يُقال ان الصمت لغة العظماء ، لكن الصمت لديهم تختلف مسمياته ومفاهيمه ، ربما قد تساورك الظنون احيانًا وأحيانًا أخرى تستحوذ عليك فتنال منك ، لكن هنا أيضا يختلف الوضع فتبات لا تدري ما تسعى إليه الأمور ويبدأ عقلك في العمل تمامًا كالماكينة التي لا تنغلق أبدًا ثم فجأة يحدث لضجيج افكارك انهيار فيتصدع جمودك بعدما إنفضح امرك أيها المسكين..
الحب بينهما لم يكن يومًا عاديًا لا صحة له وكيف يكون هكذا وكُلٌ منهم بضعة من الآخر ، وجهان لعملة واحدة مهما ابتعدا ومهما تفرقت بهم الطرق.
لحظات كثيرة مرت عليهما وهم يكتفيان بالتطلع لبعضهما فقط ، كان يظن أن المقابلة ستكون اسهل ما يكون ولكن اتضح انها ابعد عمّا تخيله عقله الكبير عمرًا والصغير تفكيرًا ، ربما تقابلوا سابقًا لكن الوضع يختلف الآن.
_جاي هنا ليه يا "زيدان "؟!تحدث بعدما حارب لإخراج صوته ورغم ان نبرة صوته كانت جامدة إلا انها بين ثناياها كانت تحمل شتى أنواع العتاب الذي لم ينطقه ولم يفصح عنه قلبه عزيز الروح ، ورغم ان المستمع له كان مفطور القلب إلا ان فؤاده انفطر اكثر اثر جملته القاسية:
_جاي عشان أول مرة احس اني محتاجلك للدرجة دي .إبتسامة مريرة تخللتها السخرية كانت إجابة أولية له ، حتى أتته الثانية التي ألقت به لدائرة لا يرغب بالوجود بها:
_عشان محتاجلي ولا عشان عرفت اني اتظلمت زي ما انت اتظلمت دلوقتي؟حرّك رأسه بنفي ثم رفض إتهامه بصدقٍ:
_مش حقيقي يا "زين " ، أنا دايما محتاجلك وبشتاقلك والله عادي ما انت حتة مني .كان ينظر إليه بنفس ملامحه الجامدة، بينما الآخر التمعت عينيه بتأثرٌ وغامت عينيه في حزن عميق وهو ينظر اليه:
_أنا عارف اني فشلت في دوري كأخ كبير ، بس مكنش بإيدي أنا فهمت غلط ، إنت رفضت تحكيلي وإختارت تبعد عني وانا غلطت لما محاولتش اسمعك وتمسكت بلمة كذابة بس أديني اهو راجعلك خسران كل حاجة .ويبدو أن الحديث لم يعد يروق له فأراد أن يتمسك بوحدته أكثر فقال:
_مبقتش تفرق على فكرة ، عارف ليه؟..عشان انا مش زرار هتضغط عليه هيموڨ اون وكانه شيئا لم يكن .لم تكن تلك الغاية التي جاء لأجلها مطلقًا ، لم يرغب أبدًا أن يقابله شقيقه هكذا ولكنه يعترف بأنه بالنهاية حقه وكل هذا لأنه أخطأ معه من البداية:
_أنا آسف، عارف انها مش كفاية بس ...ابتسم " زين" إبتسامة جانبية ساخرة وأجاب عليه بسخرية قبل أن يتركه ويستعد لدخول منزله:
_وفر على نفسك مجهود ٥ سنين وروح لمراتك وبنتك افضل، وحاول تنسى إنك تعرف حد بإسمي عشان ده ميشرفكش زي ما قُلت قبل كده ، والحقيقة اني أنا اللي ميشرفنيش اني اكون فرد من عيلتك.أعطاه ظهرَه مكتفيًا من هذا كله ، فيما شعر "زيدان" بالآسى على حاله وتوجع قلبه نتيجة لمعاملة اخيه له فعبر عن وجعه عندما قال:
_"زين" ، أنا محتاجك والله بلاش تيجي انت كمان عليا ، بلاش تكسفني أنا أول مرة احتاجلك كده ، أنا حاسس إني انهزمت في معركة مدخلتهاش اصلا .انهى كلامه مع ذرفه للدموع بعدما انهارت كل حصون جموده الوهمية وظهرت من خلفها جراح قلبه التي سعى دومًا لإخفائها عن زوجته وأقرب الأقربين له لكن الإنسان ليس دائما جامد فأحيانًا يأتي عليه وقت لا يستوعب إلا الانهيار وهو كان ذاك الإنسان:
_انت كويس؟قالها شقيقه بعدما أستمع لصوته المتحشرج ثم نبرته المختنقة الباكية فلم يحجم تلك المرة قلقه وعاطفته تجاه الآخر وركض إليه بهلع ليتفاجيء برؤية ضعف شقيقه لاول مرة، والذي تبسم بألم حينما رأى قلقه بعد أعوام وبعدها بكى بقوة واجهش في بكاءٍ قوي بعدما ألقى نفسه بأحضان اخيه عنوة مطلقًا العنان لمشاعره الحقيقية وهو يفصح بها معه:
_لا أنا مش كويس يا "زين " ، أنا موجوع بس بحاول اداري عشان مينفعش اضعف دلوقتي ، بس الحِمل زاد يا اخويا وملقتش غيرك أشاركه وجعي ؛ فبلاش تكسفني زيهم._______
وحشتوني🙂🖤
توقعاتكم يا سكاكِر 🥹♥️♥️♥️
متنسوش الڨوت يا حبايبي🦋
أنت تقرأ
أحببتها مُنتقبة (مُكتملة)
Romansقصة عشق جمعت بين شخصين وشتان بين عالم هذه وذاك ، حيث اتحاد الدين والالتزام مع التحضر والتفتح، تُرى كيف ستكون تلك المغامرة وكم من الضرائب عليها دفعها، أن تغامر وتخوض رحلة داخل عالم لا يشبهك هو أمر يشبه نوعًا ما الإنتحار أو هي مغامرة شاقة _كما تدعوها...