.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
سومي :لكل منا أسراره ،
و لكل منا سر لا يخبر به أي شخص،
وقد تتفاوت خطورة هذا السر على حسب السن و التجارب أيضا ،
و أحيانا هذه الأسرار قد تدمر الشخص بنفسه أذا ما كان هذا السر يتعلق به ، و قد يدمر جماعة من الناس أو حتى أجهزة عليا في العالم ،قد يقول أحدهم أنا شخص يتكلم كثيرا ، و لا أستطيع كبت أسراري ،
لأخبرك ، أنا أيضا ، لكن هناك سر لا أريد أن يعرفه عني أحد ، لأنه وبالضرورة أن يكون هناك سر لا تستطيع البوح به ، أبدا ، حتى ان حاولت لن تستطيع فعل ذلك ، فتش في مكنوناتك جيدا ، ستجده حتما...هذا السر اذا أفشيته سيكون علي تحمل عواقبه مستقبلا ،
و هذا الشي الذي لست مستعدة له بتاتا...انا متأكدة تمام التأكد أنني سأفقد ذاتي ، و سأفقد كل المحيطين بي اذا انتشر ،
لذا أفضل ابقاءه لنفسي ، وسأجاهد نفسي على أن أكتمه إلى آخر نفس لي ...
لا أدري لماذا يستمر بمحاولة سيطرته علي ، أحيانا أفقد السيطرة على نفسي ، لكن أقسو على نفسي لكي لا أبين ذلك ،
و أنا في طور المحاولة ...حسنا ، ليلة أمس ، عندما عادت رونا إلى بيتها جلست على الأرض ، أفكر ، و أفكر ، وأفكر مجددا ،
لقد تداركت الأمر لكن ،
سأعاقب نفسي لكي لا يظهر هذا مجددا، هذا وعد ...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
صباح جديد ،
أسمع صوت باليستا توقظني من النوم ،
صحيت
إغتسلت
أعددت حقيبتي
لبست ملابسي
فوتت وجبة الفطور ، لا رغبة لدي في الأكل...
خرجت و ارتديت قناع الرائعة و اللطيفة و الفاتنة سومي ، او كما أطلق على هذا القناع الحديدي الذي من الصعب خدشه ، لأنه يخفي ما لا أريد للناس رؤيته ..
بجدية ، هذا أمر اعتدت عليه منذ مدة معتبرة ، ليست بالقصيرة ..اول ما حطت اقدامي باب المدرسة ، اتسعت ابتسامة على وجهي ،
كنت أنظر للطلاب والطالبات أبحث عن أحدهم ،
أي أحد ، فقط أي شخص أعرفه ، لأنني لم أعتد أن اكون وحيدة ...حسنا ، في زاوية بعيدة ، أرى رونا وهي جالسة وحدها ، طبعا اتجهت ركضا إليها ،
اقتربت لها فرفعت رأسها و رأتني ووقفت حالا ،"مرحبا ، هل أنت متأخرة هكذا عادة ؟؟"
"نعم أغادر البيت في آخر دقيقة ، تظل باليستا توقظني نصف ساعة إلى أن أستيقظ وقتما يحلو لي ،ربما يتبقى ساعة أو ربما إلا ربع و احيانا نصف ساعة على حسب نومي ، لأقول لك ، عندما أسهر مع الهاتف إلى ساعة متأخرة ، فإنني أصحى أحيانا و التوقيت المتبقي أحيانا يكون عشرون دقيقه"
"واه أنا فى الواقع بمجرد رنين الهاتف ، أستيقظ مباشرة لا أماطل أبدا ..."
"جيد ، أتمنى لو أكون مثلك "
"على فكرة ، ملابسك ، رافقيني إلى البيت بعد المدرسة لأعيدهم إليك"
"لا بأس خذيهم فقط"
"لا ، لن أقبل ، سأعيدهم "
"حسنا كما تريدين !"
مرت الحصص كالعادة ، نفس الملل يتكرر ، إلا أنه مؤخرا و بما أنني صرت اجلس بجانب رونا ، فإن أحاديثنا كثرت ، نتكلم طوال الوقت ، سواء داخل المدرسة أو خارجها
كنا نتجه أنا وهي نحو المكتبة المدرسية و نبحث عن أي شيء سيفيد مشروعنا المدرسي ،
كانت تعمل بجد ، انا في الواقع لم أكن مجدة في عملي ، لكن طاقتها في العمل أعطتني نشاطا غريبا ، وعلى الأقل أقوم بواجبي في العمل ، لا أتركه كله عليها كما اعتدت فعله ...
وفي إحدى الأمسيات ، حيث كان يوم السبت ، إذن عطلة نهاية الأسبوع ،
كنا قد ذهبنا للمركز التجاري لنرى أحدث عروض الملابس و الروائح و مستحضرات التجميل ، لكن في طريق عودتنا ، بينما كانت ممسكة بيدي تقوم بجري إلى بيتنا ، توقفت فجأة ،
لم تعد تتحرك ،
تصنمت مكانها ،
تتبعت حركة أعينها ، و إذا هي تنظر لفتاة ، وقد اختلطت مشاعر كثيرة في وجهها لم أستطع تحديد أي منها ...
انها اول مرة أعرف أنه رغم شدة اختلاف المشاعر يمكنها أن تظهر جميعها في آن واحد ، مع صعوبة التحديد بينها ،أدارت رأسها سريعا تنوي تغيير الطريق ،
أتساءل ، لماذا تكون هكذا في كل مرة نصادف نفس الفتاة ، حقا أريد أن أعرف ...
لكن، أوقفتها فجأة ، وفي هذه المرة كنت أنا من يجرها لنمشي في نفس الطريق التي كنا نسلكها سابقا ،
"لن أدع وضيعة مثلها تجعلني أغير طريقي ، أنا مرتاحة هكذا ، هي من يتوجب عليها تغيير الطريق ، أوليس ؟"
"أنت لا تعرفين شيئا لنغير الطريق "
"قلت سنمر من هنا ، إذن سنمر من هنا ، الطريق ليس ملكا لها ، بالمناسبة ، لماذا نتهرب منها ، سنذهب لمواجهتها "
"لا لا تفعلي لنذهب فقط من هنا ارجوك"
"فات الأوان "....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
YOU ARE READING
هل للحب بين الاصدقاء مناسبة ؟
Short Storyهل يجب علي التقديم ، ام عليك اكتشاف القصة بنفسك ، في نظرك هل للحب بين الأصدقاء مناسبة ؟ رونا فتاة الوحدة السوداء أم سومي فتاة الأحلام الوردية سنكتشف حقيقة كل منهما خلال أحداث هذه الرواية هل الورد...