البـارت الــثـالــث " ١٨٠٧"

2K 142 91
                                    

البـارت الــثـالــث " ١٨٠٧"

" لولتي الحلوة أخبارها إيه؟ "
ردد صوت حنون من الهاتف الذي أمام ليلى لتُردف ليلى بحب كبير:
"أبيه وحشتني أوي يا أبيه " 
ابتسامة واسعة ظهرت على شفتيه ليُردد بإشتياق أكبر:
"وانتِ أكتر والله يا لي لي إن شاء الله أحاول آخد أجازة وآجي قريب" 
"هتنور الدنيا كلها بجد" 
رددت بفرحة عارمة ليبتسم لها وما كاد يتحدث حتي حمحم أحمد وهو ينظر لزكريا بنظره ذات معنى مُرددًا:
"اه فعلًا هتنور.. اه هتنور" 

لم يفهم وائل ما السر وراء نبرة أحمد الغريبة، ونظرات زكريا وعلي الأغرب، فـ هما كانوا أقرب من ليلى، هم أقرب، هم يعرفون جيدًا ما لا يعرفه هو.
"أومال فين هيما؟"
  ردد وائل بفضول لتُردف ليلى:
"خرج بس مش عارفه فين، أقولك على حاجة يا أبيه، انهارده لما رجعت من المدرسة لقيت فلوس في أوضتي، أنا متاكدة انها بتاعت إبراهيم، هو سابهالي، حسيت كده إنه اتبسط مني لما عملت فطار الصبح!" 
ابتسامة مُتسعة كانت تشق وجه الفتاة في حين كان يرمقها أحمد بهدوء مُرددًا:
"ومين قالك انها بتاعته؟ "
"أصله كل أما يرجع من سكن جامعته بلاقي الصبح الفلوس دي فـ بفهم انه هو حب يبسطني يعني، ولا هي مش بتاعته هو! " 
ربت الآخر على ظهرها بهدوء مُرددًا:
"مش مهم بتاعت مين، المهم انك بتتبسطي، ده بالدنيا"

كان وائل يتابع ما يحدث، تنفس براحه فهو يعلم تمام العلم أن ليلى بأمان دائمًا إذا كان أحمد بجانبها، فـ على الرغم من أنه يعلم تمام العلم أن أحمد هو من يضع تِلك النقود  لـ ليلى كلما جاء إبراهيم وعاملها بسوء حتى تشعر بالسعادة، فأحمد لم يحب أن يُهدِر فرحتها، وفضَّلها على أن تعرف الحقيقة، ولهذا فهو مُرتاح لوجود أحمد في الأغلب بجانبها.

"المهم، كنت حابب أكلمكم في موضوع، أنا كلمت فيه إبراهيم من يومين، وحابب اديلكوا فكره عنه، وتقريبًا ده هيبقي السبب الرئيسي لأجازتي قريب"
وقف علي فجاه بعد أن كان يجلس أرضًا بدون النطق بكلمة ليدفع ليلى برفق حتى يجلس بجانبها على الأريكة، ومن الجانب الآخر كان يجلس أحمد، وهُنا اقترب زكريا قليلًا وهو يُحدق بليلى فقط بتوتر.
"إتفضل قول يا أبيه، خير حاجه وحشه ولا إيه!" 
رددت ليلى بعدم فهم و لكن الآخر كانت الابتسامه تشق وجهه حقًا ليُردف سريعًا:
"لا لا طبعًا، إن شاء الله خير" 
نظرت له مُنتظره أن يكمل حديثه و لكنه ابتلع ريقه قبل أن يردف فجاه:
"يعني انتوا عارفين إني وحيد في انجلترا و كده، فحبيت أطمنكم وأقولكم اني الحمد لله لقيت بنت مناسبة وهتقدملها عشان نتجوز لو في نصيب إن شاء الله"
توجهت جميع الأنظار لـ ليلى، التي بدا و كأن دلو ماء بارد قد سُكب عليها تواً مُردده بهمس:
"تتجوز؟!" 
ليُجيبها الآخر:
"اه إن شاء الله، وهجبها الأول مصر تتعرفي عليها و كده لانها كده كده من مصر برضو" 
ابتسامة مُفاجئه ظهرت على وجه ليلى على غير المتوقع، قبل أن تردف بنبرة غريبة:
"ده مقلب؟!، عايز تهزر يعني وكده صح؟"
  ضحك وائل بعدم فهم لرد فعلها ذلك مُرددًا بنفي:
"لأ بجد، هو انتِ ادايقتي ولا ايه؟، دأنا فكرتك هتفرحي أوي!"
" لا لا أنا فرحانه، فرحانه، إن شاء الله تيجي بالسلامة، معـ.. معاها! "
رددت تِلك الكلمات على عجلة قبل أن تقف مُتجهة الى غرفتها بدون ولا كلمة!

لــيلــى وأخـواتُـهـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن