Insta: mira_majed8
قــــراءة مــمــتـــعـــة✨
يقال ان الذي ليس له ماضي ليس له حاضر ، وفي علمي انا وفلسفتي الخاصة جدًا ان شخصياتنا وردود افعالنا هي نتيجة لحطام وتراكم جروح الماضي التي اثقلتنا، نبتلع غصات الآلم ونقول مضى لكن الحقيقة انها لم تمضي وهي للان عالقة في ذكرياتنا ، وانفعالاتنا في وقت الغضب هي مجرد دخان لتلك الذكريات التي لازالت تنزف داخلنا وفي كل ليلة نضع فيها رأسنا للنوم تزورنا تلك الألام مثل شبح يخيفنا كل ليلة ولا نتمنى رؤيته
~
تذكر قبل سنوات مضت عند اخر يوم كان يعيش فيه بطبيعته مثل اي طفل لايزال في الصف الثاني الابتدائي، همه ان يلعب مع اصدقائه ان لايفوت فلمه المفضل على التلفاز ان يسبق اخيه للسيارة وان لا يأتي العد عليه في الالعاب ، عند تلك اللحظة التي كان فيها يلعب مع ندى في حديقة منزلهم جاهل عن الحدث القادم
رفع صوته بعد ان انهى العد : عشرة يالله جاي ادورك
مشى في الحديقة يبحث عنها ابتسم عندما اقترب من الشجرة ورأى طرف فستانها من الجانب، امسكها وصرخ: لقيتك
جلست على ركبتيها بأحباط : من بدينا لعب ماقد فزت كل مرة تمسكني مشيني ولو مرة
كانت على كرسي الحديقة تشرب قهوتها، تنظر لهم بابتسامة: يا ما شاء الله على راكان ماعمرها ندى فازت عليه دوم الفايز هو
استغربت من صمته وشروده واردفت: مشاري وش فيك من جلست وانت تفكر صاير بالشغل شي
نظر لها مايدري في اي خبر يبدأ عشان يخفف من صدمتها، صمت حائر في كلامه، لتنطق سما التي لم تعد تطيق الوضع : الشركة تدهور يوم بعد يوم ، الفرص صايره تروح من يدينا واحنا متفرجين
امنه: وش الحل نجلس نحط يدنا على خدنا ونتفرج
سما: في حل
قاطعها بحدة: سما
نطقت بغضب ، من فكرة ان الشركة تفلس : هذا الصدق الشركة مابتتعدل إلا إذا تركت شغلك بالشرطة وقابلت الشركة الاثنين مع بعض عمرهم مايجتموه يا مشاري
فكرة ان يترك الشي إللي يحبه ويتخلى عنه تقوده للجنون: مستحيل مستحيل اترك شغلي هذا حلمي إللي سعيت له من سنين
رفعت حاجبها من كلامه الحالم : اجل خلاص قول للشركة باي باي
مشاري: اقدر اوزن بينهم و عيد النجم يساعدني
نطقت باستهزاء: وعيد بيترك شركته واشغاله ويساعدك ،هو ساعدك الحين عشانك متوهق بس بالنهاية بيتركك ويلتفت لنفسه
نطق باندفاع، وفكرة تخليه عن شغله تسيطر عليه: اجل ببيع الشركة واخلص
وقفت بصدمة من كلامه، الشركة التي تعد اخر إرث تركه زوجها بيروح، هالشي الوحيد إللي كانت تشعر ان اهتمامها فيها هو اقل شي تقدر تقدمه لزوجها بعد دعوتها عليه: مانت بصاحي تبيع تعبه ابوك وشقاه سنين ، هي الشي إللي كان ابوك يتفاخر دوم فيه وإن عمرها ما راح تطيح تجي تبيعها
الضغط يأتيه من كل جانب رعايته لابنائه وابناء اخته وإخوته الصغر والشركة جميعها كانت ضغوطات لاتحتمل لأي شخص ، والشي الوحيد الذي يحبه ويرى شغفه فيه يحبر على ترك ، نطق بقهر: وش اسوي ماقدرت اتحكم في ولا شي ،كل شي جالس يضيع، ابيعها الحين دامها باقي ماطاحت قيمتها السوقيه ولا نخليها تصفر على الحديد ونغرق في الديون
شعور العجز والقهر سيطر عليها، فكرة تخليهم عن ثروتهم لم تكن فكرة مقبوله بالنسبة لها، نظرت للطفل الذي يلعب ولا عنده اي فكرة عن سوء الاوضاع من حوله : ليت راكان كبير كان دخل الهندسة وادار كل شي بالشركة ، اصلا ابوك كان نفسه راكان يدخلها بعد ما انت رفضت لان وصيته ماحد يديرها غير عياله
