_قراءة ممتعة_😪😪_
المقعد الأمامي الجانبي من جديد، وضعت حزام السلامة قبل أن تتكئ بوجنتها على كفها و جبهتها على زجاج النافذة، موعد الحفل هو يوم غد، و بما أنها رفضت الذهاب للتسوق رفقة باتريسيا لم يكن أمام كريس خيار سوى مرافقتها بنفسه، في اليومين الفائتين كانت جد هادئة، لم تبك أو تحتج، و إنما لم تفوِّت وجباتها و لم تزعجه أبدا، و مع ذلك كانت لا تزال تفكر في سبيل موثوق للفرار، طريقة تحتاج ترتيبات دقيقة حتى تنجح، كانت الخطوة الأولى هي ذلك الحفل، حيث ستحاول معرفة محيط كريس و تحديد من بمقدوره إعانتها، ستبقى هادئة لفترة لكن في اللحظة التي تُدَبِّر الخطة من الألف إلى الياء لن تتردد، كانت تريد العودة لفرنسا، من أجل خالتها و سكارليت، و كي تواجه جان، و تعلم سبب افترائه عليها و تخليه عنها، و بعدها لا تدري ما الذي سيحدث، لكن أن تعود و تعرف السبب كان أكثر شيء مهم بالنسبة لها، و قد وضعته نُصْبَ عينيها، بحيث لن تستطيع قوى العالم لو اتَّحَدَت ثنيها عن تحقيقه.
لم يتوقف دماغها عن التفكير بشأن شيء آخر و هو تمثيلية الزوجة و الزوج المنسجمان السخيفة التي يَجب عليها تمثيلها، لم يطلب منها كريس أي شيء بهذا الخصوص لكن من الواضح أنها ستضطر للعب ذلك الدور، لربما ذلك يصب في صالحها نوعا ما أيضا، إذ ستجعله يزيد تأكدا من أنها يئست من المحاولة و لن يحوم حولها كالهيليكوبتر أو يغلق الأبواب كما كان يفعل سابقا، لم تكن متأكدة مئة بالمئة من كونها تستطيع خداعه، فهو امرُء نجيب لبيب بعد كل ذلك، غير أنها ستصرف انتباهه لبعض الوقت، و كان هذا هو الحد الأدنى المطلوب.
هذا فقط أما لون الفستان و نوعه فطبعا آخر همها، لربما تتركه يختار بنفسه، هذا هو الحل الأكثر سهولة و الذي ستعتمده على الأرجح.
-حسنا، ساندي، يجب عليك وضع هذا.
التفتت إليه و خفضت بصرها إلى يده و العلبة الصغيرة السوداء المستقرة بين أصابعه، علمت مباشرة أنه خاتم، تنفست بعمق و لم تفكر في البكاء، و إلا كانت ستبكي، مدت يدها إليه و أمسكت العلبة، قلبتها بين كفيها لوهلة ثم فتحتها، كان الخاتم بسيطا من الذهب، رفيع و غير كبير من ناحية الحجم، متشكل على شكل وريقات شجر صغيرة مرصعة بأحجار كريمة لامعة و يتوسطها حجر أكبر و الذي كان عبارة عن زمردة يبرق لونها كنجمة وحيدة في سماء حالكة السواد،
ذوق كريس رائع و هذا غير قابل للنقاش، لكن رغم ذلك، تلك الحيثيات التي يحدث فيها كل هذا، لا تعجبها، تحقن أنفاسها، تفتح جراحها، تُعَمِّق ندوبها، و تُشعِرها بالضعف و رغبة جامحة في الصراخ عاليا و البكاء حتى تجف دموعها، أمسكت الخاتم و أدخلته ببطء في بنصرها الأيسر حتى اتخذ مكانه في قاعدته، مكانه الذي لا تعلم كم ستطول مدة بقائه فيه، تقول الأسطورة أن خاتم الارتباط عموما يوضع في ذلك الإصبع لأن فيه شريانا يمتد إلى القلب، و بالتالي جميع مشاعر المحبة التي يفرزها دور الخاتم الرمزي، تصعد مباشرة إلى الفؤاد و يجعله يرفرف، لكن فؤادها لم يرفرف، بل شعرت و كأن مرساة سفينة ضخمة وُضِعَت عليه و كادت تسحقه، تنهدت كي تفرغ كل تلك الأحاسيس السوداوية التي تُنافس فستانها و كعب لوبوتان في سوادهما، و ابتلعت لعابها كي تبلع معه غصة البكاء الآخذة في التشبك و النمو داخل حلقها، أغلقت العلبة وضعتها على السطح البلاستيكي المقوى الذي أمامها ثم تخلصت من الحزام، و استمرت في انتظار إشارته لها كي تنزل، كانت تعلم أن هذه الخطوة بالضبط لا مفر منها، لأنها إعلانٌ على كونهما مرتبطين، و مع أن كريس سبقها منذ مدة بارتدائه لذلك الخاتم الفضي الذي رأته و تعمدت تجاهله تماما إلا أنه لم يتحدث عنه، و لا عن وجوب ارتدائها لخاتم ما، فقد كانت ملازمة للمنزل في تلك الفترة و لم يرها أحد.
ESTÁS LEYENDO
Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة
Romanceمثلما يصفعك القدر و يضعك أمام خيارات لا ملجأ للنجاة منها، تزوجت ساندي من كريس... و مثل الغباء الذي يطرق رأسك في اللحظة الأخيرة من الاختبار و تُغَيِّر إجاباتك الصحيحة إلى أخرى خاطئة...أخذت سكارليت زمام رحلة البحث عنها... و مثل اندفاع ثور في لعبة الك...