_قراءة ممتعة_♣︎♣︎_
رفعت جفنيها و دار بؤبؤاها دون أن تحرك جسدها لمعرفة المكان ذي الإضاءة الخافتة حيث هي، كانت تشعر بالاسترخاء و السكينة مع بعض الدوار الخفيف، انتبهت لكريس الجالس أمامها مواليا إياها ظهره فحكت عينيها و تنهدت، التفت إليها بسرعة عندما شعر تغير وتيرة تنفسها في ظل ذلك الصمت المطبق على الغرفة، خفض حاجبيه متأسفا و اكتفى بالنظر إليها، حركت رأسها إلى أعلى قليلا و ما إن لمحت عينيه حتى قالت بصوت جد خافت:
-ما الذي حدث؟
-لم يحدث شيء، فقط امنحي نفسك بعض الراحة.
-و ما الذي تفعله أنت هنا؟
عرف من ردة فعلها تلك أنها لا تتذكر انتكاستها و الطريقة البائسة التي انهارت بها، و التي جعلته يشعر بسوء و انعدام مسؤولية لا مثيل لهما، كما جعلت الحراس يشفقون عليها، النظرة المرعوبة الشقية التي كانت تعلو وجهها حينها، و التي أفصحت عن مقدار الحزن و الخوف و الاضطراب و الوحدة الذين ينهشونها كحيوان مفترس لا تكاد تفارق مخيلته، أخذ نفسا عميقا و قال دون تردد بعد وقت طويل من الصمت و مراقبة جانب وجهها بعدما أدارته للجهة الأخرى:
-نعم صحيح، أنا لا أفعل أي شيء اعتباطا، يوجد سبب لزواجنا.
سألته باقتضاب و نبرة جافة دون أن تستدير إليه:
-و ما هو؟
-لست أنا من سيخبرك، لكن بالطبع ستعلمين عاجلا أم آجلا، الشيء...
ندّى شفته السفلى و قال بنبرة تعرب عن توتره الذي لولا الهدوء المطلق لما ظهر:
-الشيء الوحيد الذي يجب عليك معرفته هو...مع أن لدي مصلحة من هذا الزواج إلا أنني، كنت عازما على معاملتك بالشكل الذي تستحقه أي امرأة، باحترام و مسؤولية.
أدار ظهره مجددا و شبك يديه قبل أن يستطرد:
-لم أرغب في إقحامك بشكل شخصي في مشاكلي، أردت أن نعيش معا بطريقة عادية.
-أنت تعلم أن هذا مستحيل.
-مع واحدة مثلك نعم.
-يجب أن تعرف أنك شخص متناقض.
-هنا؟ بعض الشيء، لأن الطريقة التي تزوجنا بها تتنافى مع مبادئي أولا، و ما كنت أطمح إليه ثانيا.
-كنت تطمح لجعلي أُذعن؟
-هل فعلت شيئا في هذا الصدد من قبل؟
أجابها باستنكار و صمت لوهلة قبل أن يسترسل بصوت منخفض أكثر من الذي قبله:
-أنت أحترم الآخرين و لا أريد لأحد أن يذعن لي.
-من المؤسف أن شخصا مثلك عالق في مثل هذه الدوامة.
-أنت لا تعرفين شيئا.
ESTÁS LEYENDO
Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة
Lãng mạnمثلما يصفعك القدر و يضعك أمام خيارات لا ملجأ للنجاة منها، تزوجت ساندي من كريس... و مثل الغباء الذي يطرق رأسك في اللحظة الأخيرة من الاختبار و تُغَيِّر إجاباتك الصحيحة إلى أخرى خاطئة...أخذت سكارليت زمام رحلة البحث عنها... و مثل اندفاع ثور في لعبة الك...