Part 14: أوّل لَكمَة

231 24 6
                                    

_قراءة ممتعة_❣_





كسى ملامحها التعجب، أمالت رأسها يمينا لتسأله و هي ترفع أحد حاجبيها بعدم فهم:

-ما معنى هذا؟

حرك رأسه نافيا، لم يكن من المفترض أن يقول شيئا ملفتا للنظر كذلك:

-لا شيء.

صمت للحظة قبل أن يقول بطبقة صوته المعتادة:

-حسنا، سأسخن هذا الطعام من أجلك.

-لا.

فاجأته فالتفت نحوها بعدما كان ينظر إلى الطبق و على وجهه علامة تساؤل:

-احم قصدت أنني بخير الآن، أنا أستطيع فعل ذلك بنفسي.

أبعدت الغطاء عن ساقيها و وقفت من مجلسها بهدوء، رفعت رأسها لتتمكن من رؤية عينيه المستغربتين لتسترسل:

-لقد اكتشفتُ أن النوم أثناء المرض يزيدك مرضا، لذا يجب أن أتحرك قليلا، أنا سأتدبر أمري لذا بإمكانك الذهاب للنوم.

-أنت محمومة.

-لا مشكلة حتى و إن كنت محمومة، ستنخفض حرارتي قريبا.

مط شفتيه قليلا، لقد اعتقد قبل دقائق معدودة أنها على وشك الدخول في غيبوبة أو ما شابه و الآن تخبره أن الحركة مفيدة، أمال رأسه و ضيق عينيه الداكنتين اللتان تحملان نظرة مشككة، ليقول:

-هل أنت متأكدة؟

طأطأت رأسها و استدارت لتحمل الطبق لكنه سبقها و التقطه بسرعة، فذلك التغير السريع لم يكن مطمئِنا، كلما شعرت بالتحسن تثير المشاكل، بدأً من نزولها للدرج بمفردها دون أن تنتظره وصولا إلى ضربه بمزهرية على رأسه، قد يكون متكهنا بارعا لكن توقع تصرفاتها مئة بالمئة ليس بالشيء المضمون، رفعت كتفيها علامة عدم مبالاة ثم قالت و هي تشير إلى الباب بكف يدها:

-حسنا كما تريد، تفضل افعلها أنت.

ضيق عينيه مجددا فحركت رأسها علامة استفهام و هي تهتف مستنكرة:

-هل تعتقد أنني سأضربك بالإبريق هذه المرة؟!

لوحت بكفيها في الهواء رافعة حاجبيها إلى الأعلى:

-اطمئن، أنا لن أقدم على فعل شيء مشابه مجددا، أنا لا اريد أية مشاكل أخرى.

أومأ بهدوء قائلا:

-حسنا، آمل ذلك، سأعود بعد دقائق، ابقي هادئة.

-أوه هيا! أنا لست طفلة حتى توصيني بالبقاء هادئة.

خلال اليومين الفائتين كان نومها المُطَوَّل يريحه نوعا ما و بالتالي لا يضطر للاحتراس كثيرا، لكن الآن مع أنها منهكة إلا أنها ليست شخصا عاديا، فقط باستعمال الطاقة التي تملكها قد تتسبب بكارثة، هل يجب ألا يتركها بمفردها؟ أو يتوقف عن تقييم الوضع بشكل مبالغ به؟ لم يكن يرغب بثغرات، الثغرات تزعج شخصا يقدس الكمال.

Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora