مختلفـان

38 4 0
                                    

فتحت النافذة على مصرعيها وأخرجت رأسي قليلًا لاستنشق بعض الهواء النقي، ما يميز هذه القرية حقًا هي هواءها العذب في وقت شروق الشمس لا اتذكر يومًا أنني مررت بتجربة كهذه في مدينتي أو ربما فعلت ولكنني لا أتذكر.
اتكأت على حافة النافذة وتنهدت بقوة، أنا هنا منذ حوالي ثلاثة أسابيع ولا يوجد شيء مميز لافعله، فكل ما اقوم بفعله هو تناول الطعام ومشاهدة التلفاز، منذ اسبوع مضى كنت اقضي بعض الوقت في الاسفل مع آنا وكان هذا يساعدني على تجاوز شعوري بالملل ولكن لقد عادت لعملها الذي يبدو بأنها كانت قد أخذت إجازة منه حتى تساعدني على التأقلم في هذه البيئة الجديدة وأنا شاكرة حقًا لها ولكن...الآن أنا سأموت من الوحدة والملل لا سيما أنني لا امتلك هاتفًا، و لا وجود لمراكز تسوق هنا ولا حتى مطاعم..بجدية هذه القرية خالية من كل مقومات الحياة بالنسبة لي، تنهدت بقوة مجددًا ثم التفت للساعة التي كانت تشير للسادسة صباحًا، لقد اصبحت مثل الدجاجة استيقظ مع شروق الشمس وأنام بعد غروبها...هذا غير معقول.

-" صباح الخير"

التفت خلفي لمصدر الصوت والذي كان لإيان بالطبع، كان يتثاءب بينما يفرك عينيه، نظرت له بوجهٍ متجهم وأجبت بنبرة منزعجة:

-" صباح الخير.."

فتح كلا عينيه ووقف ساكنًا يحدق بي بصمت، تملكني الانزعاج أكثر لذا أردفت بحدة:

-" ماذا؟؟!"

-" أكتبي لي جدولًا بالأيام" أجاب بجدية

جدولًا بالأيام؟! ما هذا؟! هل مازال نصف نائم؟!

-سألته مستفسرة" جدولًا بالأيام؟! ما الذي تقصده بذلك؟"

-أجاب بنبرة جادة كالمرة السابقة" جدولًا بأيام مزاجك المتقلب، من غير المعقول أن استيقظ كل يوم لمواجهة مزاجك الغريب على الأقل أريد أن احضر نفسي! "

-ابتسمت ببرود وأجبت" اغرب عن وجهي يا إيان قبل أن ارتكب جريمة هنا..."

ضحك ثم توجه للمطبخ بينما يدندن لحنًا ما.

يال سخافته...أتساءل حقًا كيف بإمكانه أن يستيقظ صحو المزاج كل يوم هكذا؟!

توجهت للمطبخ أيضًا وجلست على الكرسي بينما هو كان يخرج بعض الاشياء من الثلاجة، وضعهم على الطاولة ثم رفع نظره إلي وقال بابتسامة:

-" سيتكرم الشيف إيان باركر اليوم بطهي الفطور اليوم، ستنالين شرف تناولي صنيع يدي!"

-قلت بلا مبالاة" فقط لا تتأخر لأنني اتضور جوعًا.."

-تنهد بقوة وأردف بيأس بينما يهز رأسه" يال برودتك يا زوجتي العزيزة! "

على أعتاب جلفياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن