~ بين كل الظلام الذي يُحيط بي أَقسَم قلبي على حُبِّك.. عيناكِ كانت حبرا وقَّع صَفقة عِشقنا ~
___♡____
أمسك دانيال بيد ستيلا طوال الرواق وسار معها بصمت، بكل ليونة انتقل دفء يده لكامل جسدها . من أنت؟ كانت نظراتها نحوه تقول هذه الكلمة وتكررها بكل رمشة ترمشها.. بلحظة يشعرها أنه الجحيم الذي نالته بحياتها.. وبلحظة أخرى يبدو كـ الملاذ لروحها المحطمة.. من هو؟ هو ذلك العراب الأسود التي ترتجف الأنفس لسماع اسمه .. هو ذلك الوحش الذي تغيب عنه إنسانيته فور تذوقه طعم دماء أعدائه.. هو ذلك الذي لا يرحم.. العراب التي تسير تحت إمرته شياطين الكوزا نوسترا .. هو دانيال دروسوس الذي لا يعترف إلا بالولاء وينكر مصطلح العائلة.. لكنه إلى الآن لم يقدم لها إلا شعور العائلة التي تحمي فردا منها ولا تتركه مهما أخطأ.. العائلة التي تبتلع ثغرات فردٍ منها لتجعل منه شخصًا كاملًا.. العائلة التي مهما تحطّمت إلا أنها تُصلِح دائمًا.. عند رؤيتها له هي ترى كل معاني العائلة.. ترى ذلك الفرد المحطم ومع ذلك هي لم تدرك ذلك بعد.. هي حتى لم تعترف بذلك داخل قلبها ولازالت تقِف عند ذلك التساؤل.. من أنت؟
أخيرًا وصل العرّاب وزوجته إلى قاعة الاستقبال الرئيسية.. هي قاعة بطابع أسود ورمادي ذات جدار زجاجي يطل على الحديقة الخلفية لقصرِه.. بداخل القاعة مائدة كبيرة من الخشب العتيق الصلب وكراسيها غُلِّفت بالجلد الأسود مع إضاءة ساطعة.. كل شيء كان كلاسيكيًّا للغاية و أنيقا إلى درجة أنه يبعث شعور الرقيّ والاسترخاء .
قبل دخول آل مادِيزا اِلتقى دانيال بآيدِن وآيزَاك ليُشارِكاه بالعشاء وساروا جميعا إلى بوابة القصر.. وأثناء ذلك حدّق آيزاك بيد دانيال التي تمسك بيد ستيلا منذ دقائق دون أن يتركها ثم همس بأذن آيدن:
" هل فاتني شيء ما؟ آخر مرة رأيتهما كانا يخوضان نقاشا حادا! "
" لا لكن علينا التعود على فكرة أن الزعيم بشر أيضا وكون ستيلا.. أقصد الدونا ستيلا هي أول فتاة يمسك بيدها لذا فهو أشبه بغيبوبة الآن. "
وقفوا بانتظار نزول أصحاب السيارات القادمة نحوهم، فكان أول النازلين هو ماثيو ماديزا بهيئته المنظمة الفاخرة ثم سار نحو الجهة الأخرى للسيارة وفتح بابها للزعيمة آليسيا ماديزا ثم توقفت السيارة الأخرى لينزل منها شابان يافعان بنفس الجينات المميزة لآل ماديزا.. شعر أشقر و عيونٌ زرقاء سماوية وبشرة قمحية فاتنة ثم تقدَّما نحو الزعيمة وساروا جميعا باتجاه العرّاب وزوجته.
اقتربت آليسيا من دانيال وتبادلت التحيات الرسمية معه وكذلك فعلت ستيلا والآخرين، ثم تقدم ماثيو وألقى تحيته على العراب ثم التفت إلى ستيلا وابتسم بهدوء ثم مد يده إليها ليصافحها وانحنى قليلا وطبع قبلة صغيرة على ظهر يدها ثم قال:
" لم يتسنى لي التعرف عليك ايتها الدونا.. إن الدون دروسوس محظوظ جدا بك. "
أنت تقرأ
ظلال و دماء |• The Black Don
Acción_ من أَحلَكِ بُقعةٍ بإيطاليا _ الكـوزا نوسترا _ صِراع العائلات ولغزٌ خـطير يُهَدّد قوة الجـريمة. حين يُقرّر المـلاك البريء الولوج إلى الجحيم لِشنِّ حرب ضدّ شياطين المافيا.