الخامس عشر

405 13 0
                                    

استيقظت لصلاة الفجر وهى تشعر براحة نفسية غريبة ....تصالح مع نفسها يغمرها ...هل من الممكن ان مقابلتها مع ادهم امس كانت السبب ؟؟؟ مقابلتهما امس كانت خطوة تقارب جيدة ... فعلي الاقل نعمت بلمسته ولو لثوان قليلة ووعده لها باكمال حديثهم المبتور
و ربما ايضا سبب سعادتها ان عبير ابلغتها قبل خلودها للنوم ان ادهم رتب لها جولة لمشاهدة اثار البلد الخلابة  ...                                            صلت وارتدت الملابس التي جهزتها لها عبير...عبيراخبرتها وهى توقظها ... -  هنخرج بدري قبل الحر زى ما ادهم بيه امر
ارتدت جينز ازرق اللون و بلوزة بنية اللون من قماش الجرسيه وانتظرت عبير كى تساعدها في لف طرحة تركوازيه بلون عيونها 
انتعلت صندل بنى مريح علي شكل اشرطة رفيعة تتجمع بحلية ذهبية دائرية  ...وضعت متعلقاتها الشخصية وهاتفها النقال في شنطة الخوص خاصتها وجلست تنتظر قدوم عبير..
عبيرلفت لها الطرحة وزينت وجهها بمكياج خفيف... اخذت نظارة شمس بيضاء كبيرة تغطى معظم وجهها ونزلت معها
كلام ادهم لها يرن في اذانها منذ البارحة ...لاول مرة تدقق في ممتلكاتها الشخصية ...لديها اكثر من عشر نظارات شمسية جميعهم  يحملون ماركات عالمية ...ملابسها تصمم خصيصا لها علي ايد المصممين المشهورين عالميا...في الشقة كانت توجد لديها خزنة مليئة بالمجوهرات والتى لم تحاول فتحها ابدا ولا حتى بدافع الفضول لمعرفة محتوياتها.....رصيدها في البنك اكثرمن مليون جنية بالاضافة الي الشقة التي تساوى ملايين  الجنيهات والسيارة الفخمة والسائق والخادمة مدفوعين الاجر بل وفوق هذا لها مصروف شهري ضخم كانت تعجزعن ايجاد ما تستطيع شراؤه به فكل طلباتها متوفره حتى قبل ان تطلب ...مصاريف كليتها كانت تدفع أليا من قبل المحامى كل عام ..... 
بالفعل ادهم اغرقها في نعمته وهى لم تشكره يوما....
السائق كان في انتظارهم وفتح لهم باب السيارة الخلفي... هى وعبير ركبتا في المقعد الخلفي ...وفي الخلف  تبعتهم سيارة حراسة اخري
جولتها بدأت  بالفطور.....فندق خلاب علي النيل.....من المعاملة المميزة التي تلقتها استنتجت ان ادهم هو صاحب الفندق بالتأكيد...الفندق فخم وراقي والفطورمبكرا علي النيل مع هواء الصباح النظيف اعطوا المكان سحر عجيب...
سمعت بوجود طاقم تصوير فيلم يقيمون في الفندق منذ ايام ..لكنها لم تشاهد اي حد منهم لانها كما علمت ان المطعم اغلق لها وحدها حتى تنتهى من فطورها بحرية ودون ازعاج ...مجددا ادهم يبهرها بتصرفاته الغير متوقعه كان يعاملها كملكة كما قال ...الملكة الوحيدة الحزينة 
بعد الفطور مباشرة بدؤا جولة في الاثار ..في المعابد ...الرهبة تملكتها من عظمة المشاهد ...درست التاريخ كثيرا واحبته جدا لكن رؤيتها له امامها اشعرتها بالضألة
كحرم ادهم البسطاويسي عوملت كملكة فعلية ..جميع الابواب المغلقة فتحت لها...استمتعت بجولتها لاقصى درجة فقط تمنت لو ان ادهم كان صحبها بنفسه ..عادت لواقعها .. نهرت نفسها بقوة   "لا تتمنى المستحيل يا هبه  اين انتى من مكانة ادهم الرفيعة...؟ "                                              رفضت بقوة كل عروضهم عليها لركوب المنطاد ربما لو ادهم معها لكانت قبلت بترحاب
- الساعة دلوقتى  قربت علي 12 والشمس هتبقي صعبه عليكى تعليمات ادهم بيه انك تريحى لبعد العصر
بالطبع تعليمات ادهم اوامر مطاعة حتى لو كانت اعترضت كانت النتيجة ستظل نفسها ...جناح ادهم الخاص في الفندق  كان مستعد لاستقبالها بالطبع فأين غير ذلك حرم ادهم البسطاويسى ستكون...؟ 
هبه عادت الي  الفندق مع حراستها...سيارتها توقفت امام مدخل الفندق عبير والحراسة رافقوها حتى المصعد ..                                                                                                                                    في لحظات انتظارهم للمصعد هبه لمحت ادهم وهو يخرج من الفندق بصحبة سيدة فاتنة ... سيدة جميلة جدا شعرها اسود ناعم بلون الليل وترتدى ملابس تفصل كل جسدها الجميل 
تجمدت في مكانها لم تسمع عبير وهى تناديها  في البداية ...                   - مدام...مدام الاصانصير وصل... مازالت تنظرفي اتجاه ادهم بدون ان يراها او ربما رأها وتجاهل وجودها تماما...
عبير استدارت ونظرت حيث تنظر هبه المصدومة...                        بدون وعي منها عبير قالت ...
.-  فريدة جمال
اخيرا عرفت وجه فريدة جمال....تذكرت الكلام عن وجود طاقم تصوير الفيلم...فريدة جمال ضيفة في فندق ادهم وتصور حاليا فيلم هنا...وادهم اخبرها انهم سوف يقضون عدة اسابيع هنا لارتباطه بعمل ما احست فجأه بروحها تسحب منها وقلبها المسكين ارتبكت خفقاته ...  ادهم ظل في الصعيد بسبب فريدة ...ووافق علي اعطائها حريتها بسهولة شديدة
الم جسدها زاد ...احست انها سوف تفقد الوعى ...تفسيرها الوحيد لما يحدث لها الان هو الغيرة ...الغيرة علي ادهم اكلت قلبها
ولكن ماسبب غيرتها عليه..؟ فادهم حر في افعاله ويتصرف كيف يشاء الحقيقة اصبحت واضحة لها الان .." طبعا بغير عليه عشان بحبه ..."
...........
عبير جذبتها بالقوة وادخلتها المصعد..اوصلتها للجناح وهى شبه مخدرة الحقائق اللي ضربتها كثيرة عليها ...واهمها حقيقة انها تحب ادهم ...نعم تحبه ...الفترة اللي قضتها في منزله من بعد العملية غيرتها ..             الامان الذى شعرت به في حضنه ربطها به للابد....العائلة التي استقبلتها بحنان عوضتها عن يتمها ووحدتها ..الاغرب انها اكتشفت انها تحبه منذ يوم لقائهما في مكتب عزت وانها وافقت علي ان تكمل دورها في الصفقة حتى تظل مرتبطة به ...مرتبطة به بأي طريقة حتى ولو بالاسم فقط ...          هي كبرت وهى تسمع اسم ادهم يوميا...والدها كان يحترمه ويعتمد عليه اكتشفت انها طالما احبته كحصن امان لهم من حكايات سلطان الخيالية عنه وعن شهامته وتبقي فقط رؤيته شخصيا كى تحبه كرجل  ...                لكن للاسف ادهم لديه ارتباطات اخري وهى حمل عليه منذ سنوات ...فهو ان كان تزوجها في الماضي للهروب من زواج مدبرلا يريده اذًا فأخر شيء يريدة الان هو استمرارتلك المهزلة واستمرارزواج مدبر اخر .. زواجهما ادى غرضه منذ زمن وربما بنت الكفراوى قد تزوجت الان ...اذًا فلماذا سوف يبقيها زوجة له وخصوصًا بوجود فريدة الجميلة في الجوار  .....
نوبة صداع عنيفة ضربتها.. 
- عبير... عبير ....معاكى اي مسكن..؟ هموت من الصداع ...
عبير قالت بأسف...- لا بس انا هتصرف
غيرت ملابسها لبيجاما خفيفة من قماش الدانتيل عبير كانت قد احضرتها لها ....هبه نظرت لنفسها في المرأة بسخرية...                                   - جهاز عروسة من غير عروسة ...مجددا قطع تظهر في خزانتها بدون معرفة مصدرها  .... صداعها زاد لحد غير محتمل فطلبت من عبير ان تظلم لها الغرفة ونامت في السرير المريح ...
ربما نامت لدقائق او اكثر لكنها استيقظت علي يد تملس شعرها بحنان
فتحت عينيها فشاهدت ادهم نائما بجوارها علي الفراش وعندما شعر بحركتها سحب يده فورًا
- " اه " ...هبه تأوهت بالم ورفعت يدها الي رأسها....
تعبيرغريب ظهرعلي وجه ادهم وسألها بقلق ...- انتى لسه تعبانه..؟
هبه هزت رأسها بألم ...- اه جدا ...عمر ما جالي صداع فظيع كده
ادهم حاول النهوض ...- طيب هجيب دكتور 
امسكته من ذراعه ...- لا مافيش داعى بس مسكن وهكون كويسه انا متعوده علي نوبات الصداع النصفي لما باتضايق او أتوتر ....
وانتبهت ليدها علي ذراعه ...ادهم ايضا انتبه عاد لمكانه وغطى يدها بيده الاخري ...

ظلواعلي هذا الوضع للحظات لكن صداعها الواضح جعل ادهم ينهض     فتح ثلاجة صغيرة وقدم لها زجاجة مياة باردة مع قرصين من مسكن قوي
فقبلت منه الاقراص شاكرة وعادت للنوم في الفراش واغمضت عينيها
ادهم  استعد للمغادرة ...- هسيبك ترتاحى
سألته بحزن ...
- عندك شغل مهم ؟
اجابها باهتمام ...- اه جدا ...هشوفك كمان ساعتين تكونى اتحسنتى ان شاء الله
وخرج فورا وتركها لصداعها وحزنها وغيرتها
النوم عاندها لوقت طويل ...صداعها مع المها الداخلي والتفكير منعوها من النوم بسهوله ...فريدة جمال احتلت افكارها وزادت من الم رأسها ...     لكن مع  بداية مفعول الاقراص القوية التي اخذتها من ادهم النوم بدأ يسيطر علي عقلها بالتدريج....

سجن العصفورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن