الـبــارت الســابـــع "١٨٠٧ مُــجددًا! "

1.1K 86 71
                                    

" عزيـــــــــــــــــــــزُ مِصر! "

شهقة قوية خرجت من فيه أحد الرجال، قبل أن يصرخ بتِلك الكلمات، وهو يرى محمد علي أرضًا بعد أن ظهر في الهواء من العدم، ساقطًا على أحد الجنود!

فتح عينيه لتُقابله قُبة القاعة، تِلك القُبة التي يعرفها عن ظهر قلب.. إبتسامة قوية ظهرت على محياه، قبل أن يقف سريعًا غير مُصدقًا، وهو يطالع القاعة من حوله بفرحة عارمة!

"ما هذا؟، أين كنت يا عزيزُ مصر وما سر تغير هيئتك الغريب!!" 
ردد هذا الجندي الذي لم يكن إلا عُثمان ليُطالعه مُحمد علي بشر كبير مرددًا:
"لا تنتبه لأمري الآن، لا تعرف كم الوعود التي وعدتها لذاتي والتي قررت تنفيذها فور رؤية وجهك القذر يا عثـمان!" 
أضحى وجه الرجُل مُصفرًا، قبل أن يقاطع ذلك الحوار صوت صرخة مكتومة، تبعها صوت يئن مرددًا:
"إبعـدي  هموت" 
شعر محمد علي بالدوار، فور أن نظر بجانبه ليجد ليلى أرضًا وقد كانت الدماء تتساقط من حجاب رأسها وفوقها إحدى الخادمات وقد إمتزجت الدماء بالأواني المُتكسرة على الأرض!

شهق مُحمد علي بقلق واضح، قبل أن يركض باتجاه ليلى بخوف لم يفهمه الجميع دافعًا الخادمة عنها سريعًا قبل أن يجلس على ركبيته أمامها مرددًا بخوف كبير:
"ليلى.. ليلى أ انتِ بخير؟، كيف جئتي إلى هُنا بحق الجحيم!، لما تِلك الساعة القذرة لا تعمل أبدًا بشكل صحيح!" 
نظر لها، كانت مُغمضة العينين وعندما لم يتلقى منها إجابه سقط قلبه حقًا وهو يرى تِلك الدماء الغزيرة تتدفق  من رأسها!

"عزيزُ مِصر!، أين كنت!، أ انت بخير؟... لحظه ماذا تفعل؟!" 
ظهرت امرأة ذات شعر أسود طويل،يُصاحبه بشرة بيضاء،مع عينيها الضيقتان وفمها الصغير الحاد الذي ترك أثرًا مُهيبًا لوجهها المُستدير مع فستانها الأزرق المُنتفخ من الأسفل  مُردده تِلك الأسئلة بتعالي ولكن الآخر تجاهلها تمامًا مرددًا لإحدى الخادمات التي كانت تتبعها:
"اقتربي يا ميسيليا سريعًا خذي ليلى لأفضل غرفة بالقصر، وانتِ يا ريحانه اذهبي واحضري طبيبًا ما بسرعة.." 
نظر للدماء التي وصلت لأسفل قدميه قبل أن يصرخ بنبرة أرعبت كل من يقف:
"لماذا مازلتم تقفون بحق الجحـــــــــــــــيم!، هيا تحركوا ليلى تحتضر!" 
سريعًا ما أتت ميسيليا وجاء جندي آخر ليحملها ولكن محمد علي أشار له ليبتعد، تاركًا المجال للخادمتين فقط حتى يقوموا بإسناد ليلى التي وقفت في حين رمقها الجميع بدهشة شديدة من ملابسها الغريبة وقلق ملِك مصر الذي لم يروه عليه من قبل!!

كانت تشعر هي بدوار شديد، ولكن على الرغم من ذلك نظرت حولها سريعًا، قبل أن تعاود النظر لمُحمد علي مُردده بضحكة ضعيفة:
"انتَ ورانا ورانا يا جدو!" 
لتظهر ابتسامة صغيرة قلقة على محياه، مرددًا بينه وبين ذاته بخوف حقًا تِلك المرة:
"يبدو أنكِ من ورائي ورائي ليلى... على كل حال، آمل أن تعودي لديارك فقط سالمة.."

لــيلــى وأخـواتُـهـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن