PART 1

3K 52 8
                                    

Insta: mira_majed8

لايك قبل القراءة ✨

وضعت الشال الصوفي على اكتافها تدفئ نفسها من برد الشتاء اغلقت ابواب البلكونة التي كان من خلالها يدخل نسمات الهواء الباردة
امسكت مذكرتها والقلم وجلست على الكنبة لتكتب احداث يومها
ليس لانها تحب ان تكتب يومياتها
او مولهه بالكتابة وتعشقها
لكن هذا واجبها المنزلي الذي من ضمن العلاج النفسي الذي تتعالج به
فتحت المذكرة وبدأت الكتابة باللغة الفرنسية
اليوم هو يوم ميلادي المفترض، يريدوني ان احتفل بيوم من تم كتابته في شهادة ميلادي بالتخمين فقط، والاعتراف بأسم تم اختياره لي عشوائيا، اعيش حياتي بيوم ميلاد واسم مزيفين ، لاني املك ام واب جيدين ويحباني جدًا حرماني من العيش بهوية مثل باقي الناس ، يتم مناداتي بأسم ليس بأسمي واحتفل بميلاد ليس بتاريخ ميلادي .
~
قبل ثلاثة وعشرين عامًا

في ظل الجو العاصف في احدى مستشفيات مدينة جدة، كانت تصارع الآلم شدت على غطاء السرير بقوة، وهي تستمع لتعليمات الدكتورة لتدفع
الآلم اشتد اكثر حتى ظنت انها لن تحيا بعدها ،ظلت تصرخ بآلم وهو من خارج الغرفة يدعوا لها مع كل صرخة
وبعد لحظات اختفى صوتها وسمع صراخ طفل صغير
استبشر وجهه وشكر ربه على هذه النعمة ،دخل إلى الغرفة  لـ يراها تحتضن طفلتها ودموع الفرحة على وجهها ،اقترب منهم والبسمة على وجهه قبل جبينها واحتضنها مع طفلتهم من بينهم دموعها نطقت: جات الهنوف جات سميتها
ضحك من تذكر السميه وردة فعلها ان علمت: لادرت خالتها مابتقعد الدنيا حتى بتاخذها ولا بترجعها لنا
مسحت على شعرها وهي تتأملها بعد ان فتحت عيناها: شوف عيونها مثل عيونك وعيون اخوها شكل انا ماحد بيشبهني من عيالي
ابتسم وشدها إليه اكثر : بس شعرها مثلك
نظرت له : اخوها نفس كذا من ولدته بس كبر قلب لون شعره
قطع عليهم الممرضة التي اتت لـ تأخذ الطلفة للحضانة وحتى هي ترتاح
نظرت لطفلتها تريد ان تحفظ ملامحها لديها شعور غريب، تعوذت من الشيطان واستغفرت ربها، حصنتها بالله واستودعتها واعطتها للممرضة
،اخفت الشعور الذي اجتاحها عن زوجها هذي مجرد توهمات فقط ،
بدلت ثيابها واستلقت على السرير وغفت ،ولم تكن سوا ثواني حتى استيقظت من الاصوات التي سمعتها ،انقبض قلبها شعرت بابنتها الهنوف صار لها شي
انفتح الباب ودخل منه العديد من الممرضات يتفحصون الغرفة وملامحهم تدل على كارثة حدث
كانت تنظر بهم علمت ان الهنوف اصابها شي صرخت بخوف: الهنوف وينها
رأتهم ينظرون لبعضهم والخوف والقلق يخيم عليهم ،صرخت بصوت اعلى وهي تطرد الافكار من رأسها: الهنوف وين اخذتوا جيبوا بنتي لي ، عبدالرحمن بنتنا ياعبدالرحمن
سمع صوتها وركض لايعلم كيف يخبرها كيف يعزيها بمصيبتهم، رأى كل الممرضات في الغرفة عض شفاهه السفلية بقهر كان يحاول يمهد لها المصيبة لكنهم افسدوا كل شي ،لايعلم كيف هي طريقة تلقيها الخبر ولكنه متأكد بأنها كانت اشبع طريقة صرخ عليهم : مو كافي اهملتوا الامانه عندكم تجون تفجعونها، انتم من وش تحسون اطلعوا برا ما ابغى اشوف ولا وحده منكم برا
خرجوا الممرضات بصمت من الغرفة ليس لديهم اي حجة او مبرر عن الذي حصل
اغلق الباب بقوة من ورائهم ،وتقدم لها اغمض عينيه من رأها محتضنه نفسها وتنظر للفراغ ووجهها يملئه الدموع والخوف وتردد جملة واحد: الهنوف وينها  ، الهنوف وينها
شعور القهر والغضب سيطر عليه، ابنته انخطفت لم تضي ساعة منذ قدومها على الحياة وذهبت ،يلوم نفسه لو ذهب مع الممرضة للحضانه ، لو تأكد انها دخلت للحضانه ، ولو تتبعها لو اخرى
جلس بجانبها على السرير واحتضنها، قبل دقائق كان يحتضنها والسعادة تملئهم
والان يحتضنها والحزن يملئهم
امسكته من كتفه وعيناها ترجوه ان يكذب ما سمعت : عبدالرحمن الهنوف يا عبدالرحمن وينها فيه، انت اخذتها عند امي صح قل ايه طلبتك قول
لكن عيناه التي صدت عنها ودموعه المجتمعه عند محجر عينه ،تؤكد لها المصيبة هزت رأسها بالرفض ،لاتريد ان تصدق ،الهنوف التي تمنتها منذ زواجها، تمنت ان تأتي لها بنت ،الغرفة التي حضرتها لها ،والدمى الكثيرة التي اشترتها ،ربطات الشعر التي ملت الادراج، كلها ستتلاشئ صرخت بأسمها غير مصدقه فقدانها لابنتها : الهنوف جيبوا بنتي الهنوف جيبوها
حاول يهديها لكنها كانت منفعله جدًا، نادى على الممرضات ، اسرعوا لها واعطوا لها ابره مخدره
خرج من المستشفى وهو يتصل على الشرطي ،يريد خبر يمحي هذا الكابوس الذي حل بهم: وش صار عليكم
من خبرته في مجاله يعلم ان حوادث الاختطاف تكون صعبة الحل، خاصة ان المختطفة رضيعه ومن الصعب وجودها: صل على النبي يا عبدالرحمن، انا ما ابغى اعشمك واعطيك امل، انا بكون واضح معاك من البداية ، الموضوع مو بسيط هذا اختطاف بنت رضيعة ،صعبة نلقاها من بين هالعالم
قاطعه بانفعال وهو يتذكر حالة زوجته، الهنوف لازم يلقونها الان: كيف صعبة انا اعطيتك الاسم، انا متأكد انه هو وراء الاختطاف اعرفه
اشر للشرطي الاخر الذي معه بعد ما اخبر بأخر الاحداث: الحين تأكدنا هو باقي في كندا ما رجع من يوم سافر قبل خمسه شهور ، انت اهدى ترا خطف الاطفال من المستشفيات صارت لناس كثير ،وانتم كنتم من بين هذولي الناس لاتحسب ان خطف بنتك كان متعمد
هز رأسه بالرفض، هو متأكد بأن هو له يد بالموضوع مانسى تهديده له وقتها قال :بذوقك شعور امر من الموت
وشعور الضياع والتشتت كان اقوى عليه من شعور الموت ،لو ماتت الحين بيكون مطمئن هي وينها ،لكن الاختطاف شعور بالضياع والخوف الافكار السوداوية تسيطر عليهم

تحت رمشك صباح فوق رمشك ليالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن