ظلال و دماء |• The Black Don

|• أَزمــة الـُـأورا •|

~ إجعليني ثملًا تحت سطوة ابتسامتكِ ~

________♡________

      بمكان  أشبه بدكان نجارة مليء بالمنحوتات الخشبية المتنوعة، أحجام وأشكال متباينة.. فتات  الخشب يغطي الأرضية ورائحة الخشب المحتك مع نصل السكين والحديد تفعِم الجو.. كان المكان مبعثرًا لكن بَعثَرَته جميلة ومريحة للعين.. كان أشبه بحانوتِ نجَّار محترف لكن ذلك النَجَّار يسكن بداخل قاتل وزعيم.. وعراب للمافيا..

بذلك المكان كان مـيخائيل فـيرانتي يجد سلامه.. صُنع التحف الفنية المُصغَّرة أو الكبيرة منها كانت هوايته وشغله الشاغل في وقت فراغه.

لوحات جدارية متوسطة الأحجام.. أو مجسمات لحيوانات جميلة.. أو هدية مميزة لشخص مميز.. كمشط خشبيّ متقن الصنع نقش عليه اسم اليزابيث ويلسون محبوبته وحبه الوحيد.. يقال أن الهدايا التي تصنع باليد هي أثمنها..

وماذا نقول عن الهدايا التي صُنِعت من رماد القلب..؟  كما يعلم الجميع أن ميخائيل فيرانتي لا يُنكر أبدًا كونه مجرمًا وقاتلًا ورحمته المعدومة… لكن من رماد قلبه خُلِقَت نارٌ تُسمَّى الحب والعائلة.. لذا ف حدوده المحرمة كانت عائلته..

بينما كان ميخائيل مستغرقا بعمله وهو ينحت تلك القطعة الخشبية البليدة لِتحوِّلها أصابعُه الموهوبة لقطعة فنية أخرى توضع بمتحفه الخاص قاطعه صوت أقدامٍ اقتربت من معمله فتنهد بتعب ثم مسح عرق جبينه ثم قال راسمًا ابتسامة خفيفة على شفتيه:

" أتيت مبكرا.. "

فتقدم  رجل متوسط الحجم نحوه وجلس بمقعد خشبي بسيط أمامه ثم قال بنبرة منزعجة: 

"  انظر لعيني وأخبرني ما الذي تراه..؟ "

رفع ميخائيل عينيه ليقابل وجه الرجل المرتبك ثم قال بجدية: 

" أرى الخوف يا فاليريو.. وهذا غير لائق بك أبدًا! "

فعقد فاليريو حاجبيه وتابع: 

" أنا أدرى بالذي يليق بي.. لقد كانت صفقة كوكايين واحدة والآن أجد نفسي متورطًا مع عشائر لا أعلم حتى تعدادهم! "

وضع ميخائيل منحوتته الغير منتهية من يده واعتدل بجلسته ثم مرر يده فوق ركبة فاليريو مطمئنًا: 

" أخبرتك أن الخوف لا يليق بك يا لاروسا.. لن أترك وغدًا يُلحِق بك أو بعائلتك الأذى ما دمت حيّا! "

فاستطرد فاليريو ضامًّا يديه إلى صدره بتشكك: 

" أخبرني عن الألماسة التي تهتم بها لتلك الدرجة..؟"

" تلك الألماسة يا فاليريو هي مفتاح قوتي.. هل سمعت سابقا بمنظمة مثلث برمودا؟ "

" مثلث برمودا..؟ "