء عن الشخص، حتى وإن اعتقدت أنك تعرف كل صغيرة وكبيرة عنه فأنت في النهاية ستظل تجهل نواياه... ربما للأبد حتى.

السؤال الأهم الآن هل أنا حقًا على استعداد لأثق بشخص أجهله كما أجهل نواياه؟
ربما لا أعرف الإجابة الآن وربما لن أعرفها طوال حياتي، ولكن ما أنا على دراية به حقًا هو أنني قد أخسر شيئًا ما إن لم أحاول هذه المرة... سأظل أسيرة للماضي ولن أتحرر ما حييت.

-فتحت فمي لأتحدث إلا أن إيان سبقني قائلًا بنبرة متألمة" لست مجبرة على الحديث... أنا اسف لأنني كنت اضغط عليك في كل مرة لتتحدثي، ظننت أنني هكذا أساعد في تقوية علاقتنا ولكنني كنت مخطئًا، نسيت أنني أتعامل مع شخص مختلف عني تمامًا، من بيئة مختلفة بل من عالم مختلف كليًا، ولابد أن تصرفاتي الغبية هذه كانت السبب الرئيسي في هروبك... لذا أنتِ حرة، إن رغبت في الحديث فكلي آذان صاغية وإن لم تشائي فأنا أتفهم الأمر"

على أعتاب جلفياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن