الـبــارت الـأول "مــشـهـد مُـكرر.. للـأســف"

4.6K 202 142
                                    

1/4/2008
"مدينة/السرو"

كَان الجو رائقًا، على عكس عادة أيَام الشتاء الباردة نظرًا لأنها مدينة تَطُل على نهر النيل، كانت البنايات مُتراصةً بجانب بعضها البعض كأنها تُحاول تدفئة بعضها البعض، بيوت ذات أربع أو خمس طوابق وقد ساد على شوارعها الهدوء التام عدا ذلك المنزل الذي كان أصغرهم، فكان مُكونًا من طابقين فقط، كان هُناك بعض الضوضاء أمام المنزل قبل أن يظهر رجل رفيع أشقر الشعر يقف وسط تِلك الضوضاء بتوتر شديد تبخر فور أن خرجت إمرأه مُردده بفرحة عارمة:
"بنت، بنت يا محمد!" 
وهُنا صاح كل من يقفون فرحًا وقد كان هناك عدة أطفال يهنئون أربعة أطفال فرحين جدًا عكس ذلك الفتى الذي كان يجلس ببؤس شديد يُطالع ذاك المشهد بضيق من بعيد.

•♡•

1/4/2021
"مدينة/السرو"

في ذلك الطابق الثاني بذلك البيت ذا الطابقين، كان يصدح صوت جرس المنزل ويوجد طرقات عديدة وصوت نسائي يُردف صائحًا:
" ليـــــــلى، ليــــــــلى افتحي يا ليــــــلى! "
وهُنا ظهرت تِلك الفتاة ذات البشرة البيضاء قليلًا وبشفتاها الرفيعتان تتثآءب وهي تقوم بفرك عينيها البُنيتين الواسعتين وقد كان شعرها البني الكثيف الناعم مُبعثر بشدة مُردده بصراخ مُماثل وهي تحاول فتح باب المنزل و لكن بالفعل هي مازالت نائمه ولا ترى شئ:
"حـــــــاضر، حــــــــــاضر يا طنط!"
قامت بفتح باب المنزل لتظهر تِلك المرأة التي ترتدي عباءة سوداء ونِقابًا مُردده بهدوء منافي لحدة طرقها:
"فطرتي؟" 
وهُنا نظرت لها ليلى بعدم فهم مُردده بغيظ:
" بقى كل الخبط ده أكن فيه حد مات وحضرتك تقوليلي فطرتي!، ماشــي، ماشــي فهمت تلميحك وهنزل أساعد تيتا في الفطار أهو"
قامت الأخرى برفع نقابها مُردده ببعض التوتر:
"أصل.. تيتا مش هتعمل فطار انهارده " 
نظرت لها ليلى بشك مُردده بريبة:
"هو ايه؟.. مالك يا طنط هَنا؟.. هو حصل حاجة ولا ايه؟!"
  نظرت لها الأخري ببعض الحزن مُرددة:
" بصراحة يا ليلى تيتا أسماء تعبت أوي انهارده ونقلوها على المستشفي وكل إخواتك راحوا معاها هِناك وقالولي مقولش ليكي".

خمسة دقائق، فقط خمسة دقائق مرت، قبل أن تركض ليلى داخل ممرات المشفي والدموع مُتجمعة بعينيها تبحث عن غرفة جدتها، كادت تقع بجسدها الرفيع ذلك ولكن ظهر فتى قمحي البشرة، ذا شعر أسود مثل عيونه الضيقة، مُتوسط الوزن من إحدى الغرف، لاحقًا بها في الوقت المُناسب لتردد سريعًا:
"أحـمد!"
وفور أن اعتدلت رددت بخوف كبير:
"تيتا مالها يا أحمد!" 
هرب الآخر من نظراتها التي تُحاوطه وهُنا تأكد شعورها بأن شئ سئ قد أصاب جدتها، لتدفعه من أمامها مُقتحمة الغرفة التي خرج منها وهُناك كان يجلس شاب ذا بشره بيضاء وعيون خضراء يرتدي نظارات طبية دائرية ولديه جسد نحيف ينظر أمامه بحزن دفين مرددًا:
 "يعني هي هتفوق من الغيبوبة دي امتي يا دكتور؟ " 
وما كاد يجيب الطبيب حتي صرخت ليلى بصدمة:
"غيبوبة! " 
اصطدمت عينيها بجسد جدتها الهزيل، الذي يقبع تحت أجهزة كثيرة وهي مُغمضة العينين يبدو عليها الإعياء الشديد.

لــيلــى وأخـواتُـهـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن