.
.
.
.
.
.
.
.
.
هاتفها يرن لكنها لا ترد ،
منذ أيام وأنا أحاول أن أكلمها لكنها لا ترد أبدا ...من المفترض أنا من يجب أن يُتَّصَلَ بي و أن لا أرد ، و أنا أرى العكس تماما ...
انتهت محاولاتي في الاتصال بها ،
الآن سأتوجه إلى منزلها ، لم أعد أطيق هذا التجاهل ...في حال تساءلتم لماذا لازلت أتصل بها ، فأنا في الواقع ،
و لأكون صريحة ، أخشى فقدانها ...
لدي هذا الشعور ، الوحيدة التي اعتبرني صديقتها قد تتركني ...توجهت إلى منزلها حالا ، لن أنتظر أكثر من هذا ، فبالاضافة إلى علامات الاستفهام الكثيرة في رأسي ، فقد اشتقت لها أيضا ... نعم ، لست أمزح ، لا أدري منذ متى نشأ هذا الشعور لدي مجددا لكنه ظهر و لا أستطيع التحكم به ... اشتقت لها فحسب ...
طرقت الباب ،
فتحت باليستا ، القيت عليها تحية سريعة و دخلت مباشرة متوجهة لغرفة سومي ...طرقت الباب ، ثم طرقت ، و مجددا و مجددا ، لكنها لم تفتح ...
"سومي افتحي انها انا !! افتحي ، بسرعة"
"رونا ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ "
"افتحي لنتحدث "
"لا لن أفتح "
"هل أمك في البيت"
"و ما شأنك "
"تكلمي ، هل هي في البيت "
"لا"
"إذن افتحي الباب "
"لما علي ذلك"
"افتحي ، اريد التحدث"
فتحت الباب وظهرت من خلفه بوجه مليء بتعابير غير مفهومة و أردفت قائلة:
"إذن ، تحدثي "
دفعتها و توغلت أكثر داخل غرفتها و جلست على طرف السرير..."فسري اي ما الذي حدث ذلك اليوم ؟"
"أي يوم ؟"
"لا تمثلي هكذا ، أخبريني هيا ، تكلمي ..."
"لا أدري أنا أيضا لا أدري ، فقط فعلت ما أملاه عقلي علي ، لم أفكر جيدا .."
"ما الذي أملاه عليك ، هل جننتي ، هل تدرين ما كنا على وشك فعله ؟"
"أدري و أنا أعتذر لم أقصد"
"في هذه الحالة انا من يجب أن يكون غاضبا ، لماذا لا تردين على الهاتف ؟ "
"ليس لدي الجرأة لأكلمك .... أعتذر "
"حسنا ، و هل هذا ما يمليه عقلك عليك الآن ؟"
"لا أنا فقط متوترة "
"حدثيني ، ما بك؟ ، ما الذي يجري معك ؟ عقلي مشوش من جهتك ... شاركيني أفكارك ، أنا مستعدة لسماعك"
رمقتني بنظرات حزينة لم أفهم محتواها ، لكن كان من الواضح أنها تحمل الإنشطار و عدم الفهم :
"لا أفهم ما الذي يحدث معي ، صدقيني لو استطعت معرفة ما الذي يحدث معي كنت سأرتاح على الأقل ، انا عن نفسي أشعر بالانزعاج مما يمليه علي عقلي ... لست متزنة أبدا ... تقلبات مزاجية ، مشاعر مختلفة ، أفكار سوداوية و أخرى وردية ، لا أستطيع أن أقبع في مكان واحد بشعور معتدل..."
اعتدلت في جلستي و نزعت قميصي لأن الجو كان حارا و مشحونا ، بقيت بالصدرية الرياضية فقط ، و توازيا مع هذا اتجهت نظرات سومي إلى مكان ليس من المفترض أن تتجه له ، فاحمرت خدودها و تلعثم لسانها ، اخذت بضعة أنفاس قصيرة و أضافت :
"و الآن عقلي يدعوني لفعل شيء لست حتى مستعدة لفعله ولا لفهمه...."
أظنني فهمت ما الذي قصدته ،
أنتقلت أعينها من عيني اليمنى إلى اليسرى ، ثم إلى شفاهي ،
أمالت زاوية رأسها قليلا و اقتربت مني ببطئ ...
كنت أشعر بأنفاسها الدافئة تضرب وجهي و هي تقترب أكثر فأكثر ...
توسعت أعيني أكثر فأكثر بعدم فهم..
فقدت القدرة على الحركة أو الكلام ...
كادت شفاهها تلتقي بخاصتي ، و عقلي يشغل بعض أفكاره الآن فقط ،
ما الذي نفعله الآن ؟ ، هل أنا راضية على ما نحن على حافة الوقوع فيه ؟ ، وهل يجوز أصلا ؟ ، ما الذي أفعله الآن هنا ؟ لماذا لا أبدي أية ردة فعل ؟؟
![](https://img.wattpad.com/cover/365115882-288-k713209.jpg)
YOU ARE READING
هل للحب بين الاصدقاء مناسبة ؟
Short Storyهل يجب علي التقديم ، ام عليك اكتشاف القصة بنفسك ، في نظرك هل للحب بين الأصدقاء مناسبة ؟ رونا فتاة الوحدة السوداء أم سومي فتاة الأحلام الوردية سنكتشف حقيقة كل منهما خلال أحداث هذه الرواية هل الورد...