_قراءة ممتعة_🧡_
-اِبتعد عني، أو أقسم لك بحياة أمي أنني سأبلغ الشرطة.
أفلتت من قبضته المرتخية أساسا و حاولت تجاوزه مجددا لكن بحركة بسيطة من يده اليمنى دفع الباب الموارب فأُغلق مغناطيسيا، و وصل غضبها لأوجِه:
-سيد ويسترن، لا تثر ثائرتي! أنا..قلت...أنني أريد...أن أذهب من هنا.
خرجت كلماتها منفصلة لسببين، الأول تأكيديٌّ على كل كلمة على حدة، و الثاني لأن تنفسها صار أكثر صعوبة لما بدا أمامها، مزيج من الغضب و الذعر و التشتت، لم تكن مذعورة منه لشخصه، بل لوجوده و لهالته المظلمة التي تبدو لها شيئا فشيئا، هو لطيف بشكل مخيف، و محترم بصورة غريبة، و مُراعٍ على نحو بغيض، و نبيل نبلا يبث فيها الخوف و الشك مع كل حرف يخرج من فمه أو كل تصرف يبدر منه، لِمَ سألها عن حالها الآن؟ لم لا يزال مصرا على إبداء طيبوبته و حس المسؤولية المرعب تجاهها، و بأي حق أساسا؟ لم هي في منزله؟ لم هي معه؟ كان عقلها على وشك الانفجار و أنفاسها على حافة الإنقطاع، وضعت كفها على الجدار مجددا و خُفِض حاجباها لا إراديا و هي تسأل:
-من تكون؟ أخبرني.
صمتت قليلا ثم استرسلت تحت نظراته المحتارة أشد الحيرة، كانت أعصابها تبدو جد متعبة، لذا بقيت حواسه متيقظة، لم يكن يعرف خطوتها القادمة و مدى خطورتها و تلك كانت المشكلة:
-هلّا جلستِ؟
-أنت لست بموظف...أبي، لم يسمح لي طوال التسعة عشر سنة الفائتة...من حياتي بالبقاء مع موظفة ما في منزلها، فما بالك بموظف رجل، إنها قواعد عائلتنا، فكيف تتوقع مني أن أرى اختراقها...على أنه شيء عادي؟!
-اجلسي من فضلك، و بعدها نتحدث، أنت لست بخير، أعصابك مجهدة و قد تؤذين نفسك هكذا.
-هذا ليس من شأنك...و أخبرني حالا، من أنت؟ متى عرفتني و كيف؟ و كيف أقنعت أبي؟ كنت تلعب دور البطل معه أيضا أليس كذلك؟
-أنا لا العب دور البطل.
وضع يديه في جيبي سرواله، تلك الجملة بالذات لم تكن محببة بالنسبة له:
-و لا أبالي إذا كنت ترين الأمر كذلك.
-أتقصد أن كل هذا محض صدفة؟ إذا لم تخبرني من تكون و من أين تعرفني س..
-ما الذي ستفعلينه؟ ما الذي بمقدورك فعله الآن بالذات؟
ازدرد ريقه، لاحظ لمحة من الاحتقار في عينيها، و زمها لشفتيها بامتعاض، و كأنها تعبِّر بصوت صاخب كفاية لا يسمعه أحد غيره عن كونه حقيرا لقول كلام مشابه لشخص مصاب، و أنثى فوق ذلك، من البديهي أنها أضعف منه في حالها ذاك و استخدام ذلك ضدها أفقده بعض احترامها:
-حسنا، أنا أعتذر، لم أقصد أن أجرح مشاعرك.
أشاحت ببصرها بعيدا في حين استرسل بنبرة هادئة:
ESTÁS LEYENDO
Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة
Romanceمثلما يصفعك القدر و يضعك أمام خيارات لا ملجأ للنجاة منها، تزوجت ساندي من كريس... و مثل الغباء الذي يطرق رأسك في اللحظة الأخيرة من الاختبار و تُغَيِّر إجاباتك الصحيحة إلى أخرى خاطئة...أخذت سكارليت زمام رحلة البحث عنها... و مثل اندفاع ثور في لعبة الك...