الخامس

617 27 0
                                    

صدمة موت والدها غطت علي اي صدمة اخري حتى صدمة اعترافه الرهيب لها..... ربما اعتقدت في بعض الوقت انه اختلس من رئيسه... اما ان يكون زوجها اليه فذلك شيء لم تتوقعه علي الاطلاق في اسوء كوابيسها ومع ذلك لم تهتم حاليًا سوى بوالدها الذى فقدت عيونه بريقهم 
الماس سمعت صراخها ...وطلبت الاسعاف .... ولكن عند وصول المسعفين ابلغهوها بما كانت تعرفه بالفعل ...                                      - البقاء لله ..
كلمتين سوف يغيروا حياتها للابد ...رددت لنفسها بانهيار ..                   " بابا مات ...بابا مات "
اه يا والدى الحبيب ...لطالما عشت من اجلي... لم يفكر في نفسه يومًا كان دائما يفكر بها....
حبست نفسها في غرفتها ليومين كاملين ...رفضت رؤية اي حد ...        ففي النهاية من لديها ليعزيها او حتى ليهتم ...؟؟؟
فكرت بمرارة ...لقد اصبحت وحيده في العالم ...وحيده لتواجه مصيرها.... بمفردها لتواجه  خبر زواجها بدون علمها او رضاها
بالتأكيد والدها كان لديه اسباب قويه لتزويجها دون علمها لرجل عجوز... ادركت مدى عذابه خلال الفترة السابقه لكتمانه السرعنها..اخيرًا علمت سبب نظرات الالم في عيونه وعلمت ايضًا سر الترف الذى انتقلت اليه .. الترف كان الثمن الذى قبضوه من بيعها الي ادهم البسطاويسى
في حياتها لم تري ابدًا وجه ادهم البسطاويسي....زوجها 
لكن بحسبة بسيطة توقعت سنه فسلطان يعمل لديه منذ10 سنوات علي الاقل... رجل في مكانة ادهم وفي مثل عمره لابد وان يكون متزوج منذ زمن بعيد وربما لديه العديد من الابناء ...لكن لماذا تزوجها علي أي حال شعرت بالرعب فحبست نفسها في غرفتها علها تختبىء منه...؟
خائفه من الخروج من الغرفه فلربما تراه في الخارج ...او ربما يأتى ليأخذها ولكن رعبها الاكبر كان خوفها من ان يطردها ...                  فالي اين ستذهب حينها...؟
ولكن خطتها فشلت ...
فالماس دخلت تبلغها في هدوء كعادتها...                                          -  انسه في واحد عاوز يقابلك بره
هبه قلبها هوى حتى ارجلها بعنف واصفر وجهها ...                             - واحد ...؟؟  ... مين ؟؟؟
الماس اجابتها بنبرة اليه...
- واحد قدملي كارت مكتوب فيه ان اسمه عزت حمدى المحامى وعاوز يقابلك ضروري بخصوص مسائل الورث والاجراءات القانونيه
هبه هزت رأسها في دهشه...
- ورث اي ورث ؟ 
فهى تعلم جيدا ان لا املاك لابيها وان اكبر مبلغ رأته في حياتها كان مبلغ الخمسمائة جنية التى اعطاها ادهم لابيها يوم زيارتها لشركته...
ادهم البسطاويسي رعبها الاكبر ..هل هذا المحامى من طرفه...؟
تحت ضغط الماس ... خرجت من غرفتها.. في الصالون شاهدت رجل في حدود الخمسين من عمره في عمر ابيها رحمه الله تقريبًا...فكرت في نفسها....
عند دخولها للصالون نهض المحامى فورًا واخذ يدها في يده وقال..           - البقاء لله ..
صمت لبعض الوقت ثم اكمل ...
- اعرفك بنفسي انا عزت حمدى المحامى محامى والدك الراحل ...ومن النهارده محاميكى انتى ..
تفاجئت .. محامى بابا ؟؟ ...فلماذا كان لديه احدهم...؟
والاهم لماذا هى ستحتاج لمحام...؟
المحامى استعد للمغادره وقال ...                                                     - التعليمات اللي عندى انى مطولش هنا ...بس اعزيكى في والدك الله يرحمه....وابلغك انى المحامى بتاعك... وابلغك كمان انى منتظرك يوم الاتنين الصبح في مكتبي.....                                                          - بعد اذنك يا انسه ..
وانسحب بدون اضافة أي كلمة اخري وتركها تقف مذهوله...
واستوعبت اخيرًا  ...الشقة والمدرسة ...ومنصب سلطان الجديد ثمن تم دفعه مقابل شراؤها...فهمت اخيرًا سبب عدم امتلاكها للملابس ...فهمت ايضًا سبب عدم خروجها من المنزل ...استنتجت انها حبيسه ...اسيره لادهم وسلطان كان سجانها المخلص....
استرجعت حياتها في السنتين المنصرمتين ...اسرها في القفص...هى لم تعترض يوما علي حبسها....قبلت بالموجود طالما والدها كان معها يحميها كالمعتاد.....طالما انفاسه معها ...لم تشعر يومًا بالاسراوالسجن لانها لم تكن تفهم ...توقعت انها مجرد محمية من سلطان كعادته معها...فجأه رأت قضبان سجنها المحيطة بها...حدوده اصبحت واضحه ومرئية الان ...
هى كالعصفورة المحبوسة في قفص ...صحيح انه قفص من ذهب ...لكنه في النهاية سجنها ...سجن العصفورة....
في النهايه اتى يوم الاثنين... حاولت بكل الطرق ان تتفادى وصوله سهرت طوال الليالي ....تجنبت النوم ...خائفه من النوم فالنوم يقرب المسافات ولكنه في النهايه اتى علي الرغم من  كل محاولتها ...
في الساعة العاشرة صباحًا ابلغتها الماس بوجود سيارة في انتظارها في الاسفل...
نفس السيارة السابقة لكن مع اختلاف السائق ...في المرات القليلة الماضية حالتها النفسية منعتها من التركيز في السائق الا انة بالتاكيد لم يكن مثل هذا السائق العجوز ذو السبعين عامًا الذى فتح لها باب السيارة باحترام بالغ...
تذكرت علي الرغم منها نظرات السائق الاخر لها في المرآة فشعرت بالرجفة تسيطر عليها ....هو كان ضخم بطريقة ملفتة للانتباه...     عضلاته كانت واضحه بشكل ملحوظ من تحت سترته السوداء ...رائحة عطرة النفاذه مازالت في انفها تذكرها بأيام ممرض والدها وتختلط  مع رائحة مطهر المستشفى في ذاكرتها... 

سجن العصفورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن