"مالِك بتبصيلي ومُبتسمه كده ليه؟"
رددت ليلى بغرابة لبسملة التي تجلس بجانبها والتي أردفت دفاعًا عن نفسها:
"وانتِ مالك سرحانه وقاعدة تشتمي في محمد علي أكنه أكل أكلك كده ليه؟"
حدق الإثنان ببعضهما لثانية بدون إجابة، قبل أن يلتفت كُلًا منهما للجهة الأخرى ناظرًا للأُستاذ بتفكير..إنتهى اليوم الدراسي لتركض ليلى مردده:
"معلش يا بسملة، مستعجله فـ همشي بسرعة"
ولم تسمع حتى إجابتها، مُتبخرة من أمامها!، نظرت بسملة في أثرها ببعض الحزن، وقد كانت تضع يدها في حقيبتها.. وما كادت تُخرجها وقد لمع ضوء ذهبي، حتى أعادت ما بيدها مجددًا في الحقيبة بحزن..ركضت ليلى لتجد علي بانتظارها لتُردف بدهشة:
"مروحتش المدرسة؟، مش انت كنت لبست اللبس الصبح!"
ليبتسم لها مرددًا:
"بصراحه حسيت فجاه إني عايز أنام، فرجعت"
نظرت له بشك ليضحك بشده مرددًا:
"تمام، عارف إني مش بعرف أكذب قد كده عليكي، أنا كنت هروح و بعدين جه في بالي فكره، فرجعت البيت وهتفهمي الباقي لما نروح البيت بقى!"وصلوا للمنزل، لتدخل هي ببعض الإرهاق، وماكادت تدخل غرفتها، حتى صرخت بفزع وهي ترى محمد علي يخرج من غرفة أحمد!
لم تصرخ لأنها لم تنتبه له، بل صرخت لذاك المظهر الذي بدا عليه فجاه!!!
وهُنا اقترب علي من مُحمد ليردف بفرحة عارمة:
"ايه رأيك بقى؟، ده هنسميه ديجيتال محمد علي، أو ممكن محمد علي الفين اتنين وعشرين! "
لم تكترث له ليلى، مازالت فقط تحدق بمحمد بصدمة، فقد تم حِلاقة ذقنه البيضاء تمامًا، والقيام بقصة شعر له عصرية، غير أنه ارتدى ملابس اخرى عصريه عوضًا عن تِلك البذلة الغريبة، ليبدو كأي رجل في بلدتها!
"يا أخي حرام عليك، راحت هيبته!"
رددت وقد ضحكت فجاه و كأنها الآن فقط افاقت من صدمتها ليُردف محمد بتذمر كبير:
"هذا ما أقوله، أقسم لكم أنني لو عُدت لعالمي بتِلك الهيئة سأقتلكم جميعًا!"
وهُنا تسائلت ليلى بفضول:
"صحيح، انت عملتله كده ليه! ما جايز يرجع في أي لحظه!"
ظهر أحمد فجاه مُرددًا بسخرية:
"اه، ما هو شكله هيقيم هنا خلاص"
نظر له محمد بأعين تطلق الشرر ولكن الآخر لم يهتم له مقتربًا من ليلى التي جلست على الأريكة مردده بعدم فهم:
"ازاي يعني مش فاهمه؟، طب والبتاعه الي جابته دي؟"
نظر لها علي مصححًا:
"الساعة.. كل وصف محمد بيقول انها ساعة"
قلبت عينيها بضجر مردده:
" ساعة، الساعة يا جماعة الساعة! "
ردد أحمد الذي جلس مواجهًا لها:
"هو ده بالظبط الي عملناه انهارده، بعد مانتِ مشيتي، علي رجع وقال ما جايز تبقى الساعة دي جت معاه هنا وهو بيتنقل عبر الزمن، وساعتها يبقى فيه أمل يرجع، وفعلًا رحنا قلبنا الشارع ملقناش حاجه، وسألنا الناس ووصفنا الساعة ومفيش إجابه برضو، و دورنا الصبح و الضهر جايز حد يكون خدها ورجعها، بس واضح انها مجتش معاه، أو إنها اتسرقت"
"كلام منطقي"
رددت بتفكير ولكنها على حين غره تظرت لمحمد مردده بابتسامة بلهاء:
"بس ده اوعى يديك نظره وحشه عن بلدنا، احنا بلدنا غنية أوي، أوي أوي يعني لو مكنتش عارف، وتتسم بالأمانة والصدق قبل كل شئ، طبعًا باستثناء الغيبة والنميمة والمُقارنة بابن العم وابن الجيران، بس على العموم، هتلاقي عيل من الشارع خدها ولا حاجه، يعني متقلقش، لو فعلًا كده، عمرك عمرك في حياتك ما هتلاقيها تاني"
ضحك علي في حين ردد محمد وهو يحرك عينيه بيأس:
"يبدو أنني مُضطر أن أكبح غضبي هذه الفترة، ولكن حقًا حقًا، إنكِ فتاة.."
رمقه أحمد بتحدٍ ليُكمل بتنهيده مُتراجعًا عما كان سيقول:
"رائعة... فتاة رائعة، أتشعر بالراحة الآن أحمد؟، يبدو أنه بعد قليل من الوقت وسأقول لك سيدي ولها سيدتي، أكرهك عثمان، تبًا لك و للجيش ولمصر، تبًا للقصر الملكي وللخزنة، أريد العودة إلى مدينتي،أريد العودة إلى قولا!"
![](https://img.wattpad.com/cover/370945424-288-k379237.jpg)
أنت تقرأ
لــيلــى وأخـواتُـهـا
Historical Fictionأتعلمون ما هي قصه ليلى وأخواتها؟ أن تتحول من شخص يدرُس شخصية تاريخية عظيمة مثل مُحمد علي باشا، إلى شخص يعيش معه ويضايقه! فهو بالتأكيد ليس بالأمر الهين.. ولكن ليلى... تقدر على كل شئ!