السابع عشر

652 26 0
                                    

خبرة هبه العاطفية المعدومة وعدم معرفتها ابدًا بأي طريقة من طرق الاغراء كانوا حاجز امام محاولتها لجذب ادهم اليها ...ادهم اخذها مضطر ومن المؤكد الان انه يرغب في التخلص منها في اسرع وقت حتى يتفرغ لخططه الاخري..." لفريدة "....الغيرة تمزقها لكن بأي حق تعترض وهى تعرف جيدًا شروط الصفقة ...المساعدة الوحيدة لها كانت من عبير ونصائحها ...عبير نصحتها بالصبر والتغاضى عن تصرفات ادهم التي اصبحت مستفزه...كرامتها لم تسمح لها بالبوح حتى لعبير عن حقيقة زواجها بادهم ... هبة فكرت بسخرية  " عبير فاكرة ان ادهم بيحبنى هقلها ايه ..؟ " لكن تصرفات ادهم لم تعد تترك مجال للشك في طبيعة علاقتهم الغريبة ...
تقريبا ادهم نقل اقامتة للفندق....منذ يوم حفلة الشواء وهو يقضى كل نهاره في الفندق ومعظم لياليه ايضا...حتى المظاهر لم يعد يحافظ عليها ...التغيير في موقفة بعد الحفل اربكها ...في الحفل رفع سقف توقعاتها للسماء عندما اصرعلي جلوسها بجوارة واعلنها عروسه  ثم بعد ذلك اهملها بدرجة كبيرة وملحوظة ...هى اصبحت الان  في نظرهم العروسة المهجورة ...   نظرات الشفقة في عيون والديه كانت واضحة وظاهرة كأنهم يواسوها  الالم في قلبها كان مضاعف ..الم الغيرة والم تأنيب الضمير ...في نظر الناس ادهم خائن مهمل لزوجته وذلك المها جدا فادهم لا يستحق...      
ليتهم يعلمون ماذا فعل ادهم لها ... ليتها تستطيع ايفائه حقه  ...ادهم انتشلها من المجهول.. امن لها حياتها وعرض عليها الحمايه والامان وبدون اي مقابل ولوعندها الشجاعة الكافية  لكان من المفترض ان تترك منزله وتعود الى شقتها وتعفيه من الحرج لكنها لا تستطيع التخلي عن لحظاتها المتبقية معه حتى لو قليلة ... المؤلم انها فتحت عيونها وقلبها كما اخبرها من قبل انها لا تفعل  لكن للاسف بعد فوات الاوان...                                      الليالي القليلة التى كان يقضيها في المنزل كانت تسهر فيها وراء باب الحمام تستمع الي صوت المياة وهى تجري في المواسيرفتعلمها انه بالقرب منها ...فقط يفصل بينهم باب ... صورته وقميص مستعمل له يحمل رائحته اخذته سرا من غرفة الملابس... اخفتهم في مكان سري...كانت تلجأ اليهم عندما تتأكد انها بمفردها....رائحته كانت تذكرها  بحضنه بلمسته ...        تذكرت ايضا عندما قررت التجول في الحديقة منذ ايام لكنها كانت قد تعلمت من درسها السابق فاعلمت حراستها بنيتها في التنزه في الحديقة علي الرغم من عدم اقتناعها لكنها لم ترد ان تسبب لهم المزيد من المشاكل ولتجنب مواجهة شبيهه بمواجهتها السابقة مع الكلاب فضلت الجوله ومازالت الشمس تبعث باخر خيوطها...طلبها الوحيد من حراستها كان ان يتركوها تتجول بحرية ...هى فقط كانت تعلمهم بمكان تواجدها لكن اخر ما كانت تريده هو ان تتجول بصحبتهم الوحيد الذى تمنت صحبته كان ادهم وحده...                                                                                 تتبعت ممر حجري حتى نهايته ...رائحة لطيفة من نباتات عطرية عطرت الجو برائحة اشبه بالتوابل ...في نهاية الممرلاحظت وجود درجات سلمية بسيطة تؤدى الي جلسة خشبية محاطة بالنباتات وفي داخلها ارجوحة كبيرة صعدت السلالم بفرح وجلست علي الارجوحة  سعيدة باكتشافها لذلك المكان الرائع... المكان كان اشبة بكشك للشاي ...محراب يختلي فيه احدهم بنفسه ...علي طاولة كبيرة امامها شاهدت العديد من الجرائد اليومية وكتاب مفتوح يدل علي ان احدهم يقرؤه حاليا...المكان كان معد لشخص يحب العزلة والتفكير والقراءة في هدوء ..لاحظت ايضا وجود علبة من السجائر وولاعة ذهبية انيقة وفنجان قهوة ممتلىء لمسته بلطف فعرفت من حرارته انه مازال ساخنا وينتظر صاحبه  ليقوم بشربه...                                 قررت الانسحاب حتى لا تزعج صاحب الجلسة....همت بالعودة عندما سمعت صوت ادهم...تطلعت من بين الشجيرات المحيطة بالجلسة الخشبية فشاهدت ادهم في الخلف يتحدث في هاتفه النقال  ..كان واضحا من اسلوب كلامه انه غاضب فهو كان يعنف احدهم بشدة علمت انها مكالمة خاصة بالعمل وسمعته يقول ..                                
- بلغهم ان ادهم البسطاويسي محدش يقدر يلوى دراعه...موضوع الاثار ده موضوع قديم واللي هيتجرأ ويفتحه يبقي بيحاربنى انا شخصيًا ...وانت عارف كويس انا اقدر اعمل فيهم ايه ....                                          انسحبت للارجوحة مجددًا تذكرت كلام والدها عن مصدر ثروة عائلة ادهم ....في خلال علاقتهم القصيرة لم تشاهده من قبل بمثل ذلك الغضب الهادر ...صوته كان يجمد الدم في عروق اشد الرجال ...فضلت اعطاؤه الخصوصية في مكالمته وعادت للجلوس علي الارجوحة ...               لكن بما ان ادهم هو صاحب الجلسة اذًا لا داعي لانسحابها السريع ...ربما لو تلكعت قليلًا فسوف يعود ويراها ...  تناولت الكتاب المفتوح من علي الطاولة لاحظت انه كتاب للكاتب البرازيلي باولو كويلو....                     الصفحة المفتوحة امامها اشار احدهم الي جملة فيها .." يُحَب الْمَرْء لِأَنَّه يُحَب، فَلَا يُوْجَد سَبَب لِلْحُب"
فخفق قلبها بعنف احست بغيرة تمزقها          
اذًا بالفعل ادهم يحب ...اشارته بالقلم علي تلك الجملة خصيصًا دونًا عن أي جملة اخري في الكتاب تدل علي ذلك...
اغمضت عيناها المليئة بالدموع بالم ...                                          لماذا وضع القدر ذلك الرجل المميز في حياتها وفي نيته حرمانها منه ...؟  بالفعل ادهم مميز ... رجولتة طاغية  , جاذبيته مدمرة وفوق ذلك هو مثقف  قوى , مسيطروكريم لاقصى درجة...رجل من المستحيل ان تقابل مثله مرة اخرى في حياتها القادمة...رجل يستمع الي الموسيقى ويقرأ لباولو كويلو بالاضافة لنجاحه الساحق في عمله ...رجل يكاد يكون وجوده خيالي ولولا انها رأته بنفسها لما صدقت وجود شخص مثله ... هى ايضًا تحب القراءة والموسيقى ...تذكرت اقتباس قرأته من قبل لكويلو ذكرها بحالتها قبل ادهم وبعده .."  بإِمْكَان الْكَائِن الْبَشَرِي أَن يَتَحَمَّل الْعَطَش اسْبُوعا وَالْجُوْع أُسْبُوْعَيْن ، بِإِمْكَانِه أَن يقْضَى سَنَوَات دُوْن سَقْف ، لَكِنَّه لَا يَسْتَطِيْع تحمل الْوَحْدَةِ لأَنَّهَا أَسْوَأ أَنْوَاع الْعَذَاب وَالْأَلَم "                               هاهي ستعود لوحدتها قريبًا ...ربما تحتملتها في الماضى لانها لم تعرف غيرها لكن الان بعد كل ما مرت به مع ادهم لن تستطيع الابتعاد عنه مجددًا
جففت دموعها بسرعه وتركت الكتاب مكانه حينما شعرت بعودته ...    تفاجأ ادهم تمامًا عندما وجدها تجلس في صومعته الخاصة عيناه بحثت عن مرافقيها وعندما اطمئن ان احدهم  كان يراقبها من بعيد اعاد انظاره اليها  تردد لحظات ثم جلس علي الارجوحة بجوارها ... الحارس المراقب لها من بعيد انسحب فوررؤيته له يجلس بجوارها... تناولت فنجان القهوة من علي الطاولة في حركة دلال وقدمته له وهى تقول بدلع ...
        - قهوتك بردت...        
مد يده وتناول يدها الممسكة بالفنجان يداه احتوت يداها والفنجان للحظات ثم رفع يدها بالفنجان الراقص علي طبقه بسبب رعشتها الي فمه وارتشف بعض القهوة ببطء شديد .. احست بفرح غامر من حركته التلقائية ...ثم ترك يدها الحاملة للفنجان والتقط علبة سجائرة واشعل سيجارة ...                   - مكنتش احب ادخن وانتى موجوده بس حقيقي محتاج سيجارة دلوقتى .. هزت رأسها بتفهم وعلقت بدهشة  ..
- انا معرفش انك بدخن...          
اجابها بنبرة هجومية..                                  
- بدخن احيانًا مش دايمًا يعنى بس هو انتى فعليًا تعرفي عنى ايه...؟          غالبًا عرفتى اسمى بعد عمليتك مش كده ...؟  قبل العملية نسيتى كل حاجه عنى لدرجة انى شكيت انك راجل ألي مش انسانه بتتنفس...                  ردت عليه في الم ...                                                                     - ادينى بحاول اعرف بس انت مش مدينى فرصة...                            ركزعيونه علي عيونها وسألها بقسوة...                                         - هبه انا تعبت ... انتى عاوزة ايه بالظبط ....؟ فهمينى لانى مش فاهمك بحاول اريحك وانفذ ليكى رغباتك... عاوزه منى ايه تانى ...؟                ردت عليه بيأس ...
-  مش عاوزه حاجه يا أدهم   ..
ثم غادرت صومعته وتركته بمفرده ..كلامه المها حتى النخاع ..سألها ماذا تريدىن منى ...؟ حظها العثرجعله يعتقد دائمًا انها تريد منه اشياء مادية  هى لا ترغب في نقوده ولا في شقته ولا في سيارته انما ترغب في حبه ولكن كيف ستطلب منه ذلك  ...؟                                                   دموعها غطت علي مجال رؤيتها فتعثرت في طرف فستانها الطويل وسقطت ارضًا وهى تتأوه بألم ... وليد انتبه الي سقطتها فهى كانت قد ابتعدت عن صومعة ادهم كثيرًا... وفي ثوانى قليلة كان بجوارها ومد يده اليها ليساعدها علي النهوض ولكن فجأه ادهم اقتحم المشهد بغضب.... وجه نظرات نارية الي وليد وقال له بتهديد ...                                          - اياك تلمسها.. ثم حملها برقة بين يديه واعادها الي الارجوحة وجلس الي جوارها  ...
شهقات دموعها المته فنظراليها وهم بالحديث لكن عندما تأكد من مدى عذابها فضل الصمت وما كان سيقوله فقد للابد ...وضع ذراعه حول كتفها واراح رأسها علي كتفه ...سألها برقة شديدة ...                                  - في الم في رجلك ...؟
هزت رأسها بالنفي ...كيف تشعر بالالم بعدما حملها بنفسه واحتواها بحنان امرها بلطف ....                                                                       - ابقي خدى بالك ... وخصوصًا وانا مش موجود...عارفه لو كان وليد لمسك وساعدك تقومي كنت دفنته هنا في الجنينة ....
ضحكت علي الرغم من دموعها ...                                                - كان زمان عبير دفنت نفسها وراه...  دى بتحبه جدًا ونفسهم يتجوزوا بقي   ادارها اليه ونظر في عيونها ... وسألها متألمًا...                                - هبه تعرفي ايه عن الحب ...؟                                                   اجابته بحياء ...
- الحاجه الوحيده اللي اعرفها انه بيغيرالانسان وبيغير كل مفاهميه ...بيدخل من غيراذن وكمان من غير سبب...
ادهم سألها مجددًا ...
- وحب عبير لوليد هو اللي علمك الحب ...؟
ماذا ستخبره ...؟ ليتها تتمتع بالجراءة الكافية للاعتراف له بحبها لكنها تعلم النتيجة فهى حتى وان اخبرته بحبها فستزيد وضعهم المحرج سوءا ...
ففضلت الصمت فالصمت احيانًا ابلغ من الكلام ...
عندما لم يتلقى  ردًا منها علي  سؤاله اخبرها بألم ...                             - عشان خاطرك هساعدهم يتجوزوا ...بعد ما نرجع هتكفل بكل مصاريف جوازهم ...
نظرت اليه نظرة عجز  عن تفسيرها لكنه اخذها في حضنه بحنان عندما عادت دموعها للنزول مجددًا ...لم يعلم انها كانت تحسد عبير علي سعادتها...
مراسبوعان اخران وادهم لم يغيرمن نظام بقائه في المنزل حتى مشهد الحديقة الاخيرلم يحسن الوضع بينهما ...مزاجها المتعكربزيادة منذ يومين عرفت سببه ...دورتها الشهرية اختارت ان تنزل وتزيد من قلقها وتوترها
الم بطنها منعها من النزول من غرفتها علي الفطور مثل كل يوم...       عبير قدمت لها شراب النعناع الساخن واقراص مسكنه لتخفيف المها
تقريبا قضت اليوم كله في السرير ...قضته بين النوم والقراءة ...شهيتها للاكل معدومة من الالم.....
اخيرا المها اصبح افضل قليلًا ولكنه مازال موجود ..قررت اخذ حمام سريع ...كسلها طوال اليوم اعطاها رغبة في بعض الحركة ففضلت احضارغياراتها بنفسها دون اللجوء الى عبير ...بدون ان تنتبه لقميصها الشفاف دخلت الي غرفة الملابس لاحضارغيار....بالصدفة وجدت ادهم هناك .. كان ايضًا يحضرغيار لنفسه ....الصدمة جمدتهم سويًا...ادهم قررالانسحاب ويتركها بحرية ....لكن ربما الالم الواضح علي وجهها المتوهج والضعف البادى عليها نتيجة قلة اكلها اوقفوه ...
ادهم سألها بقلق ...
- هبه انتى كويسه ...؟
افتقدته لدرجة مخيفة لم تكن تدرك انه من الممكن الاحتياج لشخص ما بمثل تلك الدرجة العنيفة المسببة للالم الجسدى وليس فقط النفسي
هزت رأسها...
اقترب منها وسألها بشك...
- وشك اصفر وشكلك تعبانه ...اطلبلك دكتور
احمر وجهها من الخجل ..
- لا لا مافيش داعى حاجة عادية .. 
سألها بقلق واضح ..
- حاجة عادية ازاي يعنى..؟ انتى علي طول تعبانة ومش بتقولى...؟
احراجها وصل لاقصى درجة فكيف ستفهمه طبيعة مرضها الحالي...؟
ركزت نظرها علي الارض وقالت بخجل ....
- عادى ده تعب شهري عادى عند كل الستات
اخيرا ادهم فهم سبب مرضها ...لكن علي عكس ما كانت تتوقع الم شديد احتل ملامحه...توقعت ان يشعر بالارتياح لانه اطمئن عليها او حتى ان يستقبل الامر بلامبالاة اذا كان فقط يسأل من باب الواجب...لكن الالم الشديد الواضح عليه اربكها....
اقترب منها وامسك يدها بقوة وسألها بخشونة ...
- متأكده ؟
لمسته سببت لها نار في كل جسدها ..قربه منها جننها ...اخيرًا بعد اسابيع احست به بالقرب منها مرة اخري ...
ردت بإرتباك ...- ايوه طبعًا 
يده الممسكة بيدها هبطت بجواره علي الفور وقال في صوت امر ..
- خلاص اعملي حسابك هنسافر بكره مافيش لزوم لاستمرارنا هنا اكتر من كده...
أهلت نفسها كثيرا للحظة الفراق لكن قدومها وتحويلها لواقع سببوا لها الم شديد لم تكن تتخيله ...لاول مرة تعرف ان الالم النفسي يسبب الم جسدى حقيقي... الم احسته في رئتها داخل قفصها الصدري
بدون اضافة اي كلمة اخرى  دخل غرفته ...
تسمرت في مكانها لوقت طويل تفكر في الصراخ والانهيار لا وربما افضل فكرت في الذهاب الية تترجاه ...كانت ممزقة بين التذلل له والحفاظ علي كرامتها ...       
لاول مرة تمتلك بيت حقيقي واسرة ..انا لا اريد العودة للقاهرة مجددًا   يارب ساعدنى اعمل ايه...؟
ربما مرت ساعات وهى علي نفس وضعها في غرفة الغيار ...اول عوده لها للواقع كانت علي صوت عبير...
عبير سألتها بدهشة ...
- انتى هنا واحنا بندور عليكى...؟
انتبهت...
- بتدوروا عليه..؟
- ايوه اختفيتى من فترة وقلقتينا واخر حاجة كنت اتوقعها انى الاقيكى هنا
تشجعت وسألتها بامل ...
- ادهم بيدورعليه...؟
عبير اجابتها ...
- لا البيه خرج من بدري وقال انه هيبات في الفندق وطلب منى اجهز الشنط للسفر ...لكن انا ومامته دورنا عليكى ...الحاجة قلقانه عليكى وطلبتك في غرفتها...
تفاجئت بشدة لاول مرة الحاجة تطلبها في غرفتها فهى لم تدخل غرفتها من قبل... عبير ساعدتها علي استبدال ملابسها واوصلتها لغرفة نجيه وتركتها عند الباب
ترددت كثيرًا ثم دخلت الغرفة بخوف وقلق... كانت متوترة بشدة وتسألت عن ماذا عساه حدث ؟                                                                 الحاجة كانت مستلقية علي السرير.. سمعت صوت تأوهات صادرة منها بصوت عالي ... فعليًا قلبها خلع من الفزع ...
فهرعت اليها وهى مفزوعه وبدون ان تشعر مالت عليها وسألتها بهلع واضح ...
- ماما مالك خير...؟
تأوهات نجيه انقلبت لابتسامة خبيثة وهمست ...                                 - روحى سكري الباب وتعالي ..
كانت مازالت مرعوبة ولا تفهم الوضع جيدًا لكنها نفذت طلبها التى اشارت لها ان تقترب اكثر منها واخذتها من يدها واجلستها بجوارها علي الفراش...
قالت بحنان ...
- انا حسيت بيكى كنتى تجصدي لما جلتى ليه امى بصحيح حاساها يا هبه ...؟
امسكت يدها وقالت بألم ...
- انتى الام الوحيدة اللي عرفتها في حياتى
ربتت علي يدها بحنان..
.- وانتى كمان يا بنيتى دخلتى جلبي... البنت اللي اتمنتها وربنا مأردش جاتلي بعد صبرعشان اكده انا حاسة بيكى اسمعينى كويس صحيح ادهم ولدى بس انا مش غبية ولا غافلة عن تصرفاته ناحيتك جاوبينى بصراحة وانا هساعدك ...انتى بتحبي ولدى وباجيه عليه ؟
الامل جواها نمى وترعرع... ردت بلهفه ...
- ايوه بحبه ..
ضحكت بإنتصار ...- خلاص اعتمدى علي الله وعليه ... صحيح يا بنتى انا مش متعلمة زيكم بس عاجلي صاحى وواعى ...ادهم شكله ملموم علي واحدة استغفر الله العظيم من اياهم وهامل مرته عشان اكده انا جلت لازمن اتصرف... مش ادهم بس اللي ليه جواسيس انى كمان ليه ...
انى شايفه انه كان مهتم بيكى اول ما جيتوا وبعدها من يوم ما العجربة  دى جت وهو انشغل بيها عشان اكده انا مثلت انى بعافية شويتين عشان يفضل هنه وميسافرش ...انا يا بنتى صحتى زى الفل ..بس ادهم حنين مش هيهون علية يسافر وانا اكده ....انا عرفت ان العجربة هتسافر بكره ....الله يسهل ليها تسافر وانتم افضلوا هنه لحد ماربنا ييسرها ليكم.. بردك بعيد عنيها افضل والدور والباجى عليكى بجى ....رجعى جوزك لحضنك
الست ملهاش الا راجلها ...وربك حلل حبك لجوزك ...انتى ربنا وهبك جمال ...استغليه صحيح وهتكسبي...انا معرفش اية اللي بينتكم بس انا اعرف ولدى زين ...من يوم ما خبرنا انه اتجوز وهو حالة غير....
الامتنان الذي غمرها من موقف نجيه اكبرمن انها تعبرعنه بالكلام...       كل ما استاطعت فعله انها القت بنفسها في حضنها وبدأت بكاء مكتوم بداخلها منذ سنوات..  بكت والدها وبكت وحدتها ...بكت حبها المستحيل لادهم..
نجيه هدئتها ومسحت علي شعرها بحنان...
- ابكى يا بنتى ..ابكى بس في حضنى بس... بنتى لازم تكون جويه ...لو هتدخلي الحرب لازم تستعدى ليها كيف تسمحي لجوزك يبات برات فرشته ...؟
قالت بألم ...
- قوليلي اعمل ايه ..؟
اجابتها بحكمة وبخبرة سنوات عمرها   ...
- الراجل يا بنيتى بيحب يحس برجولته ...ضعفك بيجذبه أي نعم لكن ممكن يوصل لدرجة انه يخنقه الراجل لازمن يحس بالتهديد الخفي ...لو صرحتى انك هتسيبه هيفتحلك الباب ولو اطمن لوجودك وملي ايده منك..هيهملك...صدجينى يا بنيتى ولدى عاوزك بس بيكابر انا ام وافهم...
ابدئي تشغلي وقتك بأي حاجة بعيدة عنه ...انا علي اعطله هنه اسبوع كمان وانتى بجى شعليله في الاسبوع ده خلي راسه تلف
شكرتها بقبلة علي كفها .... خطة الحاجة بسيطة لكن مذهلة ...                                              "شعليليه "                   

سجن العصفورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن