وفِي جوفِ الظلام ظهروا هم فجاه من العدم، بطريقة تحبس الأنفاس، فمن كثرة الضوء الذي كان يحيط بهم، من يراهم يظن أن الأنوار المفتوحة تُحيط بهم!
نظرت الأخرى حولها براحة غريبة، قبل أن تجلس على أريكة حمراء ذات طِراز غريب بظهر رقيق، لتضع قدمًا على الأخرى متنهدة براحة لا مُنتهية!
في حين أن الآخر كان يقف مُتيبسًا، يُطالع أخته بنظرات كالصواعق بعد أن قام بإضاءة المكان فور زوال نور تِلك الساعة، ليُردد بنبرة مُتفاجاة:
" قمتي بمغامرة في شدة الخطوره الآن، ولكنكِ تجلسين بكل أريحيه وتضعين قدمًا على الأخرى أيضًا!.. ماذا تفعلين من ورائي ريا! "
ضحكت الأخرى بسخرية مُردده:
"بدل ما تشكرني إني أنقذتك يا غبي!"
صمت هو لدقيقة.. ينظر بإتجاهها بطريقة مرعبة لأي أحد عداها، لا تأبه هي بنظراته تِلك، بل أنها بدأت تتلاعب بأظافرها بغير إكتراث..
جز الآخر على أسنانه بقوه مُرددًا بسخرية:
"أتظنين أنني لا أفهم ما تفعلين ريا؟، أحقًا تظينن أنني صدقتُ كَذبتك بأنك أخفيتي الساعة جيدًا في منزل والدي القديم و مصادفتًا عثر عليها الجندي؟"
نظرة الأخرى له بتحدي مُردده:
"هذا تمامًا ما حدث أطلس"
"لا أصدق أنكِ لم تعرفيني بالرغم من مرور كل تِلك السنوات يا طفلة"
وقفت بعصبية مُردده:
"لستُ طفلة، لا تقوم بإستفزازي حسنًا أطلس؟"
ولكن الآخر هُنا أمسك بزراعها بأقل قوة يملكها مُرددًا بهمس مُرعب:
"أسير أنا مَعكي في طريق نهايتُه نجاتِك ومَوتي، ولكنكِ مازلتِ لا تُقدرين ذلك، أعلم يا طفلة أنكِ تخططين لكل ذلك مُنذ زمن، و أنكِ كنتِ تدفعين صديقي للذهاب لمنزل والدي حتى يتعثر بالساعة ويذهب،ولكنكِ صُدمتي تمامًا فور وقوعها في يديّ مُحمد علي، على كل حال، يجب أن تفهمي الآن مع من وصلت اللعبة، لقد تضخمت بسبب غبائِك يا... ريا!"دمعت عينيّ الاخرى.. قبل أن تُردد بنبرة منخفضة وقد إختفت ملامحها الحادة والعنيفة لتظهر أخرى مُتألمة:
"تحب أن تضايقني انت.. أيجب أن تُذكرني بحقيقتي البشعة؟"
وهنا ترك الآخر يدها ليُردد بلطف شديد ظهر فجاه:
"عن أي بشاعة تتحدثين.. أنتِ كُنتِ أُمنية مُستحيلة يا فتاة.. ولكنها تحققت!"
ضحكت وقد سقطت دموعها مُردده:
"يا ليتها لم تتحقق.. يا ليتها يا أطلس"
"أحمد ربي كل يوم أنها تحققت يا أختي العزيزة، لولاكِ لظللتُ وحيدًا أبد الدهر، انتِ من اقتحمتي حياتي على حين غُرة، لتزينيها بالبهجة، وتُضيفي عليها نهكة خاصة، جعلتني أحبها بعد طول سأم... ريا.. أنتِ أغلى ما أملك الآن، بل يجب القول أنني لا أملك غيرك.. أعلم برغبتكِ بالعودة لعالمكِ.. وأعلم أنكِ تحلمين بذلك مُنذ زمن طويل..ولكني مازالتُ مُتمسكًا بأمل أن تقومي بإختياري أنا نيابة عن عالمك..كما إخترتُكِ أنا نيابةً عن عالمِي أجمع.."
إمتلات عينى الأخرى بالدموع لتُردف بصوت مُنخفض:
"وإذا قلت لكَ أنني لستُ قوية لأغامر بإختيارك وهناك إحتمال لعودتي لعالمي.. هل تندم على تضحيتكَ بعالمِك من أجلي؟"
إبتعد أطلس هُنا خطوة.. وقد لانت مَلامُحه الخشنة كثيرًا.. وتساقطت شعيراتِه الصفراء مغطيه عيناه التي إمتلات إحداهما بدمعتان، فهو جيد بأمر حبس دموعه ذاك.. فهذا مؤشر للضعف بالنسبة إليه، وهو قد اعتاد على الظهور قويًا.. حتى ولو كان ذلك مجرد تظاهر..
تخلص من تِلك الدمعتان قبل أن يرفع رأسه لينظر لأخته مطولًا..
أنت تقرأ
لــيلــى وأخـواتُـهـا
Ficción históricaأتعلمون ما هي قصه ليلى وأخواتها؟ أن تتحول من شخص يدرُس شخصية تاريخية عظيمة مثل مُحمد علي باشا، إلى شخص يعيش معه ويضايقه! فهو بالتأكيد ليس بالأمر الهين.. ولكن ليلى... تقدر على كل شئ!