استدار ديلان عائدًا للمنزل بينما أنا تسمرت في مكاني، وفور أن سمعت صوت اغلاق الباب خارت قواي وجلست على الأرض، كيف علم بهذا الأمر؟ هل يعقل أن جدي أخبره؟ ولكن لماذا؟ حتى وإن قام بنفي هذا لا يعطيه الحق لاخبار شخص مثل "ديلان" كنت سأتفهم الامر إن كان إيان من يعرف لأنه سيكون زوجي ولكن لماذا هو؟!
لقد وافقت على طلبه حتى دون تفكير، أنا لا أعرف ما أهمية الورقة التي يريدها، وما إن كانت ستلحق ضررًا بإيان أم لا، لا أريد أن اخدعه، ولكنني لا أريد أن يعرف أحدٌ بأمري، حتى وإن قلت بأنني كنت فتاة طائشة في الماضي، وأنني تغيرت حقًا فلن يحدث ذلك فرقًا، سيرمقني الجميع بنظرات اشمئزاز كما فعلت عائلتي من قبل، لا أنكر أنني كنت استحقها وأنني كنت الشخص المخطئ وقتها إلا أنني قد تغيرت الآن.
ما الذي من المفترض علي فعله الآن؟ لماذا علي أن اتراجع عشر خطواتٍ للخلف عندما أشعر أنني قد تقدمت خطوة للامام، أتمنى لو...لو كنت...
سالت دموعي فجأة وانكمشت على نفسي محاولة كتم شهقاتي.
بعد أربع أو خمس كنت قد هدأت بالفعل، رفعت رأسي اتأمل المساحة الخضراء الفارغة على مرمى بصري بينما أفكر بما علي فعله الآن، هل انفذ طلبه أم ادعه يخبر الجميع؟ اعتقد أن تنفيذ طلبه سيكون الخيار الأسهل، ولكن...ولكنني أعرف جيدًا أن هذا لن يكون طلبه الوحيد وسيتركني وشأني بل سيستمر في استغلالي كلما سنحت له الفرصة، الابتزاز سلسلة لا نهائية لها، ستستمر وتستمر حتى يفقد المبتز الاهتمام، ويشعر أن الطرف الاخر لم يعد ذا فائدة تذكر.
ولكن في ذات الوقت الخيار الاخر ليس سهلًا، فعند اتخاذه يكون الشخص على استعدادٍ لتحمل نظرات الجميع، وحديثهم عنه مع اضافة بعض البهارات من عندهم، وانتشار شائعات لا أساس لها من الصحة، وبصراحة أنا قد مررت بكلا الأمرين وهما مرهقان حقًا، أعتقد أنني سأقوم بتجاهله فقط وسأشاهد ما سيفعله لاتخذ قرارًا بشأن ما علي فعله.
نهصت من مكان بقوى خائرة، ودعوت ألا أقابل أحدًا عند دخولي، ولحسن الحظ لم يحدث ذلك إلا أنني صادفت إيان أثناء صعود السلالم.
-سألته باقتضاب بينما أشيح بنظري بعيدًا عنه" ما الذي تفعله؟"
-" هذا سؤالي؟ لقد تأخرتِ لذا جئت لأبحث عنكِ"
-أجبرت نفسي على وضع ابتسامة صغيرة -وكم كان الأمر ثقيلًا على نفسي- ثم قلت بنبرة هادئة بينما أرفع رأسي تجاهه" لم أجد ما أردته لذا استغرق البحث عنه بعض الوقت"
- طالعني بريبة ثم قال مستفسرًا" حسنًا ولكن...لماذا وجهك شاحب هكذا؟ "
-تابعت وضع تلك الابتسامة المزيفة وقلت كاذبة بنبرة بدا الارهاق فيها واضحًا" ربما لأنني لم أنم جيدًا، ساتحسن في الصباح "
أنت تقرأ
على أعتاب جلفيا
Romansa" وهنا حيث شاء الله أن تجتمع قلوب المتحابين، فلربما كانوا غرباءً ولكن يشاءُ هو وحده أن تتقاطع طرقهم هنا...في جلفيا!" ربما كنتَ الغريب الذي سأمر من جواره دون الالتفات إليه ولربما كنتُ أنا الغريبة التي ستقف بجوارك دون أن تنظر إليها! (ستكون الرواية ف...