Part 38: عَضَلاتُ الوَجْهِ المَشلولة

182 20 3
                                    

_قراءة ممتعة_♣︎♣︎_




رفعت جفنيها و دار بؤبؤاها دون أن تحرك جسدها لمعرفة المكان ذي الإضاءة الخافتة حيث هي، كانت تشعر بالاسترخاء و السكينة مع بعض الدوار الخفيف، انتبهت لكريس الجالس أمامها مواليا إياها ظهره فحكت عينيها و تنهدت، التفت إليها بسرعة عندما شعر تغير وتيرة تنفسها في ظل ذلك الصمت المطبق على الغرفة، خفض حاجبيه متأسفا و اكتفى بالنظر إليها، حركت رأسها إلى أعلى قليلا و ما إن لمحت عينيه حتى قالت بصوت جد خافت:

-ما الذي حدث؟

-لم يحدث شيء، فقط امنحي نفسك بعض الراحة.

-و ما الذي تفعله أنت هنا؟

عرف من ردة فعلها تلك أنها لا تتذكر انتكاستها و الطريقة البائسة التي انهارت بها، و التي جعلته يشعر بسوء و انعدام مسؤولية لا مثيل لهما، كما جعلت الحراس يشفقون عليها، النظرة المرعوبة الشقية التي كانت تعلو وجهها حينها، و التي أفصحت عن مقدار الحزن و الخوف و الاضطراب و الوحدة الذين ينهشونها كحيوان مفترس لا تكاد تفارق مخيلته، أخذ نفسا عميقا و قال دون تردد بعد وقت طويل من الصمت و مراقبة جانب وجهها بعدما أدارته للجهة الأخرى:

-نعم صحيح، أنا لا أفعل أي شيء اعتباطا، يوجد سبب لزواجنا.

سألته باقتضاب و نبرة جافة دون أن تستدير إليه:

-و ما هو؟

-لست أنا من سيخبرك، لكن بالطبع ستعلمين عاجلا أم آجلا، الشيء...

ندّى شفته السفلى و قال بنبرة تعرب عن توتره الذي لولا الهدوء المطلق لما ظهر:

-الشيء الوحيد الذي يجب عليك معرفته هو...مع أن لدي مصلحة من هذا الزواج إلا أنني، كنت عازما على معاملتك بالشكل الذي تستحقه أي امرأة، باحترام و مسؤولية.

أدار ظهره مجددا و شبك يديه قبل أن يستطرد:

-لم أرغب في إقحامك بشكل شخصي في مشاكلي، أردت أن نعيش معا بطريقة عادية.

-أنت تعلم أن هذا مستحيل.

-مع واحدة مثلك نعم.

-يجب أن تعرف أنك شخص متناقض.

-هنا؟ بعض الشيء، لأن الطريقة التي تزوجنا بها تتنافى مع مبادئي أولا، و ما كنت أطمح إليه ثانيا.

-كنت تطمح لجعلي أُذعن؟

-هل فعلت شيئا في هذا الصدد من قبل؟

أجابها باستنكار و صمت لوهلة قبل أن يسترسل بصوت منخفض أكثر من الذي قبله:

-أنت أحترم الآخرين و لا أريد لأحد أن يذعن لي.

-من المؤسف أن شخصا مثلك عالق في مثل هذه الدوامة.

-أنت لا تعرفين شيئا.

Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora