السادس عشر

632 26 1
                                    

رحلة العودة للمنزل كانت كئيبة جدا ...صداعها ومزاجها المتعكر منعوها من تكملة جولتها ..فضلت العودة للمنزل مباشرة  بعد الغذاء الكارثى ....    عبير ايقظتها وجهزتها لان ادهم كان ينتظرها علي الغذاء في مطعم الفندق بالاسفل..
المفاجأت مع ادهم لا تنتهي ...دائمًا يفكر في كل شىء حتى وجود حقيبة كاملة لغياراتها فوجئت بها في جناحها بعد جولتها الصباحية علي المعابد
فستانها الحالي كان بسيط وانيق اعطاها عمر اكبر من سنواتها العشرون واناقة تليق بحرم ادهم البسطاويسى...                                             ادهم نهض فوردخولها المطعم واوصلها لطاولته الخاصة...
الوجبة كانت لذيذة بشكل مدهش ومع ذلك كانت تبلع بصعوبه...تذكرت سعادتها الصباحية قبل بدء الجولة وتعاستها الحالية بعد رؤيته يغادر مع فريدة.. دهشت عندما ادركت كيف ان ادهم يستطيع تغييرمزاجها للنقيض تتحول من السعادة الى التعاسه في لحظات عندما يتعلق الامر به ....        ولكن هكذا هو الحب يؤلم بشدة كما يفرح بشدة... فاذا اختارت ان تحب فلتتحمل الي النهاية.. لكنها تعلم  جيدا ان الحب ليس اختيار بل هو قدر      ناقشوا مواضيع عامه وسألها عن جولتها الصباحية في الاثار ...
حكت له عن المعابد والمتاحف والافطارالمميزعلي النيل ..علي الرغم من انها كانت متأكده من انه كان يعلم كل التفاصيل مسبقا من جواسيسه الا انه استمع اليها باهتمام شديد وهى تروى له احداث يومها...رغما عنها وجدت نفسها تخبره عن سبب رفضها لدعوة المنطاد بعد الغروب ... وأخبرته بحياء انها كانت تتمنى وجوده معها ولو كان رافقها للكانت تجرئت وخاضت التجربه... فرحت للغايه عندما فزع من مجرد تخيل فكرة ركوبها للمنطاد وقال ... 
- لو كانوا اتجرؤا وعملوها من غير اذنى كنت قتلتهم كلهم ...                 ابتسمت وقلبها يقرع كالطبول واكملت حديثها الشيق له بحب... فخوفه الواضح عليها اعطاها امل ....حكت له عن ادق تفاصيل يومها بسعادة
ملامح وجهه فضحت شعوره بالاستمتاع لما كانت تحكيه له فاضطر للاعتراف باستسلام ..                                                                - بحب اسمعك وانتى بتحكى ..بتخلي الحاجات كأنها عايشه ...وصفك ممتع وجهها احمر من الخجل ...
- ادهم ...حبيبي انا جيت 
الصوت المقيت كأنه ضربها بسيخ حديد في قلبها وتحول خفقان السعادة الي الم الموت...لفت رأسها لمصدر الصوت بغيظ رهيب وهى متأكده من هوية صاحبته حتى قبل ان تستدير ...شاهدت فريدة وهى تقف خلفها وعلي وجهها ضحكة مصطنعة...     
ادهم نهض بأدب لتحيتها ... وامسك يدها بلطف وساعدها للنهوض 
- هبه اعرفك ..الفنانة فريدة جمال
فريده...هبة مراتى 
الضحكة المصطنعة علي وجه فريدة غطت علي نظرة حقد واضحه جاهدت كى تخفيها ومدت يدها لهبه وقالت بدلع مفضوح ....                  - كلنا كنا بنسأل شكلها ايه مراتك اللي انت مخبيها عن الدنيا كلها... بس اخيرا عرفت..... 
وجهت لها نظرة تحدي وقالت ...                                                    - وعرفتى ايه بقي ؟
فريدة ارتبكت مع احساسها بحدة هبه في الرد...ووجهت نظرة استنجاد لادهم ...الغريب في الامر ان ادهم كان مسترخيًأ جدًا وكأنه كان يستمتع بما يحدث ...
ادهم اشار لها بالجلوس.... - اتفضلي يا فريدة لو تحبي تشاركينا الغدا
غدا ايه بقي..؟ انا اساسا ببلع بالعافية وبعد ماهى تنضم لينا خلاص نفسها هتقفل تماما ...هبه فكرت وكان صوت تفكيرها كان مسموع ...ادهم نظر اليها وقال ...
- هبه...؟
بالطبع  لم يكن لديها حل اخر سوي ان تقول ....- اتفضلى
بكل بجاحه فريدة جلست علي المقعد الملاصق لادهم وهى تأكله بعيونها 
ادهم اشار للجرسون الذى اتى فورًا...فريدة كانت قالت لادهم بدلع عندما سألها ماذا تحب ان تطلب ..                                                          - اللي انت اكلت منه ..
الغذاء اصبح حوار بين ادهم وفريدة التي تجاهلتها تمامًا كأنها غير موجودة وادهم الذي كان مضطر لاجابتها بأدب ...فعليًا لم يفتح معها أي موضوع بنفسه لكنها في النهاية شغلت وقته كله بأسئلتها التى لا تنتهى 
جملة اوقفت رشفة مياة كانت سوف تبتلعها ..وكادت ان تختنق بها ...        فريدة قالت بدلع ...
- فاكر... يا ادهم اخر سفريه لينا لما كنا في اوروبا من شهر...؟
فريدة سافرت مع ادهم اوروبا من شهر ... قبل عمليتها مباشرة ادهم كان له علاقة  مع اخري غيرها ...الشيطان سيطرعلي افكارها .... تسألت والألم يأكل امعائها....ياتري ماذا كانت حدود العلاقة بينهم والتى يتخللها السفر سويا ؟؟ ...                                                                           تقريبا القت كاس الماء بعنف علي الطاولة امامها ونهضت وقالت ..          - عن اذنكم ...                                                                         ادهم لحقها بسرعة قبل مغادرتها لصالة الطعام  ..- هبه استنى مالك..؟ 
هبه اجابته بترفع ..
.- معلش كمل انت الغدا انا لسة مصدعه وعاوزه اروح البيت
ادهم سألها .... - متأكده ...اجى معاكى ؟
- لا مافيش داعى...كمل غداك براحتك                                             وتمنت في سرها ان تختنق فريدة بطعامها 
اشار لطاقم الحراسة ولعبير ...اطئمن انها اصبحت بصحبتهم وعاد يكمل غذائه الكارثي مع فريدة...

سجن العصفورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن