_قراءة ممتعة_🦋_
مر يوم الجمعة الموالي و نهاية الأسبوع برتابة مطلقة خاصة و أنها لم تعد إلى الكلية منذ يوم الحادث، مع أن شفائها كاد يَتِمُّ، و الملل داخل المنزل كاد يقتلها، إلا أن جان منعها من الحضور لدروسها حتى تعود إلى الطبيب و يفحصها فحصا شاملا أخيرا، و ذلك ما كان، ففي صباح يوم الإثنين رافقته إلى عيادة طبيب العائلة، وصف لها فقط مراهم لمسح آثار الكدمات بشكل كلي، و فيما دون ذلك طمأن جان إلى أن جميع أحوالها بخير، حتى نفسيتها كانت تبدو مستقرة و لا تحتاج إلى معالج ما.
نزلت من السيارة بهدوء، ودّعت هنري، و اتجهت إلى البوابة الكبيرة التي فتحها فرانز باذلا مجهودا إضافيا كونه تقدم في السن، بخطوات بطيئة، ممسكة بحقيبة ظهرها بين يديها، و مقلصة عينيها قليلا حتى لا تؤذيهما أشعة الشمس الحارة، التي عادت لتزور باريس بعد أيام باردة متتالية، ابتسمت لفرانز بوداعة و هي تحييه ثم تابعت خطواتها نحو الداخل، استقبلتها مرغريت و على وجهها شبح غريب، لم تكن ملامحها كما في العادة، بشوشة و حانية، بل مرهقة و مُشفِقة، استغربت ساندي و قالت بعدما عانقتها عناقا خفيفا، كان خفيفا قبل أن تحوله مرغريت لعناق عميق دام ثوان طويلة حتى آلم ساندي ظهرها من طول مدة انحنائها نظرا لقِصر قامة المرأة المسنة:
-ماذا هناك يا خالتي؟ هل أنت بخير؟
أفلتتها، بطريقة غريبة، و كأنها فعلت ذلك مرغمة، زادت دهشة ساندي، فقوست حاجبيها بعدم فهم و بادرتها مجددا و هي تنظر إلى عينيها الرماديتين الحزينتين:
-ما بك؟ أخبريني، هل قال لك أبي شيئا ما؟
لم ترد على سؤالها و بقيت محدقة بها، ثم ما لبثت أن مدت يديها و أمسكت ذراعي ساندي و شدتهما بقوة نوعا ما، ثم فركتهما من الأعلى لأسفل كما يفعل المرء عندما يشعر بالبرد، ابتسمت لها بحنو، و همست بحيث كانت ساندي هي الوحيدة التي استطاعت سماعها:
-أنا لم أتزوج طول حياتي، و لم أرزق بمولود أبدا، لكنك في منزلة ابنتي التي لم ألدها، أنا...
أطلقت ساندي ضحكة مفعمة بالحيرة و أجابت:
-أنا أعلم هذا جيدا، لكن ما الذي دهاك؟ لم تخبرينني بهذا الآن؟
تحولت ضحكتها إلى ابتسامة مرتبكة و استرسلت:
-من يراك يحسب أنك رأيت كابوسا عني، أموت فيه أو لا أدري!
أبعدت مرغريت كفيها عنها، لكن لم تبعد عينيها عن وجه ساندي الحائر و ابتسامتها المتوترة، هتفت مجددا و كأن همها الوحيد هناك في تلك اللحظة هو البحث عن طريقة لتبديد تلك الهالة القاتمة المحيطة بمرغريت و التي أوشكت على الإحاطة بها هي كذلك:
-لقد تأكدت الآن، ليس في الأمر أي شك! لقد رأيت حلما مخيفا عني، و خفتِ أن يحدث لي شيء ما و تشعري بالذنب؟! لكن أنا سأخبرك شيئا...
ESTÁS LEYENDO
Ordered Anarchy ¿ الفوضى المنظمة
عاطفيةمثلما يصفعك القدر و يضعك أمام خيارات لا ملجأ للنجاة منها، تزوجت ساندي من كريس... و مثل الغباء الذي يطرق رأسك في اللحظة الأخيرة من الاختبار و تُغَيِّر إجاباتك الصحيحة إلى أخرى خاطئة...أخذت سكارليت زمام رحلة البحث عنها... و مثل اندفاع ثور في لعبة الك...