تنهدت تنهيدة عميقة عندما تذكرت ما حدث منذ بضع دقائق، يا إلهي كيف فعلت مثل هذا الشيء المحرج! قمت بالبكاء أمام الجميع دون استثناء! أريد أن ادفن نفسي في أقرب حفرة، لقد تشبثت بالسيدة ماري وكأنني كنت طفلة تائهة وجدت والديها، كيف سلظهر وجهي أمامها في الغد...بل كيف سأظهر وجهي أمام الجميع؟!!
استلقيت على السرير أدفن وجهي في الوسادة محاولةً تناسي شعوري بالخجل، اعتدلت في جلستي عندما طرق الباب فجأة، ربما هي السيدة ماري جاءت لتطمئن علي؟ أو ربما آنا؟-أجبت بصوتٍ هادئ قائلة" تفضلي بالدخول"
فتح الباب ببطء ثم دلف منه أخر شخصٍ كنت أتوقعه "إيان" لماذا جاء الآن؟ هل جاء للسخرية مني؟! ليس لدي طاقة كافيه للجدال مع أحد..
-" ا..سف على التطفل" قال ذلك وقد بد الارتباك ظاهرًا على وجهه
-أجبت ببرود" لا بأس، ماذا هناك؟! إن لم..."
-قال مقاطعًا لي" لقد جئت فقط لأخذ ثيابي"
اومأت بهدوء وادرت وجهي للجهة الأخرى محاولةً اخفاء شعوري بالحرج، أعني...كيف نسيت أن هذه غرفته؟! لقد كنت على وشك طرده حتى! لماذا أتصرف وكأنني محور الكون؟!
ألقيت نظرة عليه بطرف عيني بينما كان يأخذ بعضًا من ثيابه، انه..امم كيف أقولها؟ نعم لا يروق لي، لا شكله أو شخصيته تروق لي، ربما لم أتعامل معه كثيرًا لاعرف شخصيته بشكل واضح كما أنه لم يمر يوم على لقائنا بعد ولكن لدي شعور أن شخصيته لن تكون من النوع الذي يعجبني، وبالنسبة لمظهره الخارجي فهو لم يجذبني حتى الآن، شعره الاصهب يذكرني بروز وهذا امرٌ يزعجني وبشدة، كما أنني لست من محبي هذا اللون أفضل الشعر الاسود أكثر، يمتلك وجهًا عاديًا لا شيء مميز به، وملابسه أيضًا تبدو عادية..ربما أقل من العادية حتى، هل ساستطيع التأقلم معه حقًا؟ ربما لستُ بذاك الجمال ولكنني أمتلك ذوقًا جيدًا في انتقاء الملابس
-حمحم بصوتٍ مرتفع لانتبه له، ثم قال" إذًا أنا ذاهبٌ الآن، اعتذر لازعاجك"
لماذا يعتذر على شيء كهذا؟ إنها غرفته في الأساس!
اكتفيت بالايماءة ولم أكلف نفسي عناء النظر إليه، توجه للباب وقبل أن يخرج التفت إلي وبقي على حالته هذه لعدة ثوانٍ لذا قلت متساءلة:
-" ماذا؟ هل نسيت شيئًا ما؟"
-" أنا أسف" قال هذا مثيرًا دهشتي، هل هو يعتذر لأنه خرج من الغرفة؟ لا سبب اخر يدعوه للاعتذار، أعتقد أنه مغفل بالفعل؟
-أكمل كلامه بارتباك" أعني..هذا الصباح...امم..لقد تعاملت بفظاظة معك وربما...."
أنت تقرأ
على أعتاب جلفيا
Romance" وهنا حيث شاء الله أن تجتمع قلوب المتحابين، فلربما كانوا غرباءً ولكن يشاءُ هو وحده أن تتقاطع طرقهم هنا...في جلفيا!" ربما كنتَ الغريب الذي سأمر من جواره دون الالتفات إليه ولربما كنتُ أنا الغريبة التي ستقف بجوارك دون أن تنظر إليها! (ستكون الرواية ف...