PART24 (ماضي ريم)

537 22 22
                                    

لايك قبل القراءة✨

قــــراءة مــمــتـــعـــة💜

الماضي الاحمق الذي يطاردني اريد الهروب منه، لكن ماهو المكان الذي استطيع ان اهرب منه من ماضي؟
وما فائدة الهرب إذا كان هذا الماضي يعيش في ذاكرتي الخرقاء.

وضعت الايباد بجانبها على الكنبة ذات اللون البيج، وانزلت نظارتها ذات السلسلة ذات اللون الفضي من على عينيها وجعلتها حول عنقها، اسندت ظهرها وبتعب من المذاكرة وقفت بثقل استغربت من الثقل الذي بدأت تشهر به مؤخرا فـــ هي لاتزال بالشهر الرابع
اتجهت إلى المطبخ التحضيري الصغير الذي يقع في الزاوية و في نيتها تحضير مشروب البرتقال والشمندر لتعيد طاقتها، مرت امام المرأة التي على الجدار وتوقفت بصدمة شعرها لقد طال كثيرا وصل إلى تحت كتفها بسبب انشغالها الفترة الماضية بالتدريب والمذاكرة نسيت امره لازم تقصه ، المفترض مايبقى هذا الشعر بطوله اتجهت إلى التسريحة تبحث عن المقص فتحت جميع الادرج حتى درج الكومدينه
لكن لم مالقت شي شعرت بضيق تنفسها والتعرق وخفقان بالقلب ،لا مو وقتها
، مو وقت نوبة الهلع ، تذكرت الماس المفروض يكون عندها مقص،اخذت جوالها وبرشفه كانت تكتب
الماس عندك مقص؟
كانت الماس تثبت الفستان الذي تعمل في خياطته بالدبابيس،انتبهت للرسالة التي وصلتها
نظرت ريم في المحادثة وشعرت ان الثواني التي تكتب الماس فيها وكأنها ساعات
ليأتيها الرد من الماس: عندي مقصات مو مقص بس
حاولت ان تمسك بهاتفها باتزان من الرجفة التي تشعر فيها: اذا ماعليك امر تنزلينه عند الباب عندي
ردت الماس: تمام ثواني وهو عندك
وما كانت سوا ثواني حتى سمعت صوت طرق الباب عرفت ان الناس وضعته مشت بسرعة واخذت المقص
وقفت امام المراءة وامسكت بشعرها وقصته حتى منتصف رقبتها
وضعت المقص على التسريحة وزفرت براحة وهي قد هدئت
استلقت على السرير وهي تتذكر ذلك اليوم المشؤوم بالنسبة لها

كـــانــت فـي الـــثـــانـــي مــتــوســـط

راجعه من المدرسة كالعادة وقف الباص امـــام دار الايـــتـــام ونزلوا البنات من الباص وكل واحدة تحكي عن يومها وإللي صار من احداث وإللي يكون حدثها مثيرا يسكت الجميع لسماعه: شفتوا حميده البزر اليوم شفتها عند نرجس تناديها ياليتيمه لو ما شفتها كانت كملت بنت اللذينا اخخ حارتني من الابتدائي
نظرت لانا إلى نرجس التي كانت تنظر في الارض وتمشي بصمت : نرجس ترا مو حل كل ما جاء احد تنمر عليك جلستي كذا ساكته خاصة حميده ماحد خلها تطاول معاك غير سكوتك لو جميلة ما شافتكم كانت ضربتك ومشعت شعرك كالعادة ،ان تكوني طيبة شي وان تكوني ضعيفة شي ثاني
صعدت جميلة الدرج قبلهم والتفت لهم : شوفي نور اطيب قلب بالدنيا بس لا جاء احد اعتدى عليها سكته عند حده
احتضنت تولين ذراع نور : اي والله انها اطيب قلب والكل البنات حولينها يبغون الجلسة معها
ابتسمت والابتسامة لاتفارقها وهي تشعر بالخجل من مديح البنات لها: كفاية بنات والله احسني بموت من مدحكم
جلست جميلة في الكرسي الذي يقع في الممر جهة اليسار وتأففت:افف من ابلة الفنية طالبة اغراض من المريخ من وين اجيبها انا
رفعت تولين عينيها وهي تتذكرت كلام جدتها لها: صح بنات نسيت اليوم انا وجدتي بنروح نجيب اغراض وقالت خلي البنات يكتبون في ورقة وش يبغون عشان تجيب
وقفت جميلة بفرح والتمو باقي البنات حول تولين : صدق صدق تولين انا عاد عندي اغراض ماتخلص بس عادي لو ماتخص المدرسة
ضحكت تولين من جميلة ذات الطلبات الكثيرة وجميعها تكون بلا معنا او حتى هي بنفسها لاتحتاجها: لا اكتبي اشياء تحتاجينها هذا الاسبوع
اخرجت من حقيبتها قائمة للاشياء التي تحتاجها كتبتها من يومين حتى لما يروحون يشترون الاغراض تكون ورقتها جاهزة دائما تحب ان تتجهز للخطوة القادمة: امسكي هذي اغراضي ياليت تروحون العصر عشان يمدي المغرب اسوي واجباتي
اخذت تولين الورقة منها وابتسامة من اعجابها من تصرفاتها: اووه كالعادة الانسة نور تجهز لكل شي
ونظرت لجميلة: تعلمي منها
لومت جميلة فمها وهي تضع يديها على خصرها: لو انا اروح معكم كان ما كان له داعي اكتب بس وش نقول من القوانين المعقدة
قطع عليهم صوت فتح باب غرفة المديرة
خافوا البنات ظنوا ان المديرة سمعت كلام جميلة وش بيكون عقابها هذي المرة
وقفت المديرة وهي تنظر إليهم بنظرات حادة لكل واحد منهم ولتردف بنبرة حادة خالية من اي مشاعر : وش مسوين متجمعين قدام المكتب كم مرة قلت ماتوقفون هنا يالله روحوا فوق
تنهدوا براحة ان المديرة ماسمعتهم لكن لم تدم الراحة : بس انتي يا نور تعالي
شعرت بخوف شديد وشدت على حقيبتها التي كانت على ظهرها
هل تظني اني انا من تكلمت قبل شوي لكن فرق مابين صوتي وصوت جميلة إللي كانت تتعمد تخشينه ليصبح بمثل صوت الاولاد
قطع عليها تفكيرها صوت المديرة التي نفذ صبرها منها : وبعدين يا نور اقولك تعالي تجلسين تناظريني يالله ادخلي هنا
نظرت إلى البنات ومشت بسرعة نحو المكتب واغلق الباب
ركضوا البنات نحو الباب ليسترقوا السمع من وراء الباب كانت جميلة تشعر بتأنيب الضمير اتجاهها وان المديرة بتهزئها بسبب ظنها انها من تكلمت: بنات انا خايفة على نور اخاف المديرة تهاوشها تحسبها انها هي إللي تكلمت
قاطعتها تولين وهي تقرب اذنها من الباب لتسمع جيدًا: لا ياخبلة لو تبغى تهاوشها قدامنا على اساس درت عن احد بس واضح في موضوع تبغى تكلمها فيه
فزعوا من صراخ سميره إللي قبل دقائق خلصت من تنظيف الارضية ليأتون البنات بأحذيتها المغطاة بالطين وتهدم على تعبها: وش انتوا مسوين الحين خلصت تنظيف ما امدا السراميك جف عشان تجون توسخونه يالله روحوا فوق
في داخل المكتب
جلست المديرة عفاف على الكرسي الجلد ذا اللون البني وهي تحاول ان تسرد الخبر لها
كانت تنظر لجدة تولين والتي تعدها جدتها كمان شعرت بالامان عندما شافتها موجودة لكن وجهها لم يكن يبشر بخير فـــ جدتها إللي اعتادت ان تشوف ابتسامتها اختفت وكان وجهها عابس يدل على عدم الرضا
قطع عليها تفكيرها واستغرابها تنحنح المديرة عفاف: اسمعي يا نور بدخل بصلب الموضوع جو اليوم عائلة طلبت انها تحتضنك طبعا شفت العائلة كانت مرتبين و وجيههم تبشر بالخير الرجل ذو منصب حلو اما زوجته إللي جات معاه ربه منزل بتكون في مقام امك، والاخصائية الاجتماعية اسماء راحت عندهم اليوم في بيتهم وشافت المكان وتمدح فيه وإن شاء الله على المغرب راح يجون يأخذونك معهم
طوال حديث عفاف كانت مصدومة كيف بتترك الدار إللي اعتادت عليها التي اصبحت بيتها الذي من كان عمرها يومين وهي تسكن فيه وقفت وهي تهز رأسها بــ بالرفض منكره للفكرة ولمغادرتها للدار: لا انا ما راح اطلع من هنا
ضربت عفاف يديها على المكتب وقفت: مو على كيفك يا نور رسلت المعاملة للوزارة و خلاص جات الموافقة اختصري علي الموضوع وجهزي اغراضك لان لازم اسلمك لهم المغرب واخلص و اروح
كانت الدموع تسيل من عينيها شدت على يدها: انا لعبة ولا بضاعة تسلميني لهم مالي رأي
تأففت عفاف بضجر وجلست على الكرسي و وضعت كفها تحت ذقنها: خلاص بيجون يحتضنوك وتعيشي عندهم ارتحتي ويالله خلصيني كفاية بجلس للمغرب عشانك
نظرت إلى جدتها التي كانت تهز رأسها بأسى وعدم مقدرتها على فعل شي
شعرت وقتها ان ماعندها لديها سند احد يدافع عنها وان حياتها مُتحكم بها وكأنها شخصية في رواية او مسلسل يتم التحكم في مصيرها من خلال الكاتب الذي يضع ريشة القلم على الورق ويكتب مصير كل شخصية وليس على الممثلين سوا تمثيل دون اعتراض
رمضت بسرعة نحو الباب ليأتيها صوت عفاف التي كانت مسنده ظهرها وتحرك الكرسي ذو العجلات: خلصي اغراضك ولا تتأخري على الناس
خرجت وغلقت الباب بكل قوة لتسمع صراخ عفاف
شافت قدامها سميره الفضولية التي وضعت يدها على فمها متفاجئة بــ منظرها وجهها المحمر الذي يملئه الدموع : نور وش فيك وش قالت لك عفاف
رفعت يديها إلى رأسها هزته بــ الرفض و ركضت مسرعة إلى الدرج تبغى تروح إلى سريرها و وسادتها التي ابتلت من كثر دموعها تبغى الهروب لملجئها
جلست عفاف على الكرسي بعد ما فزعت من اغلاق الباب بقوة نظرت إلى ام متعب وقالت بقرف: هذي المؤدبة المحترمة لا والله انها قليلة ادب اصلا من وين تجيب الادب وهي اهلها استغفر الله
تنهدت ام متعب للرد عليها : بعد إللي قلتيه وش تتوقعين تسوي تشكرك
ولا تبوس رأسك على سواتك الزينة
رمت عفاف القلم الطاولة بتقرف: يع وش إللي تبوس رأسي هذا هي لو تسكت وتخليني اخلص شغلي احسن
تكتفت ام متعب وهي لم يدخل في رأسها سالفة الاحتضان هذي إللي ماتدري من وين جات فيها عفاف: خليس منها الحين انا ابغى اعرف سالفة الاحتضان هذي من وين جات
توترت عفاف من سؤالها هي لو ودها كانت خلتهم يأخذونها الان وترتاح من الاسئلة: ناس جايين يبغون الاجر في الايتام وين الغلط في الموضوع
لاحظت ام متعب ارتباك عفاف وايقنت ان هناك شي تخبئه: وتجين
تعطينهم بنت ام اربعة عشر ليش ما اعطيتيهم رضيعه ،بعدين انتي شكلك ناسيه قوانين الاحتضان إذا كانت فوق السنتين ماتأخذها عائلة فيها رجال لازم تكون كلها نساء عــ
قاطعتها عفاف بتضجر : خلاص تراك اتعبتيني انا قدمت للوازرة خطاب ومن حسن حظ نور ردوا لي على طول وارسلت الاخصائية الاجتماعية وشافت الوضع وشيكت على الراتب كل شي تمام فــ اتركيني ولا تبغين تقولين ان الوزارة ماهمها مصلحة هالايتام
وقفت ام متعب معارضة لــكلامها : حشى والله الوزارة دايرة بالها عليهم مثل عيالها، بس الاخصائية اسماء مو على اساس طلعت اجازة اليوم كيف راحت تشوف وضع العائلة؟
ارتكبت عفاف من كل هذي الاسئلة التي لم تتجهز لها: آ آ هي لما جات تاخذ إذن الاجازة قلت لها تشوف الوضع لانها بتطول في إجازتها تعرفين إجازة الزواج وما ودي الموضوع يطول ارتحتي الحين؟
اكملت عفاف: ياليت تروحي تستعجلي السيدة نور وتوقف من العزاء إللي مسويته وتتجهز الواحد ماتجي له فرصة كل يوم تطلع له عائلة
خرجت ام متعب من المكتب تعرف زين ان هذا ليس مو قرار صحيح وان فيه شي تخبئه عفاف ولكنها شافت ختم وموافقة الوزارة يعني ان الموضوع ما عليه غبار
دخلت للغرفة وكان البنات متجمعات على نور التي كانت تبكي ماتدري كيف جات هذي المصيبة فوق رأسها اقتربت منها ومسحت على رأسها بحنية: ليه كل هالبكى يانور قلبي وش مزعلك؟
رفعت نور رأسها لها وونطقت بصوتها الباكي: انتي تعرفين ليش يعني بعد ما تعودت هنا يطلعون هذول ما ادري من وين وانا مالي حق ارفض مو هذي حياتي
ابتسمت ام متعب بألم على حال هذي البنت هي وغدير من بين جميع من في دار الايتام تم وضعهم هنا وهم رضيعات ومجهولات النسب على عكس باقي بنات الدار إللي جو هنا بسبب وفاة والديهم وعدم رغبت من حولهم في رعايتهم : تدرين انا ليش سميتك نور
جلست تولين بجانبها وابتسامه فضولية: ليش
اردفت ام متعب: انا من يوم استلمتك من عند باب الدار شفت في وجهك النور والحياة كانت عيونك فيها روح وامل للحياة عشان كذا سميتك نور على امل ينور دربك دائما، ف عشان كذا ما ابغى هالوجه الحسن يجيه الحزن واعرفي ان كل خطوة في حياتك خيرة وربي كاتبها لك وهذي الدنيا مو كل شي يصير برضانا
هدئت نور بعد كلام ام متعب الذي طمئنها شوي ولكن ما زالت تشعر بعدم الارتياح للوضع
امسكت ام متعب يدها: وش رأيك الحين نقوم نجهز اغراضك هم جايين على المغرب عشان يمدي تجهزي نفسك لهم ولا ودك تروحي بمريولك
ابتسمت نور
التفت ام متعب على البنات: بنات ماودكم نساعدك نور في ترتيب اغراضها
نطقت لانا بحماس: إلا بنساعدها كلنا

تحت رمشك صباح فوق رمشك ليالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن