كان يستمع لصوت بُكـائِه من خارج غُرفته، يشعر بقلبه يؤلمه بشدة فـ ها هو يجلس مُقيد اليدين لا يستطيع مساعدة أي أحد حتى ذاته.. أدمعت عيناه فجأه ليُخرِج هاتفه وقد فتح برنامج «الواتس آب»، قام بفتح أول مُحادثة مُثبتة والتي كانت باسم لطيف وهو «أحمد أبو قلب كبير» لتهبط دمعه مِن مقلتيه وقد ندم أشد الندم على رد فعله العنيف..
ولكن ماذا كان سيفعل،
إنه حقًا لم يشعر بذاته!، حقًا لم يشعر!فتح المُحادثة وفكر لدقيقة، قبل أن يكتب:
" إفتكرت بيت شعر كنت قرأته بيقو.. "
قام بمسح الكلمات مُجددًا ليُعيد الكتابة..
"إن خدعتك الحياة،
فلا تحزنْ، ولا تغضبْ!
في اليوم الشجي اهدأ،
يوم الفرح، ثق، لا بد آت.
القلب يحيا في المستقبل،
فالحاضر كئيب!
كل شئٍ عابر، كل شئٍ سيمضي،
وما سيمضي-سيصبح أجمل"أرسلها وأغلق هاتفه، ليجده في ذات اللحظة قد جائه إشعار يُنبه بإرسال احمد ردًا، فتحها ليبتسم وقد إنهمرت دموعه وهو يجد أحمد قد أرسل له نفس الرساله مجددًا بدون ولا كلمة، فاهمًا مغزى أخيه..
لا أحد يُدرك قدر المصيبة التي وقعوا بها، لا أحد يدرك قدر المِحنة التي يمرون بها، لا أحد يُدرك جُنبات نفس الآخر، لا أحد يعذُر، لا أحد يتصرف بحكمة، لا أحد يفكر بعقل، كانوا جميعًا.. يحتاجون وفي تِلك اللحظة تحديدًا، أب.. وأم!
•♡•
سقطت ليلى.. وسقط معها قلب مُحمد، وسقطت معها دموع ميسيليا، وسقط معها جمود الآخرين لتظهر الدهشة الشديدة الأشبه بالصدمة!
ليس من سقوط ليلى، بل من تخلي ملكهم عن هيبته تمامًا ليركض على غير العادة، جالسًا على ركبتيه وهو يردد بخوف شديد:
"ليلى، ليلى أتمسعيني؟، ليلى أجيبيني يا ليلى، ليلى أرجوكي لا ترحلي!، ليلى لن أتحمل ذنبك وذنب إخوتك أرجوكِ، ليلى تحدثي ليلى، ليلى أجيبيني يا ليـــــــــــلى!"
حدق الآخر بميسيليا التي كانت مُتجمدة، لتركض باتجاه ليلى قبل أن تحرك رأسها برقة مُردده بصوت منخفض:
"ليلى، فقط أجيبي إن كُنتِ تسمعيني"
ولكن الأخرى لم تنبس ببنت شفه، ليصرخ محمد علي في الحميع الذي يرمقونه بصدمة لا أكثر
"أحضروا طبيب، لماذا مازلتم تقفون يا حمقـــــــــــــــــــــــــــى؟!"
تحرك الجميع سريعًا ليحدث جلبة في القاعة، ولكن الوحيدة التي كانت تنظر بنظرات غريبه جدًا وتقف مُتجمدة حقًا كانت زوجته أمينة، تُتابع فقط رد فعله بصمت مُميت، سائرة ورائه فور أن تبع ميسيليا التي حملت ليلى لتأخذها إلى غرفتة سريعًا.جاء الطييب ومُحمد علي قد بدا عليه الفزع أكثر فور أن صمت الآخر قليلًا يفكر بطريقة مُقلقة ليُردف بعد دقيقة:
"كان مُجرد إغماء لا تقلق يا ملك، ولكني مُندهش حقًا، فلا يوجد بجسدها أي عرض يجعلها تُصاب بالإغماء!"
نظر هو لـ ليلى مُتنفسًا الصُعداء بعد قول الطبيب، قبل أن يردد بضيق منه لأنه كان يتلاعب بأعصابِه:
"لا يهم أن تعرف، هيا اخرج واذهب، أكان يجب أن تصمت ساعتان حتى توهمني أنها قد توفت؟!"
وهُنا سمع صوتًا ورائه يقول بسخرية:
"أكنت ستبكي إن توفاها الله أيها الملك؟، ألست تؤمن أنها مجرد أقدار بائسة؟"
نظر مُحمد علي لزوجته نظرة مُميتة، قبل أن ينسحب الطبيب راحلًا ليُردف بإستنكار غاضب:
"أين حياؤك؟!، أتقولين مثل ذاك الحديث للملك أمام طبيب!"
وهُنا تفاجأ بأمينة تُردد فجاه ولأول مره في حياتها بصوت مُرتفع:
"أانت من يُحدثني عن المُناسب والغير مُناسب أمام العامة؟؟، ألست أنت من كاد يبكي خوفًا على فتاة تافهة؟، ألست أنت من قام من على عرشه راكضًا ولأول مرة مُنذ بداية حُكمه من أجل فتاة لا أقبل بها خادمة في هذا القصر!، بئس ما فعلت يا مُحمد، لقد قمت بفضحنا حقًا تِلك المرة، كيف سينظر العُامة لك ولتِلك الغبية بعد ذلك؟، بالتأكيد ستراودهم شكوك سخيفة، وسينظرون لي بطريقة تقتلني يا محمد، نظراتهم ستقتلني يا محمد!"
أنت تقرأ
لــيلــى وأخـواتُـهـا
Historical Fictionأتعلمون ما هي قصه ليلى وأخواتها؟ أن تتحول من شخص يدرُس شخصية تاريخية عظيمة مثل مُحمد علي باشا، إلى شخص يعيش معه ويضايقه! فهو بالتأكيد ليس بالأمر الهين.. ولكن ليلى... تقدر على كل شئ!