Part 10: أنتِ أيضا مصدر خَطَر

297 30 0
                                    

_قراءة ممتعة_💚_



فتحت عينيها بصعوبة، أسدل الليل ستائره و في الوقت الذي يُفترض بالبشر أن ينامو استيقظت هي، الإضاءة جد خافتة و السكون يملأ المكان، جالت ببصرها في الغرفة الغريبة التي تراها لأول مرة، آخر ما تذكره بوضوح أنها قالت له "من الأفضل لك أن توصلني إلى المنزل دون مشاكل" لكن حسب ما تراه لا يبدو أنها في بيتها، غطت عينيها بكفها و هي تتساءل كيف آلت الأمور إلى كل هذا، التحسن الوحيد الذي شعرت به هو أن الألم تناقص نسبيا بشكل أو بآخر، لا تعلم أهو مجرد وحي من مخيلتها أم حدث ذلك بالفعل لكن ذاكرتها عرضت لها صورة ضبابية له و هو يجعلها تشرب حبتي دواء، في جميع الحالات حتى و إن كان شبه مستحيل أن تعترف بجميله أو تشكره تظل ممتنة له، أزالت الغطاء عنها و جلست على السرير ذي الملاءات البيضاء النظيفة و الذي يتسع لشخص واحد، دلكت رقبتها ثم وقفت بحذر، على الأقل تستطيع الوقوف دون أن يراودها شعور كأن أحدهم يطعنها، اتجهت إلى دورة المياه الملحقة بالغرفة كي تغسل وجهها، فردت شعرها و جمعته من جديد على شكل ذيل حصان منخفض مع ترك غرتها تعانق جانبي وجهها، بعدها قصدت النافذة، أزاحت الستائر ثم فتحت إحدى الدفتين فدخلت رائحة التراب الممزوجة بالمطر و النسمات الباردة المنعشة:

-إلى أي مدى سيطول هذا الهدوء؟

سألت نفسها بشرود قبل أن تقرر الإستدارة لتغادر الغرفة، كان بالها مشغولا بالفوضى التي سبَّبتها، جان يعلم قطعا و إلا لما ظهر كريس في الصورة، لكن أن تبيت خارج المنزل كانت المخالفة الثانية بعد التورط في الشجار، لابد أن هاتفها كاد ينفجر بالاتصالات الفائتة، تنهدت لما أدركت حقيقة كونها في مكان لا تعرفه مع رجل غريب، رجل يظهر و يختفي متى أراد، في النهاية الوقت متأخر و ستكون غبية إذا ما تصرفت بعشوائية، يجب أن تفكر قليلا، عدَلت عن فكرة الخروج و عادت لتجلس على حافة السرير، لاحظت أن حذاءها موضوع بترتيب قرب الباب، خفضت حاجبيها لتتساءل بضياع:

-ترى من يكون؟

وضعت كفها على بطنها الذي يتشنج من حين لآخر، و أخذت تعبث بقدميها مُحَدِّثة نفسها:

-لا يجب أن أتصرف من تلقاء نفسي، اليوم يجب أن أعرف من يكون، أسبوع كامل و أنا انتظر هذه اللحظة.

صمتت لبرهة قبل أن تسترسل التفكير بصوت عال:

-كان من المفترض أن أكون في كامل قواي، لكن، تبا لتلك الساقطة، كل شيء بسببها.

ازدردت لعابها بصعوبة عندما أدركت مجددا حقيقة أنها بمفردها مع رجل، سرت رعشة باردة في جسدها كله، لتقول محاولة تهدئة نفسها مع ابتسامة مصطنعة:

-في الأخير هو يبدو شخصا عاقلا، لن يتهور و إلا سيقضي على نفسه.

مرت حوالي العشر دقائق و هي جالسة على نفس الحال، تعبث بقدميها و تتحدث إلى نفسها، حتى قطع حبل أفكارها صوت المقبض و هو يُلَف ببطء من الخارج بعدها صوت صرير الباب الذي يبدو أنه من الخارج عن طاقة الداخل منعه من الصدور، رفعت ناظريها نحوه فوجدته ينظر إليها بنفس الطريقة، شيء من الاستغراب ممزوج مع نوع من الاستنكار أو شيء من ذلك القبيل، فوجئ من جلوسها الهادئ ذاك و كأنه الهدوء قبل العاصفة، تساءل في نفسه إن كانت تلك هي نفسها التي هددته قبل ساعات:

Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora