الرابع عشر

689 24 1
                                    

استيقظت بعد الفجر ..اكتشفت انها في الفراش بمفردها ...اغمضت عينيها وتذكرت ما حدث بينهما منذ ساعات
ادهم نفذ تهديده ...الزوجة التي كانت فقط علي الورق اصبحت الان زوجة فعلية ...فستانها المرمي علي الارض والفراش المدمر اعادوا لذاكرتها لحظات تملك ادهم لها...
حاولت ان تنهض كى ترتب الغرفة وتخفي اثار الدمارالواضح لكن جسدها المرهق رفض الاستجابة لها ...التجربة كانت رهيبة ...الامرالمثير للدهشة انها لم تشعربالنفوراوالقرف كما كانت تتوقع...هي استسلمت له تماما وعلي الرغم من خوفها من التجربة لا تستطيع الانكارانها كانت مستمعة بكل لحظة قضتها معه وانها كانت تستطيع ايقافه عدة مرات ولكنها لم تفعل...
الباب فتح بهدوء... عبير دخلت متسللة وكأنها تخشي ايقاظها ...            اغمضت عينيها وتظاهرت بالنوم...احساسها بالخجل منعها من مواجهة أي احد... 
عبير جمعت ملابسها من علي الارض ...اتجهت لغرفة الملابس وجهزت لها غيار...دخلت الحمام ملئت المغطس بالمياة الدافئة ...عادت للغرفة وايقظتها  بلطف ...  
- مدام....
اصحى عشان تصلي انا جهزتلك الحمام ... ومدت لها روب تغطى به جسدها العاري المغطى باللحاف ...عبيرادارت وجهها وتركت لها المجال لستر جسدها بالروب ....ساعدتها في الوصول للحمام وانتظرتها في الغرفة
هبه دخلت الحمام والقت نفسها في المغطس ...تمددت فيه حوالي عشرة دقائق ثم جففت نفسها وارتدت ملابسها وخرجت لغرفتها...وجدت عبير رتبت الغرفة وجهزت لها الفراش.. هبه صلت وعادت لفراشها
عبير طلبت منها بلهجة حانيه ...
- نامى انتى محتاجة للراحه ..ولا تحبي اجيبلك فطار
هبه هزت رأسها لكن فضولها غلب خجلها وسألتها ...
- عبير...انتى ايه اللي جابك عندى دلوقتى ؟
عبير وجهها احمر بشده ...
- ادهم بيه طلبنى وقالي اجى لعندك لانك اكيد محتاجانى....
اصبح وجهها بلون الطماطم الملتهبة من شدة نضجها ...
عبير طمئنتها ...
- متتكسفيش يا مدام ده العادى وانا هنا عشان اساعدك لو محتاجه اي حاجه ...ربنا يسعدك مع جوزك ويوعدنى باللي في بالي  عقبالي انا كمان....
لاحظت ان عبيراصبحت تناديها بالمدام بدلا من الانسة او الهانم كما اعتادت مناداتها من قبل...                                                            - نامى دلوقتى ولو احتاجتى اي حاجه اطلبينى
عادت للفراش ...جسدها مرهق محتاج للنوم العميق...استرجعت كلام ادهم لها احست بالخجل مجددًا... كلامه لها وهو يهمس بكلام الحب منذ  ساعات ذكرها بحلمها الرائع في المستشفي يوم عمليتها
عندما استيقظت مرة اخري الشمس كانت في وسط السماء ...قدرت الوقت بأنه وقت الظهيرة ...مدت يدها علي الطاولة الصغيرة بجوارفراشها لتلتقط ساعتها كى تعلم منها الوقت ...يدها امسكت ساعة ادهم ...ادهم نسي ساعته في غرفتها الليلة الماضية...تذكرته وهو يخلعها ...كانت اخر شيء خلعه...
امسكت الساعة الفخمة ...الساعة كانت الواحدة ظهرًا لقد نامت طوال النهار من ارهاقها...
ساعته كانت تنطق بالرجولة الصارخة مثله ...مجرد لمسها لساعة يده يعيد اليها الذكريات ...اعادت الساعة لمكانها واتجهت للحمام كى تتوضأ...دخلت الحمام علي عجل فوجئت بوجود ادهم يقوم بحلاقة ذقنه وهو عاري الصدر ..
شهقت من الصدمة وخرجت لغرفتها مرة اخرى...لاول مرة منذ اقامتها هنا يتصادف وجودهم سويًا في الحمام
ولأول مره تري فيها رجل عاري الي الخصر باستثناء تلك المرةعند المسبح ...حتى بالامس كانت مغمضمة العينين طوال الوقت ...طرقات علي باب غرفتها بعد قليل نبهتها انها تجلس متخشبة منذ بعض الوقت...
ادهم دخل الغرفة من الباب الرئيسي وليس من باب غرفة الملابس كما كان يفعل...
تكلم  بلهجة رسمية احبطتها للغاية ....                                              - اتوقع انك مستنيه اعتذار منى ...وانا جيت اعتذر وعشان اطمنك اللي حصل ده مش هيتكررتانى ابدا ولما نرجع من هنا هترجعى شقتك زى الاول...والطلاق هيكون بعد ما تخلصى الكلية ومتقلقيش من حاجة حياتك هتفضل في نفس المستوى وهتكونى مرتاحة ماديا مدى الحياة...وبدون ان ينتظرردة فعلها علي قرارته الفجائية خرج كالاعصارمن الباب المفتوح....
علي الرغم من انها كانت تتمنى الحرية وكانت تشعربالظلم والقهرمنذ معرفتها بزواجها الاجباري  ....الا انها احست بقلبها يتوقف عن العمل عندما ذكر ادهم الطلاق احست بالفعل كأن قلبها توقف عن العمل لثوانى لم تشعر به ينبض داخل صدرها .."طلاق اي طلاق..؟"                         هى لا تريد الطلاق .. بل انها اخيرا تقبلت فكرة انها زوجته....ملكه....اخيرا احست بدفىء العائلة وحضن الام...
تذكرت مواجهتها مع الكلاب وحضن ادهم القوى الذي حماها بعيد عن الخطر...طلاق..لا ...هى لا تريد الطلاق خاصة بعد ما حدث بينهما ...بعدما اتحدوا واصبحوا شيء واحد...بعدما ازيلت كل الحواجز من بينهما
فكرت مع نفسها بحسرة ... " ياه يا هبه ....خسرتى تانى ....لحظات سعادتك كانت محددودة جدا ..الامان والحماية هيختفوا...اي سعادة عرفتها هتختفى مع الطلاق " قربها من ادهم جعلها تتمرد                                سوف تعود لشقتها الباردة وحيدة منبوذة .... لكن ادهم قال عندما نعود مما يعنى انه مازالت لديها فرصة لاصلاح الوضع لكن ادهم يبدوانه نادم ولا يريدها في حياته...مهمتها مستحيلة  ...كرامتها لن تسمح لها بالتوسل ولكن وجودها بقربه اهم من كرامتها ..اهم من أي شيء
يااارب ....يااارب " "
اغلب الظن انه سوف يواصل معاملتها كزوجته حتى يوم سفرهم حفاظا علي المظاهر فقط                                                                     اذا كان زمن المعجزات لم ينتهى اذًا فهى بحاجه الي معجزة ...            ادهم لسنوات لم يذكر الطلاق وهى بعيدة عنه اذًا فلماذا اختاره عندما اصبحت زوجته...؟ الحقيقة ضربتها ...بالتأكيد هو يخشي ان اطالبه بحقوقي اذا ظننت انى زوجتة الحقيقة ... اراد ان يضعها في مكانها الحقيقي حتى لا تتأمل المستحيل.. مجرد زوجة اشتراها لغرض في رأسه.... بالتأكيد ليلتهما امس اصابته بخيبة الامل..
مر يومان وادهم كان يتجنبها  فيهم تمامًا ...لكن في اوقات الوجبات كان يتعمد النزول معها للطابق السفلي مما اكد شكوكها بانه لا يرغب الا في الحفاظ علي المظاهر وربما انه لم يكن يرغب في فتح باب التساؤلات   بخلاف ذلك فعليا لم تكن تراه...حادثة الكلاب لم تمرعلي خير كما توعد ادهم قام بطرد كل طاقم الحراسة واستبدل الغفر...
عبير اخبرتها بحزن واضح ...                                                        - ادهم بيه غضب بشدة عشان كنتى من غير حراسة طردهم كلهم وبدل الغفر...                                                                                  شعرت بتأنيب الضميرفهى السبب في قطع ارزاقهم
عبيراستعطفتها ...
- يعنى لو ممكن تدخلي ليهم عنده وتخليه يديهم فرصة
استشفت من لهجة عبيرانها تترجاها بصفة شخصية فسألتها بفضول لانه كان لديها بعض الشكوك حول اهتمام وليد حارس ادهم الشخصى بعبير ... 
- يهمك حد معين فيهم..
عبير ارتبكت بشدة...
- هو يعنى فيه حاجة لكن لسه في اولها...وليد الحارس الشخصى لادهم بيه معجب بيه ومكذبش عليكى انا  كمان معجبه  بيه ... والشغل مع ادهم بيه مميز لانه انسان محترم وخلوق... بيحترم العاملين معاه ورواتبه اضعاف اضعاف اي مكان تانى لكن لو وليد ساب الشغل طبعا ارتباطنا هيتأخر كتير....
طمئنتها...
- خلاص ان شاء الله هكلمه
عبير ضحكت بفرح ....
- شكرا ليكى كتير يا مدام ...اكيد ادهم بيه مش هيقدر يرفض طلبك...واضح اوى هو بيحبك اد ايه
هبه فعلًا شعرت بالذنب... فهى السبب لانها تهورت ونزلت بمفردها بدون تفكير...والان شباب بريء سوف يدفع الثمن  ...احست بالاختناق من فكرة انها السبب في قطع ارزاقهم ... لابد لها وان تتحدث مع ادهم...لكن كيف ستفعل ذلك والعلاقات شبه مقطوعة بينهم ...عبير تتوقع منها التدخل لصالح وليد ولكنها لا تعرف انها نفسها بحاجه الي من يتوسط لها عنده
قررت ان تتحدث معه اليوم في الليل بعد العشاء فهى الفرصة الوحيدة التى سوف تحصل عليها قبل ان يختفي كعادته ...
مر العشاء بهدوء مثل المعتاد ..تمت مناقشة موضوعات عامة..        اغلبيتها كانت تتعلق بكيفية ادارة ادهم لاعمال العائلة ...حنان نجيه الواضح اثارها بشدة فأكثر ما سوف يؤلمها عندما يحين وقت الرحيل هو انها سوف تفقد الام التى اخيرا حظيت بها  ...حتى سليم نفسه تأكدت ان جموده مجرد قناع مضطر لوضعه بسبب مكانته لكن في حقيقته هو قلب حنون...
شوكتها سقطت من يدها في صحنها عندما قالت نجيه فجأه بلهجة خبيثة ... - انتى متغيره يا بنيتى بجالك يومين ...ساكتة بزيادة وهادية اكتر من طبعك بس بسم الله ما شاء الله احلويتى كمان وكمان ...الله يعينك علي جمالها يا ادهم اكيد مدوخك يا ولدى
للحظات تلاقت عيونهم لكنها عادت وخفضتها عندما اجاب ادهم بجمود ...
- الجمال مش كل حاجه يا ست الكل المهم  جمال الروح ...نجيه اجابته بحنان ..        - واكده كمان .... ما في زى جلب مرتك   بعد انتهاء العشاء مباشرة ادهم اعتذر منهم وقررالانسحاب الي مكتبه بحجة العمل...
لحقته عند باب المكتب وقالت بخفوت  ... ادهم لو سمحت... ممكن اتكلم معاك...؟-
ادهم رفع احدى حاجبيه وركز نظراته عليها بدهشه...لاول مرة هبه تطلب منه الحديث معه بنفسها دون واسطة بينهما ...
ثبات هبه تحت نظراته اجبره علي الاستسلام والموافقة علي طلبها...اشار لها بالدخول قبله... دخلت بدون تردد وهو دخل خلفها واغلق الباب  
كانت تشعر بحيرة شديدة ممتزجه بالخجل  ....انتظرت منه اخذ المبادرة واعفائها من الحرج الشديد ...فكلما تراه يتوقف قلبها من الخجل ولا تستطيع ترتيب الكلام ودائمًا ادهم يفهم خجلها بطريقة خاطئه...يفهمه علي انه نفور...وهو ابعد ما يكون عن النفور
ادهم شعر بحيرتها ...اشار لها بالجلوس علي اريكة سوداء جلدية تحتل جزء ضخم من مكتبه  ثم جلس بجوارها...
ادهم ضغط علي جرس ...ام السيد دخلت فورا...
- هبه تحبي تشربي ايه..؟
هبه اجابته بخجل ....- شاي
ادهم وجه حديثه برفق لام السيد وقال ...  - لو سمحتى يا ام السيد ..شاي لهبه وقهوة عشانى
ام السيد كعادتها خرجت فورا بدون اي كلمه ...لولا ان هبه سمعتها تتحدث من قبل لبعض الخادمات لكانت اعتقدت انها خرساء...
ادهم قام بتشغيل موسيقي كلاسيكية مرة اخري كأنه يكرر مشهد المكتب الاخير....
ادهم علق باعجاب وهو يلمس الفوونوجراف بلطف...
-  مهما اخترعوا من الالات الحديثة ....الاسطوانات من الفونوجراف صوتها مختلف.... تحبي تسمعى حاجة معينة..؟
هزت رأسها بالنفي  فهى متأكده من ذوقه العالي في الاختيار ...- لا اللي انت تحبه
ادهم ابتسم بسخريه .....-  اللي انا احبه ... خلاص ماشى                       ثم اختار اسطوانة بحيرة البجع " لتشايكوفسكي "... سألها بحدة شديدة ...  - ايه رأيك ؟؟؟؟
علي الرغم من الحدة الواضحة في صوته ... اغمضت عينيها واستمتعت بالموسيقى ...                                                                           - روعه يا ادهم لما بسمعها بفتكر جناين قصرك في القاهرة معرفش ليه
ادهم نظراليها بدهشة شديدة وردد بعدم تصديق ...
-  جناين قصرى انا..؟
هبه هزت رأسها وأكدت...                                                           - ايوه جناينك ...تحفه الجناين يا ادهم ...نفسي اقابل الفنان اللي صممها عشان اهنيه علي ذوقه وعبقريته...
اصبحت تستخدم اسمه بسهولة ادهشتها هى نفسها ...
ادهم مازال يسألها بعد تصديق ....
- عجبتك الجناين فعلا ...؟ طيب ده لسه هيكون رأيك لوعرفتى ان انا اللي صممتها بنفسي ...؟
هبه هزت رأسها وقالت ...
- طبعا .... ده انا كمان بقيت منبهره اكتر...      انت فنان ... طيب انت عارف ... وانا بسمع الموسيقى دلوقتى تخيلت نفسي برقص في النافوره اللي في الجنينه زى البجعة في البالية ...
ادهم اجابها بسخرية مريرة...
- بس للاسف انا مش الامير...الشاب الوسيم  الموجود في البالية.. 
هبه ردت بعند ..
- انا كمان مش اميرة زى البجعة انا بنت الفراش عم سلطان .. بس برده نفسي ارقص في النافورة
لدهشتها ادهم قال بنبرة غامضة ..
- انتى ملكة مش اميرة
قبل ان تتاح لها فرصة للرد ام السيد طرقت الباب ودخلت قدمت القهوة
لادهم والشاي لها وخرجت فورا... 
هبه بدأت تشرب الشاي ...جو الموسيقي الهادىء ووجودهم بمفردهما اعاد لها الم معدتها البسيط ...ادهم سألها فجأة ..                                      
- قلتى عاوزه تتكلمى معايا في حاجه ...؟                                      شعرت بالخجل من نفسها فوجودها معه انساها سبب رغبتها الاساسية في مقابلته....
صفت صوتها بنحنحة خافتة وقالت...                                               - ايوه ....بخصوص طقم الحراسة
ادهم سألها بدهشة بالغة ...- مالهم طقم الحراسة...؟
هبه اخبرته بندم واضح...
- حقيقي اللي حصل كان غلطتى هما مالهمش اي ذنب انا اتصرفت من دماغي والحمد لله مافيش اي ضرر حصل
ادهم ضحك بسخرية وسألها بنفس السخرية....
- متأكده...؟
احمروجهها بشده لانها فهمت الى ما يلمح بسؤاله الساخر 
لكنها تجاهلت تلميحه واكملت ...
- ارجوك يا ادهم...اديهم فرصة تانية...انا مش قادرة استحمل فكرة انى اكون مسؤله عن قطع رزقهم
ادهم اجابها بصوت هامس....
- في العالم بتاعى ياهبه فيه حاجات مافيهاش تهاون او تقصير ..بس انا للاسف مقدرش ارفض ليكى اي طلب ...حاضر يا ستى تحت امرك هيفضلوا...
عيناها لمعت بالامتنان وتعلقت في ذراعه في حركة تدل علي السعاده...    - شكرا 
ادهم ضيق عينيه وركز نظراته علي يدها المتعلقه به ...                       - معقول الموضوع ده كان مهم كده لدرجة انك اول مرة تشكرينى واول مرة تطلبي منى طلب ثم قبض علي يدها بقوة ...واول مرة تلمسينى بارادتك
هزت رأسها بسعادة بالغة ووضعت يدها الاخري علي يده التى تغطى يدها...
- ايوه مهم جدا متتخيلش مهم ازاي
ادهم اجابها وحيرة واضحة تحتل كل ملامحه ...                                 - حقيقي بتحيرينى...بقدملك الدنيا كلها ومستعد البي ليكى أي طلب ومافيش مرة واحدة شكرتينى علي أي حاجة عملتها عشانك...وبتشكرينى وحاسس السعادة في عنيكى دلوقتى عشان وافقت علي طلب ميخصكيش اساسا...
هزت رأسها بالموافقة...
ادهم قال لها بنفس الحيره...
- ادفع نصف عمري وافهمك ...                  
ثم امسك ذقنها بين اصابعه ورفع رأسها لمواجهته...  
اغمضت عينيها ...لمسته سببت لها الرعشة ...قربه منها اصبح عذاب ولكن عذاب من نوع اخر ..عذاب لذيذ...
خرج صوتها اجش ...
- الموضوع ابسط مما تتخيل ..مافيش اي صعوبه في فهمى ...بس يمكن بشكرك عشان ده الطلب الوحيد اللي انا طلبته بإرادتى ومتفرضش عليه...
ادهم اكمل كلامها بمرارة ....
- قصدك انى اجبرتك وحبستك مش كده ...   انا عرفت اللي في قلبك يوم ما فتحتى القفص للعصفورة ..
اجابته بألم واضح...

- متصدقش كل اللي تشوفه....مش يمكن يومها انا ندمت بعد ما فتحت القفص 
ردد بدهشة ....
- ندمتى؟
هزت رأسها ...
- ايوه ندمت ...خفت عليها ..صحيح ادتها حريتها بس من غير حماية وانا معرفش هى تقدر علي حماية نفسها ولا لا ... انا عرضتها لمخاطرالقفص كان مانعها عنها....
ادهم اقترب منها اكثر ...نفسه يحرك شعرها...                                   - طيب انا هديكى حريتك وهأوفر ليكى الحماية كمان ...لاخر يوم في عمري هفضل احميكى حتى بعد انفصالنا...
كتمت دموعها بداخل عيونها المغلقة ... ادهم الان يعرض عليها حريتها علي طبق من ذهب وليس فقط حريتها  بل حريتها تحت حمايته كى لا تتعرض للمجهول مثل عصفورتها التى اطلقت سراحها بدون حماية
لكنها لا ترغب في حريتها الان... 
طرقات علي الباب منعتها من الرد عليه ورفض عرضه القاسي
ادهم رفع يديه عنها وقال ...- مين؟
صوت رجالي من خلف الباب قال باحترام......- بفكر حضرتك بموعدك بعد نصف ساعة
امره ...
- خلاص روح انت يا وليد استنى في العربية...وانا هاجى وراك
هبه استغلت فرصة انشغاله بالرد علي وليد وجففت دموعها
ادهم اعتذر منها ....
- انا عندى موعد مهم ولازم امشي دلوقتى...هنكمل كلامنا بعدين ...
هزت رأسها بتفهم وخرجت من المكتب تحت نظراته الغامضة...

سجن العصفورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن