~ متى لا يكون الوحشُ وحشًا؟ ~~ عندما تقعين بحبه.. ~
_________♡_________
وسط غرفة كبيرة جدرانها عبارة عن رفوف كتب مستفة وُضِعت طاولة صغيرة وسطها و فوقها رقعة شطرنج خشبية، جلس صاحبها بهيئته المهيبة وجسمه الضخم البارز من قميصه الرمادي.. تزينت لحيته بشعيرات رمادية خفيفة جعلت منظره أكثر فخامة.. عيناه حادتان ونظراته مركزة.. يعرف بالضبط أين يُوجِّه أنظاره.. ولولا تلك الخصلات الرمادية الخفيفة لحسب من يراه أنه في أواخر العشرينات بينما كان في أواخر الثلاثينات.
جلس بهدوء يراقب منافسه الصغير وهو ينظر لرقعة الشطرنج تلك بتركيز كبير، بدا مترددا حول خطوته القادمة فقد جعلته حركة هذا الأخير محاصرًا بين بيدقين مهمين.. الوزير والحصان. فمد الصغير يده نحو الرّقعة ليُقاطعه الآخر بحزم قائلا:
" دانيال!! ركز جيدا! لا تتحرك بذهن مشتت ولو كنت محاصرًا! "
فنظر إليه ذلك الطفل الأشبه بنسخته المصغرة شكلًا وطبعا بعيونه الرمادية المشابهة لعينيه تمامًا.. نظراته كانت رزينة بالنسبة لعينيّ طفل يبلغ من العمر 12 سنة فقط.. فأول درس قد تعلمه أن لا تتهرب بعينيك عن عيني خصمك.. مهما كانت الظروف ومهما كان موقعك.. فقال الصغير بانزعاج خفيف:
" إذا كنت تفوز عليّ بكل مرة نلعب بها.. لما عليّ التركيز بخطواتي وأنا أعلم أنها ستفشل؟! "
فرفع الرجل حاجبه وتابع بنبرة حادة قليلا:
" أيها الصبي! نحن لا نلعب لنفوز فقط.. بل نلعب لنتعلم. "
فحرك الصغير إبهامه تحت ذقنه الصغيرة مفكّرا وتابع التحديق بالرقعة ليبدأ تحريك البيدق فيها، فراقبه الآخر بتركيز ثم تابع:
" أن تخسر يعني أنك تعرف نقاط قوة خصمك.. أن تخسر يعني أنك تدرك ثغرات تفكيرك.. أترى هذه الرقعة يا دانيال؟
هذه الـ كوزا نوسترا.. ملكنا.. ملعبنا.. لوحتنا التي نرسم عليها كيفما نشاء.. و إلى أن تتعلم ما الرابط بين الشطرنج وبين الكوزا سنلعب كل يوم وستخسر كل يوم إلى أن تتعلم ثم تفوز. "
أنهى جملته وهو يرمي ببيدق آخر يخص دانيال خارج الرقعة، فقطع لعبته دخول رجل أربعينيّ بزي رسميّ وسار بانتظام نحو الرجل فقال برسمية:
" زعيم ميخائيل.. لديك لقاء مع السيد لاروسا بشأن صفقة الكوكايين ، كما أن سيدي دانيال لديه تدريب مع ليون. "
فوقف ميخائيل فيرانتي ليظهر طوله الفارع وسيقانه الطويلة ثم ارتدى سترته الرمادية وتقدم نحو صغيره وعبث بشعره قليلا ثم قال:
" لديك ربع ساعة لتتأمل بالرقعة ثم تذهب إلى التدريب. "
فأومأ دانيال رأسه باحترام وتابع تأمله للوحة إلى أن مرّت ربع ساعة بالفعل ليركض نحو ساحةٍ خلف القصر فوجد طفلا آخر يجرب حركاتٍ من الكاراتيه كان قد تعلمها منذ أيام في التدريب وفور انتباهه لوصول دانيال توقف قليلا ليلقي عليه التحية بمرح ثم قال:
أنت تقرأ
ظلال و دماء |• The Black Don
Action_ من أَحلَكِ بُقعةٍ بإيطاليا _ الكـوزا نوسترا _ صِراع العائلات ولغزٌ خـطير يُهَدّد قوة الجـريمة. حين يُقرّر المـلاك البريء الولوج إلى الجحيم لِشنِّ حرب ضدّ شياطين المافيا.