نظر له وجات له فكرة غابت عن باله : راكان، إيه صح انا كيف نسيته
مشى متجه له وسحبه من يده متجاهل كل اسئلته واستغاثته: مشاري يدي يا مشاري يدي
اوقفته ندى التي اعترضت طريقه وبغضب طفلة لاتهتم بسوى اللعب: وين ماخذ راكان ماخلصنا لعب
ضحك بسخرية من كلامها : قلتِ لعب ، انا اقول انسي من اليوم راكان يلعب معك من الحين وقته صار ثمين ،ماعنده وقت يضيعه في العابكم السخيفة
ندى: وين بتأخذه
تأفف منها ومن اسئلتها، : ابعدي عن وجهي يا ندى ولاتخليني امد يدي عليك
ابتعدت عن طريقة وفكرة انه يمد يده عليها ابكتها لتركض لوالدتها، اكمل طريقة متجاهل كل شي حوله ،ادخله الغرفة: اسمع يا راكان من اليوم ورايح بس بتجلس هنا تذاكر انت لازم تجيب اعلى شي لازم تدخل الهندسة وتمسك الشركة لو على جثتك فاهم
كان عيونه تسيل من الدموع الخائفة من هذا الوحش الذي امامه، عجز لسانه عن النطق ورإسه عن الحركة، ليصرخ ويجبره على الكلام : اكلمك ماترد
نطق مابين شهقاته: فاهم
مشاري: الحين تطلع كتبك وتذاكر كتاب كتاب ،وصفحة صفحة ،وسطر سطر ، ماتخلي ولا حرف يمر قدام عينك بدون ماتذاكره غير الدرجة الكاملة ما ابغى اشوف تسمعني
ماقدر ينطق هالمرة واكتفى بالاشارة برأسه إجابه على كلامه
مشاري: الحين بطلع ومن بكرة بيجيك مدرس لكل مادة عندك ومن تخلص من المدرسة هم بينتظرونك هنا تكمل معاهم ، ويالله على كتابك تحرك
ركض إلى شنطته وهو يخرج كتبه نظر له من حتى خرج من الجناح
طلع من الجناح كانت في الصالة تنتظره ، وابنتها في حضنها تبكي: مشاري وش إللي انت مسويه مهاوش اختك وساحب راكان معك
مشاري: بسوي إللي ابوي كان يبغاه
عقدت حاجبيها من كلامه : وش هو
اتجه لها وهو يخطط للقدام : مو كان يتمنى راكان يدخل هندسة انا من اليوم المسؤول عنه بخليه يدرس حتى يدخلها وما ابغى اي احد يتدخل فيه
امنه: الولد صغير خليه يستمتع لا راح الثانوي شد عليه
كان حازم في خطته التي بناها بأفكاره الانانية وتخدمه هو فقط: الاحسن من الحين يتعلم الانضباط ومايستهتر بدرجاته راح امشيه على الصراط المستقيم
هزت رأسها بعدم رضى على كلامه : واحنا في دورك عسكرية الولد الحين دخل الثمان سنوات وش إللي تتسلط عليه
جلس بجانبها ، اول خطوة في تنفيذ مخططه هو اقناع امه: العيال مايمشي معهم غير الشدة، اللعب والحنية الزايده تجيب لنا عاهات وياكثرهم في المركز عندنا ،يمه انا رايح لبيتي راكان لايطلع من غرفته خليه يدرس
غادر المكان وتارك ورائه طفل يتحمل نتائج انانيته ، وتم الحكم على حياته منذ اليوم
سانده ظهرها على المدخل ،تراقب افعاله الطائشة وتنطق باستهزاء: وهذا الحل إللي جبته
مشاري: ايه انا اقدر اتدبر امور الشركة معك إلى مايتخرج راكان وبعدها نسلمه العهده وطول الفترة هذي انا بشرف بنفسي عليه
ضحكت من ثقتها الزائده بنفسه: قبل شوي ماقدرت تسيطر على ولا ش الحين بتمسكها سنين، كلامك متناقض
مشاري: امسكها مؤقتًا إيه لكن طول حياتي مستحيل ما اتخيل نفسي دقيقة فيها
سما: ثقتك زايده
مشاري: خليه علي وإذا ماطلعته احسن مهندس
أنت تقرأ
تحت رمشك صباح فوق رمشك ليال
Randomحساب الانستا فيه تعريف للشخصيات : mira_majed8 روايتي : تحت رمشك صباح فوق رمشك ليال بعد ولادتها بساعة، تنخطف الهنوف من المستشفى، بطريقة غامضة لم يلاحظها احد، في حينها يذعر والداها للبحث عنها ،وليمضوا ثلاثة وعشرين سنة في البحث ،جاهلين عن المختطف وغا...