"ليلى انتِ بخير؟"
رددت بسملة بخوف فور أن رأت ليلى وحالتها المزرية تِلك ولكن الاخرى لم تجبها مُتجاهله إياها وهي تتمدد على الفراش لتردف الاخرى مجددًا وهي تقترب من ليلى:
"ليلى، ليلى ردي عليا، اي حصل أمينة هانم كانت بتدور عليكي هنا من شوية، ليلى ردي عليا ليلى"
همست الأخرى بتعب شديد:
"أنام، محتاجه أنام بس، بكره هقولك"
ولكن الاخرى لم تصمت، ظلت تحدثها وتعيد وتكرر نفس السؤال، ولكنها صدمت فور أن صرخت ليلى على حين غره:
"خلــــــــــــاص يا بسملة خلاص!، أرجوكي انا محتاجه أقعد لوحدي شويه، محتاجه بس أنام شويه، اديني فرصة يا بسملة اهدى اديني فرصة!"
وقفت ليلى وكادت ترحل لتُمسك بسملة يدها مردده بضيق يشوبه الحزن:
"هو أنا كل أما أكلمك تسيبيني محبوسه هنا في الأوضه وتمشي؟، ليلى قدري إني هِنا لوحدي، انتِ تعرفي أغلب اللي هنا لكن انا لأ، دأنا بكلم نفسي يا ليلى من كتر ما بتغيبي عليا، دأنا كنت هموت من الجوع واتحرجت أطلع بره أوضتي واستنيت لما تيجي، ليلى انا زهقت من كتر منا لوحدي، انت معايا أكنك مش معايا!"
"طب هنتكلم بكره، أوعدك هكلمك بكره"
ظنت بسلمة أن ليلى تتجاهلها مُجددًا لذا أردفت بغضب:
"لا هنتكلم دلوقتي!"
ولكنها وضعت يدها على فمها بصدمة شديدة فور أن صرخت ليلى... صرخت ليلى بأعلى نبرة لديها حتى كادت تصم آذان بسملة!، وفجاه، إنهارت ليلى جالسة على ركبتيها أرضًا، وأخذت تبكي بصوت مُرتفع، مُرتفع جدًا!"لـ.. ليلى!، ا.. انا مقصدش.."
صمتت وقد امتلئت عينيها بالدموع من ذاك المشهد الصعب، هي وللمرة الأولى في حياتها ترى أحد يبكي بتِلك الطريقة!
جلست الاخرى وأخذت تربت على ظهر ليلى، هامسه كل دقيقة:
"آسفه..آسفه.. انا آسفه.. انا آسفه.. آسفه.. آسفه"
في حين الأخرى أخذت تبكي بقوة شديدة حتى أنها لم تأبه بإقتحام ميسيليا الغرفة فور أن أبلغتها احدى الخادمات أنها سمعت صوت صراخ من غرفة ليلى، جلست ميسيليا مثل بسملة بجانب ليلى، وأخذت تُحاول تهدئتها ولكن الأخرى وضعت يديها على أذنيها وأخذت تبكي، وهُنا التفت ميسيليا وبسملة مندهشين فور أن وجدوا ريا تدخل الغرفة فجاه!نظرت ريا لحالة ليلى تِلك وقد إغرورقت عينيها بالدموع ، جلست على ركبتيها هي الأخرى مُتجاهله نظرات ميسيليا الكارهة فهي تعلم أنها سبب حزن ليلى ونظرات الدهشة من بسلمة التي تراها لأول مرة!
"ليلى.. ليلى اهدى عشان هخليكي تشوفي أخواتك!"
وهُنا توقفت ليلى عن البكاء، أزالت يديها من على أذنيها، ونظرت لها بعينين حمراوين كالدماء، قبل أن تصرخ بسملة فزعة اثر تِلك الدفعة القوية التي دفعتها ليلى لريا ، قبل أن تصرخ:
"إطلعي بره، إطلعي بــــــــــــــــــــره!"
صمتت الأخرى بصدمة شديدة، كانت تِلك المرة الأولى التي ترى بها أحد بتلك الحالة، إستغرقت دقائق لتستعيد رباط جئشها، وهُنا أخرجت الساعة من جيب معطفها الذي كانت ترتديه، من ثم قامت بالضغط على شئ ما، وعلى حين غُره أمسكت يد ليلى بقوة التي كادت تدفعها ولكن الاخرى قامت بوضع الساعة بيدها بسرعة شديدة وهنا ظهرت الشاشة الزرقاء لتظهر غرفة زكريا وقد ظهر هو أمام الساعة يجلس على مكتبه على إضائة «أباجورة» صغيرة في حين على الجهه الأخرى ينام أحمد على السرير السفلي والعلوي فارغ!
لم ينتبه لها زكريا في البداية، هو لم يكن حتى يدرس، كان فقط يُحدق في الحائط أمامه وقد علقت الكثير من الصور له ولعائلته ولمعطف أبيض وسماعة الأطباء والكثير والكثير من الملاحظات التحفيزية!
ابتسمت من بين دموعها، فلطالما كانت تُحب النظر إلى تلك الخلفية التي صنعها هو ببساطة لساعات دون ملل، وبدأت تهدأ وتيرة أنفاسها مجددًا، في حين كانت الفتاتان تحدقان أيضًا بصدمة كبيرة وذهول، بينما ريا قامت بالإنسحاب من الغرفة..
لم تكن الفتاتان تظهران من الساعة، ولكن على الرغم من ذلك كانوا يرون كل شئ كما ليلى، التي أخذت دموعها تنساب بهدوء شديد وهي تراقبه بصمت،وكأنها سئمت الحديث، وحنت الى ملامح أخيها فقط!
أنت تقرأ
لــيلــى وأخـواتُـهـا
Ficción históricaأتعلمون ما هي قصه ليلى وأخواتها؟ أن تتحول من شخص يدرُس شخصية تاريخية عظيمة مثل مُحمد علي باشا، إلى شخص يعيش معه ويضايقه! فهو بالتأكيد ليس بالأمر الهين.. ولكن ليلى... تقدر على كل شئ!