.
.
.
.
.
.
.
.
.
بدت سومي متعبة ، وجهها كان شاحبا ، يبدو أنها استفرغت كل شيء ، و قد أجهدها هذا فعلا ...
لم أضف أي كلام ، فقط رافقتها إلى بيتها و تأكدت أنها دخلت بأمان ، لم أرد أن أضغط عليها بالكلام ، يبدو أن نفسيتها مدمرة ...في الواقع سأتناسى ما حدث ، إن كان هذا سيريحها و يريحني أيضا ، فلا طاقة لي لتحمل هموم شخص آخر....
.
.
.
.
عدت إلى البيت أيضا ..
و أخيرا وجدت فرصة للتحدث مع أمي ، بخصوص ذلك اليوم ، من أحضرني ، وكيف وصلت للبيت ، و كيف انتهى بتلك اللعينة هي من تقلني إلى البيت ،"يا ابنتي ، أنني بالفعل أجهل الكثير بخصوص الأمر ، بعد أن تجاوزت الساعة السابعة مساءا ، اتصلت بك ، لكن عندما فتح الخط لم تكوني انت المجيبة ، بل كانت ميليسا، و كانت تقول أنها وجدتك فاقدة الوعي في الغابة التي كنت فيها رفقة بريانتا ، لم أستفسر كثيرا لأنني ظننتها كانت ترافقكم ، ولم أعلم إلا الآن أنها لم تكن كذلك...
عندما أحضرتك للبيت ، عندها وضعت تلك الرسالة في حذائك ، لم أستطع فعل شيء فقد كنت أجهل الكثير حول ما آلت إليه علاقتكما..."
انها محقة فأنا لم أحك لها للآن ما حدث بيننا ، و لا أنوي ، فقط سأنساها بكل ما أوتيت من سرعة ، و سأتخطى أمرها ....
.
.
.
.
.
في اليوم التالي ،
سومي لم تحضر للمدرسة ، أتسائل لم ؟
هل حالتها لم تتحسن منذ الأمس ؟؟
هل أذهب لأزورها ؟؟
لا أدري ،
حسنا سأذهب ، لن أغض الطرف ، ليس بعدما رأيته البارحة....
.
.
.
.
.
.
طرق على الباب..."من؟؟"
"أنها رونا "
"مرحبا يا ابنتي "
"مرحبا ، هل سومي في البيت "
"نعم انها هنا تفضلي إلى غرفتها "
'شكرا ""سومي ، هذه انا "
"رونا ، ادخلي ، ما الذي جاء بك إلى هنا "
"قلقت عليك لأنك تغيبت اليوم ، هل كل شيء بخير؟"
"نعم ، بعض التعب فقط"
"حسنا اخذت لك معي بعض الحلويات ، هل تريدين ؟"
"اوه شكرا لكن ليس الآن"
"لماذا ؟ هل اذا أكلتها ستستفرغين مجددا ؟"
"ل ل لا ، أقصد ، لأكون صادقة ،نعم "
"لم ؟ ما الذي يحدث معك ؟ "
"مشكلة صحية ، أعاني منها منذ زمن طويل.."
"هل هي دائمة ؟"
"لا ، تأتي في بعض الأحيان فقط ، لكنها بالفعل متعبة لي ، جدا "
"أتمنى لك الشفاء العاجل!!"
"شكرا ".
.
.
.
.
كنت في شك من كلامها ، فعادة رغم المرض تبتسم ، لكنها اليوم لم تفعل ،أتسائل ما الذي يحدث معها ...
.
.
.
.
.
.
بعيدا عن هذا ، قررت اليوم أن أبحث في الموضوع المترقب تقديمه في نهاية السنة الدراسية ،
ما هي الصداقة ؟ و هل هي اختيار أم أقدار ؟؟
كنت في صدد البحث على محركات البحث في الانترنت ، أبحث هنا عن جملة مفتاحية ، و هناك عن تعريف بسيط ، و في مكان أخر عن تعريف آخر أكثر تعقيدا ...
وجدت بعض العبارات التي من الممكن أن تساعدني ،
ظللت أقرأها الى ان دخل ابي إلى غرفتي ،
وجدني في صدد قراءتها ،
ألقى نظرة يقرأ معي لكن في أثناء ذلك حصل العنوان على انتباهه ، هل الصداقة اختيار أم أقدار ؟"في رأيك هل الصداقة اختيار أم أقدار ؟"
"لا أدري ابي ، ما الذي يبدو لك انت ؟"
"لا أدري ، ربما هي اختيار بحد ذاته قدر"
"كيف ذلك ؟"
صمت قليلا ، ليبدأ "قد يحتم عليك القدر بعض الأحيان أقدارا لا تستطيع تجاوزها ، وهي كذلك ، يفرضها علينا ، و يمارس سلطته على مختلف جوانب حياتنا ، لا نستطيع تغييره ، و خاصة في العلاقات التي نخوضها ، قد يضع لنا القدر في طريقنا من نحبه و من لا نحبه ، و علينا الاختيار ، و لكن كما قلت سابقا ، و استنادا إلى قانونه المسيطر ، فإن الاختيار أيضا يكون موضوعا من قبل القدر ، فالقدر هو من فرض علي اختيار ركوب القطار ذلك اليوم ، و إلا فلم أكن لألتقي أمك أبدا ، و هو من دفعني لعرض الزواج عليها بعد ذلك ، والا لما كنا لنتجك او نحصل عليك بأي شكل من الأشكال ، و لم ارتديت اليوم اللون الأزرق ، و إلا فإن لدي عدة خيارات أخرى غيره ، لذا يمكن اعتبار أن الاختيارات هي أيضا أقدار ذات مظهر مختلف ، تتجسد إلينا على أنها خاصتنا ، لكن القدر يمتلك كل شيء ، حتى ماهو لنا فإنه له في كل الأحوال ... إذن فالصداقة أيضا تخضع لنفس القاعدة ، قاعدة احتكار القدر لقراراتنا و مصيرنا ..."
"شكر ا أبي ، سأفكر في هذا الكلام جيدا "
"العفو ، انا هنا ان احتجت اي شيء "كنت محتاجة لهذا الإيقاظ التفكيري من أبي ،
قد أجد انطلاقة لهذا البحث من هنا ...
.
.
.
.
.
.
.
بعد شهرحل فصل الصيف ، فالربيع قد انقضى ، بألوانه الدافئة و أزهاره و أشجاره المنبثقة ، و ثمراته الحلوة ، وهواءه المنعش ، وحرارته المعتدلة ..
أحب فصل الربيع جدا ، هو أكثر فصل أحبه..لكن عندما يحل الصيف ، تبدأ الحرارة بالارتفاع ، لذا يبقى اللجوء إلى الشواطئ و المسابح أفضل حل ،
ولعلمكم ، لا أدري مالذي يجري مع سومي ..
أصبحت أكثر نشاطا و فرحا فجأة ،،،
أتمنى أن تبقى هكذا دائما ، لا أحب رؤيتها حزينة أو مريضة كالسابق ...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
...
YOU ARE READING
هل للحب بين الاصدقاء مناسبة ؟
Short Storyهل يجب علي التقديم ، ام عليك اكتشاف القصة بنفسك ، في نظرك هل للحب بين الأصدقاء مناسبة ؟ رونا فتاة الوحدة السوداء أم سومي فتاة الأحلام الوردية سنكتشف حقيقة كل منهما خلال أحداث هذه الرواية هل الورد...