كان صوت سعالها يملأ المكان و لم تغمض لهما أجفان طيلة الليل فرؤيتها تتألم و تتقلب على الفراش تنهش القلب ألما...
أخذت كيان قطعة أخرى من القماش و قامت بتبليلها ثم عصرتها مخرجة الماء منها و راحت إلى ذالك الفراش البسيط ومسحت بأناملها الرقيقة شعر أختها المريضة ثم قبّلت جبينها تتحسس منه حرارة جسدها المرتفعة ثم و ضعت تلك القماشة عليه و رددت تهويدة النوم لها بصوتها العذب ثانية و هي تمسح شعرها الناعم... و بعد لحضات نامت أسمهان و ملامح الألم مازالت مفترشة على محياها إلتفتت كيان إلى والدها و قالت:
_الحمدلله فقد نامت ثانية و ساد الهدوء على غابة ترانيم مجددا ... لكن كما تعلم فإن هذا ليس سوى حلا مؤقتا و ستستفيق بعد لحضات كما أن الألم مازال يرافقها...مالحلُّ؟
تنهد و قال :
_كيان ... شكرا لكي حقا فرغم كونك لازلت في 16 من عمرك إلا أنكي تحملين عبء شخصين عديمي الفائدة ... فتاة صغيرة مريضة و والدًا مهمته الوحيدة في الحياة هي جلب الحطب... لكن لا تقلقي فهذا الرجل مازال شابا لم يبلغ ال40 بعد غدا حالما تلامس قبلات الشمس السماء سأحمل أختك و سنذهب للمدينة لزيارت أقرب طبيب هناك ... اما أنتي فلا خوف عليك طالما أنك لم تبتعدي مساءً عن منزلنا .
مرت الليلة بسرعة و بدءت الشمس بالبزوغ أخيرا فأخرج الأب عربة خشبية من القبو و نظفها من الغبار و جعل منها فراشا لأسمهان أما كيان فحضرت لهما علب الطعام قبل المغادرة شرع الأب بالتصفير بصفارته النحاسية فإذا بثعلب يأتي مسرعا من بين الأشجار و يقف أمامه ... مسح على شعره و همس في أذنه:
_كيان أمانة في رقبتك ... إعتني بها رجاءً
و شق عباب الطريق يجر العربة و فجأة توقف و إلتفت لإبنته التي كانت تداعب الثعلب الأليف و قال:
_كيان...لا تبتعدي عن المنزل مساءً
أنت تقرأ
بين أحضان غابة ترانيم
Fantasíaكانت كيان تعيش حياة بسيطة مع والدها و أختها الصغرى في منزلها المستفرد في الغابة إلى أن تنقلب حياتها رأسا على عقب منذ مرض أختها...