|• اصطِدام •|

7.8K 460 195
                                    


~ أنا لا أعاقب لأجل الخيانة.. بل أقتل إن اشتممت رائحتها. ~

ازدادت حركة الحراس حول القصر و بداخله بشكل غريب، اتصالاتٌ عبر سمّاعات الأذن وهمساتٌ بين الرجال.. تفقّدٌ سريع للأسلحة وتغيير أماكن الوقوف.. كل رجال القصر ينتظرون كلمة التأكيد وقلوبهم التي لم ترتعد ولو قُتِلت عائلاتهم أمام أعينهم، هي الآن ترتجف خوفا من احتمالية صِحّة الخبر الذي تلقّوه..
دخل قائد الحرس بخطوات متسارعة إلى القصر وهو يضع أنامله على سماعته وقال بنبرة جدية تسللها التوتر.

" هل أنت متأكد مما رأيت؟!!  إياكم اتخاذ أي إجراء.. لا تتحركوا بطريقة مريبة.. إياكم! "

تنهد بقلق وأغلق سترته بانتظام أثناء سيره وخلفه ستة حراس ثلاثة من كل جهة ، توجهوا نحو قاعة جلوس العائلة النبيلة.. آل فيرانتي.. أطلق تنهيدة قوية أخيرة قبل أن يدخل ليواجه أعين التساؤل من قبل الوجوه الهادئة..

" ما الذي حدث إكزافيير؟ "

تفوه الدون أليساندرو بأول سؤال خطر ببالهم جميعا عاقداً حاجبيه باستغراب، فلا أحد اعتاد ذلك الدخول المفاجئ من قائد حرسه الأول وبالأخص وجهه المرتبك ذاك. تجولت عينيه بين أعينهم ليتأكد من وجود الجميع، فكسر الصمت الذي ساد المكان صوت سيفانا بنبرة ذات شعور دفين:

" آخر مرة رأيت وجه إكزافيير المرتبك هذا كانت منذ.."
فقاطعها بعد أن حمحم محاولا استعادة رسميته وقال:

" الكاميرات الخارجية.. لقد التقطت مجموعة من السيارات.. إنها.. للعرّاب. "

لفظ كلمته الأخيرة كالصاروخ الذي فجر قلوبهم بالخوف.. الارتباك.. وحتما جعل أيديهم ترتجف، لكنهم جميعا أخفوا تلك المشاعر فوَقْعُ الخبر على آذانهم جعل أجسادهم الباردة تتحرك من الأرائك و تقف بذعر .. تبادلوا نظراتٍ مرتابة فيما بينهم ثم تقدم الدون إلى قائد حرسه بكل ثقة تعتلي ملامح وجههِ الهادئة، وقال بكبرياء:

" إذن ما الذي تنتظره؟  .. اتخذ الإجراءات اللازمة لِنَستقبله كأيّ ضيف آخر لدينا."

أنهى جملته بابتسامة اتفق الجميع على أنها زائفة، فتبادلوا نظرات مرتبكة..  ليون الذي حمحم وتفقد مسدسه سِرّا.. لوكا الذي لعن عدة مرات وتمتم بين شفتيه بغضب:

" اللعنة على بيتروفا وتنبؤاته المشؤومة! "

  آلاريا التي تحسَّست فستانها بارتباك وبنظرة واحدة قررت أنه ليس الفستان المناسب لاغراء الدون الأسود بالقدر الكافي.. فهرولت لتُغيِّره والرب وحده يعلم أي جزء تنوي ابرازه من جسمها بشكل مبالغ، شيرا أمسكت بيد كارمن لِتهدّئها لكنها ابتعدت عنها بانفعال واتجهت إلى  زوجها  وقبل أن تضع يدها على كتفه استدار بجمود وقال بنبرة الأمر للجميع:

ظلال و دماء |• The Black Donحيث تعيش القصص. اكتشف الآن