الفصل الرابع

270 34 0
                                    

فتحت هيڤن عينيها على مصرعيهما ثم نظرت حولها بسرعة، خاصة ناحية الأريكة. زارين لا يزال جالسًا هناك، مستندًا على الأريكة بعينين مغمضتين.

إذًا فكل شيء كان حلمًا. لقد أتى، ولكن فقط في حلمها. هذه المرة لم تستيقظ خائفة، بل كانت تشعر بالفضول.

لماذا طلب منها أن تتذكره؟

أهو موجود حقًا؟

هذا سيكون مرعبًا.

من يكون؟ وماذا يريد منها؟

"هل نمتِ جيدًا؟" سألها زارين الذي أصبح بجانب سريرها فجأة.

جلست هيڤن على السرير وعدلت شعرها بسرعة. "أجل، لقد نمت جيدًا بفضلك."

"جيد. سأذهب إذًا."

أومأت له هيڤن وهي تشعر ببعض الغرابة لأنها سمحت له أن يبقى في غرفتها أثناء الليل. لقد كان من غير اللائق أبدًا لسيدة أن تسمح بحدوث شيء كهذا. سيبدأ الناس في الثرثرة إذا عرفوا.

غادر زارين قبل أن تأتي خادمتها لتساعدها على تغيير ثيابها. هذه المرة لم ترتدِ ثوبًا، بل بنطالًا فهي ستقاتل الأميرة المحاربة الشهيرة كلارا والتي هي أيضًا والدة زارين.

بعدما ارتدت ملابسها وضفرت شعرها، توجهت لفناء القلعة الخلفي. وقد عرفت أنها أتت مبكرة فلم يحضر أحد بعد. أخذت هيڤن سيفها وبدأت تتدرب مع نفسها. لقد جعلتها أمها تتدرب من سن صغير للغاية.

"أنا لا أريدك أن تصبحي مثلي، بل أريدك أن تصبحي قوية، وواثقة من نفسك، ومستقلة بذاتك." هذا ما قالته لها أمها.

هيڤن تعرف أن أمها لم تنشأ في بيئة جيدة. فهي لم تتربى على أن تصبح قوية ومستقلة. لقد تربت على أن تكون خاضعة وسهلة الانقياد. ولكن الظروف علمتها أن تكون قوية وشجاعة. وإلى جانب الظروف كانت تملك صديقتها الوحيدة كلارا التي علمتها بعض الأشياء مثل المبارزة بالسيف والسياسة. ولا تزال أمها تنضم لدروس القتال خاصتهم بعض الأحيان وتتعلم بعض الحيل.

"صباح الخير، أيتها الأميرة." قالت الأميرة كلارا، آتية من بعيد مع ابنتها چينا، والتي هي صديقة لهيڤن.

لطالما أُعجبت هيڤن بكلارا وأرادت أن تصير مثلها. إنها امرأة تسير بفخامة وثقة بالنفس وتملك تلك الهالة التي تجعلها تُحترم. ودعنا لا نتحدث عن جمالها، إنها امرأة تجعل الرؤوس تسدير ناحيتها. وزوجها روشان ليس أقل منها جمالًا. إنه فاتن بطريقته المظلمة الخاصة. ستجد نفسك منجذبًا له، ولكن في نفس الوقت ستبقي مسافة منه. ولكن هيڤن تحبه كثيرًا. فمن الممتع التواجد معه كما أنه شخص ساخر.

The devil in her dreams حيث تعيش القصص. اكتشف الآن