|• وُجـوه الخـَـفاء•|

8.6K 429 362
                                    


~ رابطة الدم تجعلهم أقارب.. الولاء من يصنع منهم عائلة ~

~

هل ستُسكِرك رائحتي وإن اختلطت برائحة الدم؟ ~

__________♡__________

Flashback:

   في غرفة بالمستشفى جدرانها بيضاء وإضاءتها ساطعة.. نافذتها تطل على المدينة الصاخبة لكن الحديقة الفاصلة بين المستشفى وبين باقي المدينة جعلت صوت ضوضاء السيارات بعيدا عن مسامع الفتاة المستلقية بجمود في سريرها البارد.. هالاتها البنفسجية تحكي عن قسوة ما رأت.. العروق المتشابكة داخل بؤبؤ عينيها أخفت لمعة سواده الجميلة.. جسدها مليء بالكدمات وآثار العنف.. لكن ضمادة رقبتها منعتها من تحريك رأسها تماما وحتى لو استطاعت فلن تفعل..
مر أسبوع على الحادثة ولم تنطق فيه ستيلا ذات الثمانية عشر عاما ولو كلمة واحدة.. كانت تذرف دموعًا صامتة لفترة ثم تعود لجمودها لباقي اليوم.. جلس فاليريو بجانبها كل يوم يحدثها ويترجاها ويطالب بمغفرتها كونه لم يستطع حماية تيانا والدتها من أولئك الوحوش ولم يستطع منع صغيرته من رؤية كل ذلك.. فقطع هدوء الغرفة دخول المحقق فرمقه فاليريو بنظرات تحذيرية ليحني المحقق رأسه باحترام ثم قال بصوت خافت:

" أنا فعلا متأسف عن الحدث الشنيع الذي لحق بزوجتك وابنتك سيد لاروسا.. تحقيقاتنا متواصلة لكننا لن نستطيع التقدم دون إفادة ابنتك. "

فعقد فاليريو حاجبيه بانزعاج ونهض من كرسيه بانفعال لكنه تدارك نفسه وألقى نظرة على ستيلا المستلقية كقطعة جماد على السرير فتنهد قليلا ثم قال بنبرة حادة لكنها منخفضة:

"ألقي نظرة عليها أيها المحقق!!  هل برأيك أنها بحالة تسمح لها بإدلاء إفادتها؟!  ابنتي ذات الثمانية عشر عاما تعرضت للهجوم  وشاهدت مقتل والدتها بعينيها!!"

ألقى المحقق نظرةً أخرى على ستيلا ولانت ملامحه إشفاقًا على حالها فتنهد بتأسف وهزَّ رأسه باستيعاب،  لكن رغم صمت ستيلا إلا أن آذانها كانت مستيقظة للغاية فحرّك حديث فاليريو ذِهنها نحو تلك الليلة لِتهاجمها ذِكراها بعنف، فانتفضت بفزع وضغطت على شرشف السرير و أُفلِتَت شهقةٌ خفيفة من فمها  لتتبعها كلمة واحدة:

" وشمه.. وشمه.. "

فقفز فاليريو إلى جانبها وأمسك بيدها بتفقّد وناداها بقلق لعدة مرَّات لكنها بقيت تعيد نفس الكلمة بأعين دامعة فاقترب منها منها المحقق وقال بلهفة:

" أين الوشم؟  أخبريني كيف يبدو !! "

" وشمه.. وشمه.. وشم ذراعه. "

لفظت ستيلا نفس الكلمات ثم انفجرت ببكاء هستيري و بثواني تحول البكاء إلى صراخ ليركض طاقمٌ كامل من الممرضين والأطباء ليتفقدوا حالها فانسحب المحقق رفقة فاليريو خارج الغرفة  بينما التصقت عيني والدها بالباب بقلق بالغ، فتقدم إليهما الطبيب إليهما وعلى وجهه علامات الانزعاج ثم قال:

ظلال و دماء |• The Black Donحيث تعيش القصص. اكتشف الآن