الـبــارت الـتـاسِــع "أيــن ليــلى؟ "

871 80 67
                                    

" إتفضلي على العربية تحت، عشان حابب أتكلم شوية مع أحمد"
نظرت له والدة بسملة بخوف مُردده:
"أنا والله أنا.."
قاطعها الآخر ناظرًا لها بنظرة ذات مغزى ليكمل:
"إستنيتك تحت كتير وزهقت، قولت يبقى الكلام ملوش لازمه منك، هيبقى أفضل وأحسن مني، يلا إتفضلي تحت يا أم بسملة"
نظرت هي أرضًا بدموع مكتومة وهي تُدرك تمامًا أنه خشي فقط أن يُحرجها أمام الآخرين، قبل أن تخرج بهدوء و ما كادت تغلق الباب ورائها حتى تساقطت دموعها رغمًا عنها، و هي ترى ذلك الفتى صاحب النظارة يقف مرعوب، والآخر الضخم الذي يُدعى علي يتمسك بيد جدته بقوة، في حين أحمد يقف أمام الإثنان كحارس مرمى، رغم قلقه البادي عليه، إلا أنه مستعد أن يتلقى كل الأذى عن إخوته.. كم يعجبها تماسك تِلك العائلة، ولكنها تمنت أن تتعرف عليهم و بالأخص على ليلى التي بالتأكيد بنفس طباعهم الجيدة، ولكن في ظروف أفضل من تِلك..
هُناك جانب الآن بداخلها، يُخبرها أن هؤلاء الصِغار ليس لهم يد فيما يحدث، و يخبرها أيضًا أن إبنتها لو كانت برفقة ليلى.. فهي بكل تأكيد في مأمن!

"أي كلام عايز تقوله ميبقاش هنا، وميبقاش لحد غيري"
ردد أحمد بقوة مُصطنعه ليرمقه الآخر من أعلى لأسفل بنظرة غريبة، قبل أن يردف بهدوء:
"تعالى"
وهو يسير خارج الغرفة..

سار أحمد وراء الآخر بدون أن يلتفت لإخوته، بل أنه أغلق باب الغرفة ورائه، ليتبع خالد ذاك الذي قاده لسطح المشفى!، على غير المتوقع..
يبدو أنه سيقوم بإبراحه ضربًا، أو ربما يقوم بإلقائه من أعلى.. بالتأكيد لا لا فهو لا يبدو مُجرمًا، إنه فقط يبدو قاتلًا مُتسلسلًا!

كاد أحمد حقًا يموت رُعبًا، ولكنه وبكل ذرة قوة به حاول أن يتماسك، ويُظهِر عكس ذلك، حتى يعرف ما هي نية ذلك الوحش الذي أمامه.. والذي وقف بجانب أحد الأسوار ينظر للظلام الدامس أمامه، في حين أنه قام بالإستناد على ذلك السور بهدوء مُرددًا:
"تعالى عايز أقولك كلمتين، متخفش"
الكلمة الأخيرة أزعجت أحمد أشد الإزعاج، لذا وبكل تكبر سار حتى وقف بجانبه وقد مدد ظهره ورفع رأسه يحاول أن يبث للآخر شعور أنه ليس خائفًا، ولكن الآخر ظهرت على محياه إبتسامة جانبية عميقة، فور رؤيته لمشية ذلك الشاب باتجاهه..

"خير"
ردد أحمد بضيق فور أن طال صمت خالد، الذي إعتدل ليكون بمواجهة أحمد، ليُردد بهدوء وهو ينظر له:
"انت عارف إن والد زوجتي عميد في القوات المسحلة في القاهرة؟"
نظر له أحمد بإرتعاب حقًا هذه المرة ليكمل خالد بإيجاز:
"بص يا أحمد، وزي ما عرفت إن جد بسملة ظابط، أكيد خمنت دلوقتي إنه قلب الدنيا عليها، وإنه ممكن يسجنك انت وإخواتك، لو مش هامك مستقبلك، فاكيد أخوك اللي في تالتة ثانوي، والتاني اللي في أولى ثانوي، والتالت اللي في آخر سنة في كلية زراعة، ميرضكش إن مستقبلهم يضيع ويبقوا رد سجون!"
نظر له أحمد بإحتقان، قبل أن يردد بعدم تصديق:
"إبراهيم!، انت مالك ومال إبراهيم!"
نظر له الآخر ببرود مُرددًا:
"والله يا غالي أنا مالي بس ببنتي، وعشان كده أقدر برضو أنزل أخوكوا وائل اللي في إنجلترا، لإني لو معرفتش بنتي فين منك، هخليه هو يجي يعرف هيا فين، ولو معرفش، للأسف هضطر أضيع مستقبله كدكتور برضو معاكوا"
" إنت بتهددني؟ "
ردد أحمد بغضب وهو يرمقه بإحتقار لينظر له خالد و قد بدت أخيرًا عليه تعبيرات الحُزن و أظهر أنه إنسان راميًا بتخيلات علي أنه روبورت عرض الحائط..

لــيلــى وأخـواتُـهـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن