الفصل التاسع عشر

255 28 3
                                    

جلست هيڤن على سريرها ببطء ونظرت حولها. هذه المرة هو لم يزعج نفسه بالاختباء. لقد كان يقف على بعد قدم [30سم] من سريرها بينما يحدق بها بعينيه الفضيتين الدخانيتين. إذا كان غاضبًا فهو لا يظهر الأمر، لقد بدا مسترخيًا وفي حالة جيدة.

ملأ صوت قلبها الذي كان ينبض بصخب أرجاء الغرفة، وابتلعت الغصة التي كانت في حلقها. ثم ظهرت آلاف الصور في رأسها، أجساد عائلتها مُذبحة على الأرض في بركة من الدماء، أصدقاءها ميتون، والخادمات والحراس، والجميع.

أخذ الغريب خطوة للأمام ولكن هيڤن لم تجفل للخلف. إذا مات الجميع فيستحسن أن تموت هي أيضًا. ما الذي يفترض بها فعله دون أحباءها؟ آه كم تمنت لو كان كل هذا مجرد كابوس، ولكنها تعرف أنه ليس كذلك.

"و .. والداي .."

"لم أقتلهما، إذا كان هذا ما تسألين."

ملأ هيڤن الشعور بالطمأنينة. هي لا تزال تملك فرصة لاقناعه.

نهضت من السرير بسرعة ثم نزلت على ركبتيها أمامه، شيء لم تفعله في حياته قط، ثم احنت رأسها.

"أرجوك. عائلتي كانت فقط تحاول حمايتي. أرجوك لا تؤذهم. أرجوك." قالت وهي مغلقة عينيها وتفرك يديها ببعضها في توتر.

حل الصمت في الغرفة ولم ينطق الغريب بكلمة.

فاختلست هيڤن النظر بعين واحدة لترى ما إذا كان لا يزال هناك ولقد كان بالفعل لا يزال واقفًا في نفس المكان.

"أرجوك. إنهم كل ما أملك." قالت هيڤن وقد أدركت أنها من الممكن أن تخسر كل شيء بسبب قرار غبي اتخذته. وامتلأت عيناها بالدموع.

ذهبت يد الغريب لأسفل ذقنها رافعًا وجهها برفق لتنظر له.

ثم قال آمرًا: "قفي." ففعلت هيڤن ما قاله.

ونزلت دمعة على خدها.

"لقد طعنتني."

"أنا آسفة. لقد كنتُ خائفة أنك قد تقتل صديقي."

"لقد جرحتني."

نظرت هيڤن للأعلى وحدقت في عينيه. أكانت تتخيل أم أنه كان في استطاعتها رؤية الألم في تلك العينين الفضيتين؟

"كيف أمكنني جرحك؟"

ترك الغريب ذقنها ومد يده خلف ظهره ثم أخرج خنجرًا. في البداية ظنت هيڤن أنه سيؤذيها ولكن لتفاجئها مد الغريب الخنجر لها لتأخذه.

"خذي."

حدقت هيڤن للسلاح في يده في حيرة. لماذا يعطيه لها؟

The devil in her dreams حيث تعيش القصص. اكتشف الآن