_قراءة ممتعة_💗_
إذا أردت تناول المخبوزات الفرنسية الأصيلة عليك بمقهى جاكلين، أما إذا أردت شرب قهوة ترجع بك إلى الوراء عشر سنوات على الأقل، فكذلك عليك بمقهى جاكلين، مطعم صغير في مكان معزول عن الشوارع الرئيسية للمدينة، فيه بإمكانك التركيز و ترتيب أفكارك، كما الاستمتاع بمنظر نهر السين الذي يبدو من بعيد في صورة تقسم أنها من رسم رسام، جلست ساندي على طاولتها المعتادة بعدما ألقت تحية ودودة على جاكلين المرأة الأربعينية التي تتوهج مثل زهرة أقحوان متفتحة، تتراقص بين الطاولات و تجمع طلبات الزبائن كنحلة تجمع الرحيق لتصنع به العسل، عدد كبير من الرواد يعتبرون ذلك المقهى بمثابة حضن دافئ تنسى فيه جميع همومك بمجرد ارتشاف بعض من القهوة بالكراميل.
لوحت ساندي لسيليا بحرارة قبل أن تقوم من مكانها و تقفز عليها معانقة إياها و هي تهتف بحماسة:
-اشتقت إليك، من الرائع رؤيتك بصحة جيدة!
قبلت سيليا خد ساندي، ثم نظرت إليها نظرة تقول "احزري ماذا" قبل أن ترفع كيسا ورقيا صغيرا ذا لون فستقي، فتحت عينا ساندي على مصراعيهما و هي تقول باندهاش شديد:
-لا تقوليها!
طأطأت سيليا رأسها بثقة قبل أن تعلن المفاجأة و هي تمد الكيس لساندي:
-نعم شوكولا ليندت السويسرية الأصلية التي تصنع بتركيبة سرية خصيصا للآنسة مولييز.
تناولت الكيس بفرح عارم، عانقت صديقتها من جديد ثم جلستا تتجاذبن أطراف الحديث، فضلت ساندي عدم بدء جلستهما بموضوع يعكر الجو لذا كانت هي المبادرة:
-إذا إذا، من سيبدأ؟ حسن أنا، أنا من سأبدأ، لا تنسي أنني أكبر منك بشهرين و سبع عشر يوما، على الأقل يجب على أطفال هذا الجيل إظهار بعض الاحترام.
ضحكت سيليا بشدة، مع أن ساندي كانت واثقة تمام الثقة من أن مستواها في الفكاهة منعدم إلا أنها تفاجأت من كل ذلك الضحك، لربما كانت فقط تحاول تسلية نفسها:
-حسنا حسنا، أخبريني، كيف مر أسبوعك بدوني، آآه تذكرت كيف كان اختبار التشريح؟
تنهدت ساندي قبل أن تقول:
-لن أبالغ إن قلت أنه كان كارثيا، المشكلة أنه لم يكن صعبا، احم في الحقيقة أنا لم أراجع كل شيء، لقد كنت متعبة.
زمت سيليا شفتيها، و قالت بقلق:
-هل كنت مريضة ؟ لِم لَم تخبريني؟
-لا لم أكن مريضة، فقط كنت أشعر بالعياء و عدم الرغبة في فعل أي شيء، تعرفين دائما ما تأتي فترة ما أشعر فيها بمشاعر سلبية، تؤثر على كل شيء في حياتي، لا أعلم إن كان ذلك منطقيا لكنه يحدث معي حقا.
خفضت سيليا حاجبيها بحزن و هي تطالع ساندي بنظرات مشفقة، لتبتسم تلك الاخيرة ابتسامة خفيفة و تقول مهوِّنة:
ESTÁS LEYENDO
Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة
Romantizmمثلما يصفعك القدر و يضعك أمام خيارات لا ملجأ للنجاة منها، تزوجت ساندي من كريس... و مثل الغباء الذي يطرق رأسك في اللحظة الأخيرة من الاختبار و تُغَيِّر إجاباتك الصحيحة إلى أخرى خاطئة...أخذت سكارليت زمام رحلة البحث عنها... و مثل اندفاع ثور في لعبة الك...