أخيرًا استسلمت ادهم يحب فريدة...ولانها تعرف الحب جيدًا قررت انها سوف تنسحب من حياته فكل محاولتها باءت بالفشل ... كلمة واحدة شغلت تفكيرها.. فكرت فيها ليل نهار ...الحاجة نجية دائمًا ما كانت تلمح الي قوة ادهم... قوته التى لاحظتها بنفسها ادهم حاليًا هو الامر الناهى لكل العائلة .. اخبرتها في ذلك اليوم الذى استدعتها فيه في غرفتها...
- فرحت يوم ما ادهم خبرنا بالجواز ..هذا يعنى انه ابلغهم بنفسه ... في علاقتها بادهم الكثير من التناقضات التى تلحظها .... تشعراحيانًا بغموض ادهم ...واحيانًا اخري تشعر به واضح وصريح .. كلام عزت كله لها في مكتبه عليه الكثير من علامات الاستفهام ؟؟؟
لابد وان تفهم والا سوف تجن...
ادهم سوف يقضى ليلته في الفندق كالمعتاد .. فقررت ان تدخل غرفته تشاهدها ولو لمرة واحدة ...امنيتها ان تري فراشه....فهذه اخر ليلة لهم هنا وغدًا سوف يفترقان...تسلحت بالجراءة ودخلت....رائحته تعبق الجو...امسكت عطره واغمضت عينيها تمليء عقلها من رائحته علها تحملها فيه للابد....تجولت وتجولت حتى ارهقت... فراشه المرتب بعناية كان يحمل رائحته...دفنت رأسها في المخدة وبدأت البكاء....بكت حتى ارتاحت....بكت حتى نامت...
استيقظت علي ادهم وهو يهزها برقة...الخجل والحياء من موقفها المفضوح سببوا لها توتررهيب...لحسن حظها ادهم لم يتحدث ...لم ينطق أي كلمة.... بل اخذها في حضنه بقوة ونام بجوارها بملابسه...
نام فورًا واصبح نومه عميق وكأنه لم ينم منذ ايام لكنها قررت ان تكمل حتى الصباح كى تستمتع باخر لحظاتها بقربه ...فلربما تكون تلك اللحظات هى اخر ذكرياتها معه....وعندما استيقظ مجدداً بعد فتره نظر اليها برغبة شديده ثم غابا في عالمهم الخاص....
الصباح التالي كانوا في الطائرة التى حملتهم بعيدًا عن اجمل اسابيع عمرها
ساعات وكانت في قصره في القاهرة ...بعد ليلتهما الاخيره والملتهبة فضلت تجنبه خلال رحلة العودة ...بعد ان اكتشفها في غرفته خافت من مواجهته ودهشت بشدة عندما وصلا القصر فهى كانت متوقعه منه ان يوصلها لشقتها كما هى طلبت منه...لكن اخر شيء تستطيع فعله الان هو ان تسأله او تفتح معه موضوع انتقالها مجددًا بعد انفجاره الغاضب
دخلت غرفتها ونامت ساعات ..وساعات بعدما ارهقتها الدموع والصداع ضربها بقسوة...
حالتها النفسية وصلت للحضيض فادهم تجنبها بطريقة مقيتة هو ايضًا منذ استيقاظها في حضنه هذا الصباح .... استيقظت علي صوت عبير يطلب منها النهوض ... كان لا يوجد لديها أي مزاج لتغيير ملابسها او لرؤية أي احد ... لكن تحت الحاح عبير نهضت اخذت حمام سريع وارتدت فستان شيفون اخضر بلون عيناها معه طرحة منقوشة ....عبير جهزتها وببراعة حاولت ان تداري عيونها الحمراء المنتفخة... اجبرت نفسها بالقوة حتى تستطيع تلبية طلب ادهم والنزول للعشاء مع ضيوفه كما ابلغتها عبيرعن رغبته..
صدمتها الاولي كانت في الضيوف او بالاحري في الضيفة الوحيدة التى وجدتها برفقة ادهم عندما نزلت من غرفتها
الضيفة كانت فريدة ...بالمظهر الذي ظهرت به فريدة اقل وقت توقعته انها قضت علي الاقل ست ساعات كاملة في الاستعداد لعمل شعرها ومكياجها حتى تظهر بمثل هذا التألق ...فريدة كأنها خرجت للتو من كاتالوج للموضه ...كل شىء فيها صائب...
صدمتها الثانية والاشد كانت ذراع ادهم المحيطة بكتفيها والتي حتى لم يحاول ان ينزلها عنها مع دخولها للصالون
تذكرت يداه اللتان احاطتها بحنان في حضنه طوال الليل لكن حاليًا
ادهم يريها مكانتها الحقيقية ..تقلبه يخيفها فهو قادرعلي الهبوط بها لاسفل ارض بعدما يكون قد رفعها حتى عنان السماء...هو الان يريها وضعها الحقيقى في حياته ....زوجة مجبرعليها بسبب وعد قطعة لرجل ميت.....
اخر محاوله لانقاذ كرامتها ....فرصتها للخروج برأس مرفوعة
كرامتها الجريحة اعطتها القوة للتحمل...اعطتها القوة لتدخل الي الصالون متجاهله المشهد القاتل امامها...بكل كبرياء دخلت حيت فريدة وتجاهلت ادهم تمامًا ...من داخلها تتمزق وروحها تموت ببطء وظاهريًا هى مثل جبل الثلج...اصبحت مثل التمثال الخالي من الروح والمشاعر
زيادة في اذلالهاعند تقديم العشاء ادهم اخذ فريدة الي غرفة الطعام الفخمة وتركها التلحقهم بمفردها ....اه لو كان لديها امل حتى لو ضئيل لكانت حاربت...لكانت قطعت وجهها باظافرها وجذبتها من شعرها المصفف بعنايه لكنها للاسف علمت جيدًا من داخلها أي جانب ادهم سوف ياخذ اذا ما تجرأت علي اهانة فريدة ...
اصبحت بين نارين ....نار انها تثور وتشتمها وتطردها خارجًا ونار اخري تحثها علي المحافظة علي كرامتها وتقبل وضعها...
العشاء كان كابوسًا بكل ما للكلمة من معنى مع ان فرحه الطباخة ابدعت في الوجبة كعادتها الا ان طعمها بالنسبة لهبه كان طعم الجير...
اخيرًا العشاء انتهى و تستطيع الانسحاب الان وتركهما بمفردهما
بعد تقديم الحلويات تحججت بالصداع والارهاق من السفر
ادهم رحب تمامًا بإنسحابها ...اثناء خروجها من الصالون سمعت ادهم يخبر فريدة انهم سوف يكملون السهرة في الخارج
خنجر غرز في قلبها بدون أي رحمة ....قوة غريبة مكنتها من الصمود حتى النهاية وانسحبت بكرامتها ...فازت في معركة الكرامة وخسرت في معركة الحب
كلمة النهايه كتبت اخيرًا ..لابد ان تترك القصر فورًا...ادب ادهم يمنعه من طردها لشقتها..لكنه بالتأكيد يتمنى ان تأخذ هى تلك الخطوة المحرجه من نفسها...
فور صعودها لغرفتها ..طلبت من عبير الاستعداد لترك القصر في الحال
عبير ابلغت ادهم بقرارها بالرحيل في الحال ....وعندما سألتها عن ردة فعله اجابتها عبير ..
- وافق فورًا...وخرج مع فريدة
موافقة ادهم الفوريه كانت كتابة كلمة النهاية ليس فقط لاقامتها في القصر لكن لزواجهما ايضًا
قررت الرحيل قبل عودته... الوداع يصعب عليها الامر ...خافت من انهيارها التام امامه...الالم يصبح غير محتمل...
شعرت انها مخنوقه فقررت التجول في الحديقة حتى تنتهى عبير من حزم اغراضهم....بعد حوالي ساعه عبير ابلغتها انهم مستعدون الان للرحيل...
اخذت جولة اخيرة تودع بها المكان .....تلكعت عند كل شبر تحفظ تفاصيله...
بعد مقاومه مع نفسها قررت اخيرًا تقبل فكرة الرحيل...
وقفت متخشبه وحقائبها الكثيرة تنقل الي السيارة...عبيرادخلتها الي السيارة كأنها طفلة لا حول لها ولاقوة ....دموعها نزلت بهدوء حفرت قنوات علي وجهها ... كحلها مع مسكرتها حولوا عيونها الجميلة لعيون الباندا
السائق تحرك بالسيارة ...خرج من القصر... راقبت بلوعه الحدائق وهى تختفي حامله معها اجمل ايام حياتها....بعد عدة دقائق من مغادرتهم للقصرهبه صرخت في السائق وقالت بصوت امر ..
- ارجع
بدون نقاش نفذ السائق طلبها واستدار بالسيارة جهة القصر مجددًا...
وسط احزانها وطلبها من عبير ان تقوم بحزم امتعتها هبه نست كنزها المدفون..
كنزها الذي دفنته تحت مخدتها بعد رجوعهما من الصعيد...صورة ادهم وقميصه المستعمل الذى يحمل رائحته ....صرخت وامرت السائق بالرجوع كى تذهب وتحضرهم لا يمكن ان تغادر بدونهم فهم كل ماتبقي لها منه... سوف تصعد لغرفتها و تحضرهم ثم يذهبوا للمجهول مجددًا.... توقعت بالطبع عدم وجود ادهم بل وربما سيقضى الليلة خارجًا ...
السيارة انزلتها امام القصر.. ابلغت عبير والماس انها سوف تصعد لغرفتها لاحضار شيء نسيته وسوف تعود فورًا... عبير والماس اصبحتا كل ما لديها الان ...
كنزها سيساعدها علي الصمود ... صعدت الدرج بهدوء شديد كانت تتسلل مثل اللصوص...وصلت لغرفتها ...يداها بحثت عن زر الاضاءة وجدته بصعوبة في الظلام واضاءت الغرفة....
المنظر الذي شاهدته عندما فتحت الضوء هزها بقوة ...ضربها بعنف كأنها تعرضت لزلزال عنيف ....احساس الانسان اذا ما ضرب الف لكمه مجتمعين معًا ..
هناك علي فراشها السابق شاهدت ادهم يحمل غلالة نومها التي خلعتها عنها قبل نزولها للعشاء المشؤم ...
عبير بالتأكيد نسيت ان تجمعها مع اشياؤها الاخري .. ادهم كان يحمل غلالتها قرب قلبه وعيناه مليئه بالدموع.....
أنت تقرأ
سجن العصفورة
Romanceفي صفقة اشبه بالمعجزة تم الاتفاق بين عم سلطان الساعى البسيط والملياردير ادهم البسطاويسي صاحب الشركات ورب عمل سلطان علي انتقال هبه وسلطان من منزلهم البسيط في منطقة شعبية والتي اصبحت مرتعًا للبلطجيه الى شقة ادهم الفخمه في ارقى احياء مصر...تلك الصفقة ا...