_قراءة ممتعة_💛_
اغتنمت ساندي فرصة نهاية الأسبوع كي تعتني بنفسها و تجدد طاقتها، نامت لساعات كافية و جعلت ذهنها يصفو قدر الإمكان، لم تفكر في الدراسة ولا في سيليا، ولا حتى فيما حدث قبل أسبوع، اتصل جان مرة واحدة أخبر فيها المربية مرغريت أن مكوثه في قبرص سيطول لخمسة أيام أخرى على الأقل لذا زاد اقتناعها بما قاله لها ذلك اليوم، بأن كريس يبقى اقتراحا عابرا، ارتدت ملابسها و صففت شعرها على شكل ذيل حصان غير مشدود، انتعلت حذاءها الأسود ذا العنق الطويل و حملت حقيبتها و هاتفها ثم نزلت لأسفل، تناولت فطورها بسرعة قبل أن تودع أختها و مرغريت و تتجه نحو الكلية بمزاج جيد، كانت تأمُل سماع خبر انفصال سيليا عن ميشيل حتى يصبح اليوم أجمل و ذاك ما كان، هتفت ساندي بعدم تصديق :
-أحقا فعلتِ ذلك؟ حقا؟ أنت بطلة يا سيليا، ألم أقل لك أنك تستطيعين فعلها؟
اختفت فرحة ساندي ظاهريا لما لاحظت علامات الأسى على وجه صديقتها، على كل حال ستتحسن الوضعية عما قريب، كانت واثقة في أعماقها أنها ستتجاوزه، دورها اليوم هو جعل سيليا تنسى، لن تسألها عن أي شيء مع أنها تشعر بالفضول لمعرفة كيف تم الأمر و هل صارحت والدها أم لا، على كلٍّ ستعلم فيما بعد بالتأكيد، أمسكت ذراع سيليا و سحبتها نحو الممر المؤدي إلى قاعة المحاضرات و هي تقول بابتسامة صغيرة:
-الحياة تستمر، يجب أن تكوني قوية.
-نعم يجب أن تفعل!
قالت فتاة ذات شعر قصير بني و نظارتين طبيتين مدورتين تخفيان عينيها اللذان ينبضان لؤما و هي تمر بجانبهما و ترطم كتفها بكتف ساندي الأيسر عن قصد، تجاوزتهما و دخلت القاعة قبل أن تستوعب ساندي ما حدث و تتبعها دون شعور، كانت تفكر في الاِقتصاص منها لا غير، لقد صبرت مرات عدة لتطفلات جوليا المتعمدة مستغِلَّة عدم قدرتها على الدخول في المشادَّات مهما كان نوعها، لكن اليوم، ما الذي كانت على وشك فعله؟ نظرت ليد سيليا التي تمسك ذراعها و هي تشكرها من خالص قلبها على إيقافها، إذ كانت على وشك ارتكاب فعل غبي حقا.
-لا تكترثي لأمر مجنونة مثلها.
-لقد كنت أنوي اقتلاع عينيها، يجب أن تشكرك حتى آخر يوم في حياتها التعيسة، تلك الوضيعة.
أخذت نفسا عميقا لتخفِّف غضبها و ولجتا إلى الداخل بعد ثوان معدودة، لم تفارق عيناها جوليا طوال الحصة، شعرت بالغيظ الشديد و مع ذلك كانت تجاهد لإبعادها عن تفكيرها، منذ وقت طويل و هي تتجاوز جميع الإهانات اللفظية و التلميحات و الإشاعات المختَلَقَة من جوليا و عدد من الفتيات الأخريات حتى لا تتورط في شجارات لا لازمة منها، لكن الآن، لقد دفعتها، دفعتها بتلك الطريقة و كأنها واثقة من أنها لن تستطيع فعل أي شيء حيال ذلك، محاولاتها للتَّهَرُّبِ من الاِشتباكات مهما كان نوعها تُرجِمت على أنها جبانة تخاف منهنَّ، و جوليا أثبتت ذلك اليوم، كسرت قلمها الأزرق إلى نصفين دون وعي منها، لن يمر ما حدث اليوم مرور الكرام أبدا.
ESTÁS LEYENDO
Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة
Romanceمثلما يصفعك القدر و يضعك أمام خيارات لا ملجأ للنجاة منها، تزوجت ساندي من كريس... و مثل الغباء الذي يطرق رأسك في اللحظة الأخيرة من الاختبار و تُغَيِّر إجاباتك الصحيحة إلى أخرى خاطئة...أخذت سكارليت زمام رحلة البحث عنها... و مثل اندفاع ثور في لعبة الك...