Part 25: مُتَلازِمة ستوكهولم

168 20 6
                                    

_قراءة ممتعة_💠✂️🙂_



لحسن الحظ أضاء عمود الإنارة الجزء الحاد من المقص فانعكس النور و لمحته عينه، الشيء الذي أسعفه في التدخل قبل أن تقع كارثة، و تغرسه في ذراعه أعمقَ، ذراعه التي سرى فيها ألم شديد كتيار كهربائي ذهب مباشرة إلى مخه، خفض حاجبيه ممسكا يدها اليسرى بقوة و هو يحيطها بنظرات مستنكرة محتارة، من تلك الشجاعة و التهور الكبيرين اللذان أبدتهما، هل كانت على وشك طعنه طعنة أقوى قد تتسبب في بتر ذراعه حتى لو أنه لم يتدخل؟! لا داعي للسؤال فذلك واضح وضوح الشمس في يوم جميل، ترك ذراعها اليمنى و أمسك معصم يدها الحاملة للمقص بينما قامت يده الجريحة بفتح أصابعها المنكمشة على مقبض المقص البلاستيكي، ثم إخراجه من موضع الضربة التي لم تكن عميقة جدا و دسِّه في جيب سترته، غطى الدم ذراعه، و لوّن قميصه الأبيض الظاهر من تحت كمّ السترة، شحب وجهها كما أن عينيها تجمدتا إثر ذلك المنظر، إدراكها بأنها هي السبب جعل أنفاسها تنقطع و قلبها يكاد ينفجر من شدة ضيق صدرها، ارتخت يداها و شرعتا في الارتجاف بشكل جنوني، رفعت رأسها و نظرت إليه، تشنج بسبب الألم، و بدا عليه الاستياء و القسوة، لكنه لا يزال هادئا، لا يزال هادئا، هدوؤه سيخرج عقلها من مكانه، لِمَ لَمْ يصرخ في وجهها كما قد يفعل أي شخص في مكانه، لم يصر على جعلها تفزع بتلك التصرفات:

-أنا أنا..آسفة...لم أقصد...لقد، لقد قلت لك اتركني، لقد قلت لك أن تتركني أذهب!

اختنق صوتها بالعبرات و أخذت تبكي و هي تقول من بين دموعها، و تتحامل على نفسها لتبقى واقفة على قدميها المرتعشتين:

-لقد قلت لك أن تتركني! لماذا لا تريد أن تفهم! دعني أذهب!

أطبق يده على معصمها بحيث يستحيل أن تفلت منه و أكمل تقدمه نحو السيارة التي تلقت الإشارة المغناطيسية من المفتاح بيده، فتح الباب، جعلها تجلس و أغلقه خلفها بسرعة، ثم اتجه إلى الجهة الأخرى، جلس هو الآخر و أوصد جميع المنافذ عدا فتحات التهوية، ثارت ثائرتها و شرع صوت بكائها في الارتفاع، مد يده ناحيتها لكي يضع لها حزام السلامة فقاومته، أمسك معصمها مجددا و قرب وجهه من وجهها قربا مرعبا ثم قال بحزم:

-لقد تساهلت معك أكثر مما يجب، لم أكن أرغب في أن أكون قاسيا لأن ذلك لا يتناسب مع مبادئي، لكنك عنيدة، و تريدين أن تتعاندي مع شخص مثلي، و هذا لن يفيدك مطلقا.

صمت لوهلة قبل أن يسترسل بنفس النبرة المتعالية و عيناه تراقبان الدموع المتدحرجة على وجنتيها المحمرتين:

-عندما أخبرتك في اليوم الأول الذي التقينا فيه ألا تحاولي تغيير الأقدار، ظننتُ أنك ستتصرفين بحكمة، و لن تتهوري، لأن ذلك لن يساعدك في أي شيء، لكن مع الأسف أرى العكس تماما.

لف سبابته في الهواء علامة تكرار أو إضافة و أكمل:

-و كذلك عندما نصحتك ألا تتخذيني عدوا لك، كنت محقا، لأنه ليس من مصلحتك، و ستعانين أكثر مما قد تفعلين و أنت تحذين حذوي.

Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora