_قراءة ممتعة ❤❤_
استرقت من كريس نظرة خاطفة و كادت تتناول واحدا من الكؤوس الكريستالية الموضوعة على صينية يلوح بها نادل من طاقم الخدمة الأنيق الطائف كطائرة استعراض، بحيث أصبح سببا من الأسباب التي جعلتها ترغب في معاقرة كأس لتناسي الجلبة المحيطة بها، طوال حياتها شربت ثلاث مرات و في مناسبات جد متفرقة حينما يغفل عنها الجميع، و مع أن أمرها يُكشف في النهاية إلا أنها لم تكف عن البحث عن فرص لتجربة تلك الأذواق المجنونة التي تنكمش لها حليمات اللسان باستمتاع و يغيب فيها العقل.
و في حركة جد سريعة من يد النادل، أسرع من محاولة انتشالها تلك، أفلت الكأس من يدها، و قبل أن تحتج لاحظت أنه لا ينظر إليها و إنما خلفها، تنهدت و التفتت إلى كريس بسأم متذكرة وصاياه المقتضبة الصارمة الغير قابلة للنقاش، و التي من ضمنها طبعا ألا تتناول أي مشروب كيفما كان من المشروبات التي يطوف بها النوادل كونها كحولية مركزة جدا و ستفقدها صوابها:
-أنا أشعر بالاختناق.
لم تبالغ، فقد خنقها بالفعل كبر المكان و كثرة المدعوين الصاخبين المتغطرسين المتكلفين حتى في طريقة تنفسهم للهواء، و النظرات التي تخترقها بفضول بالغ من النساء اللاتي لو وقفن وفق ترتيب معين ستغدو ألوان ملابسهن كألوان الطيف، هذا في حد ذاته كان سببا إضافيا لجعلها تشعر بالغثيان.
أُجبِرَت على الابتسام مرات عدة عندما يأتي أحدهم لإلقاء التحية على كريس، في البداية خافت من احتمال اضطرارها لإلقاء التحية هي الأخرى و تجاذب أحاديث ما لكن و إضافة إلى أن كريس طلب منها الاسترخاء و عدم فعل أي شيء إذا لم ترغب فعله، كل أولئك، و بوضوح، يكنون له احتراما جما و يكيلون له قدرا ثقيلا، لم يطيلوا معه الكلام أبدا، فقط تهنئة سريعة و أمنيات بعلاقة صحية و طويلة تُوازيها صلوات ساندي السرية بانفصال جد قريب، ثم إشادة حذرة بجمال ساندي و بالكيمياء بينهما و توفقه في اختيارها، و أحيانا تساؤلات وقحة عن سبب عدم زواجه من امرأة محلية.
امتنت له في سرها في الأول لتجنيبها متاعب مشابهة، غير أنها بدأت تشتمه مجددا مع مرور الوقت بذلك البطء لإقحامها وسط تلك الأجواء و الروائح النفاذة التي عبقت في أنفها إلى أن أثملتها، رائحة الكحول و العطور الجد قوية النسائية و الرجالية المختلطة، فضلا عن موسيقى الجاز الثاقبة للآذان التي لو عرفت من صاحب فكرة تشغيلها لجعلته يضع مكبرات الصوت تلك في فمه حتى يتذوق بعض معاناتها.
مال كريس ناحيتها قليلا بعدما صافح رجلا مسنًّا حافظ له الثراء على شبابه، هو و زوجته التي أصبح جلدها في حال يرثى لها من فرط التعري و تناول لحم الخنزير، كما تجاعيد وجهها المُفتَعلة من طرف مساحيق التجميل و العمليات الواضحة، للحظة ما تذمرت من حقيقة ظهور كبر السن على الإناث أكثر من الذكور، ابتسمت بتكلف لهما و نقلت تركيزها إلى ما سيقوله لها:
ESTÁS LEYENDO
Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة
Romansaمثلما يصفعك القدر و يضعك أمام خيارات لا ملجأ للنجاة منها، تزوجت ساندي من كريس... و مثل الغباء الذي يطرق رأسك في اللحظة الأخيرة من الاختبار و تُغَيِّر إجاباتك الصحيحة إلى أخرى خاطئة...أخذت سكارليت زمام رحلة البحث عنها... و مثل اندفاع ثور في لعبة الك...